لماذا يقف حزب الله ضد حياد لبنان؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

يعيش لبنان أزمة سياسية واقتصادية طويلة الأمد ولا تخفى على أحد مع طول أمد مشاورات تشكيل الحكومة. وفي الوقت هناك أطرافا لبنانية تورط نفسها في صراعات خارج البلاد بدلا من توجيه جهودها لحل أزمات الداخل… البطريرك الماروني بشارة الراعي أطلق تصريحاتٍ ناريةً تجاه حزب الله، متهما إياه بالإصرار على إبقاء لبنان في حالة حرب.

وتساءل البطريرك لماذا يقف «حزب الله» ضد حياد لبنان، ويتفرد بإعلان الحرب والسلم، رغم أن ذلك من مهام ثلثيْ أعضاء الحكومة وفق الدستور… فكيف تؤثر تصريحات الراعي على المشهد السياسي اللبناني؟

سياسة المحاور

في أعنف هجوم من البطريرك الراعي، ضد زعيم ميلشيا حزب الله، حسن نصر الله ومن يحمي سلاحه غير الشرعي محملاً إياه ما وصل إليه لبنان بأن الحزب صادر قرار الدولة وأدخلها بمحاور وحروب بسوريا والعراق واليمن أضّر بلبنان وبشعبه وفرض عقوبات أدّت للانهيار الذي تعيشه البلاد.

البطريرك الماروني، الراعي، قال: إن سياسة حزب الله أدخلت لبنان في محاور لا ناقة له فيها ولا جمل، ولا تصب في مصلحة الشعب، ملمحاً إلى أن الحزب يريد جر البلاد إلى الحرب.

لبنان

وأفادت مصادر كنسية أن البطريرك الماروني أبدى امتعاضه أمام رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري إزاء استمرار المناكفات، وجدّد دعوته الرئيس المكلف إلى الاجتماع مع عون وحلّ المشكلة الحكومية، مشدداً على أنه لا يقف مع فريق ضدّ الآخر، بل ما يهمه «هو حقوق الفقير قبل حقوق ملوك الطوائف».

للبطريرك مواقف ومبادرات في هذه الفترة العصيبة بهدف إنقاذ لبنان وإخراجه من الأزمة التي تعيشها البلاد من أشهر بالتعاون مع جميع الأطراف من دون أن يتبنى أي موقف من المواقف السياسية المطروحة. وهو ما عبر عنه رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، بأن ما يقوله البطريرك أن القرارات موجودة ولتتفضل الدول التي اتخذت القرارات إيجاد طريقة لتطبيق القرارات لحل كل الأمور موضحا أن أكثرية اللبنانيين مع دعوة الراعي.

مواقف البطريرك الراعي وامتعاضه من استمرار النفق المظلم وعدم تشكيل الحكومة، دفع البعض إلى المطالبة بعقد مؤتمر دولي بقيادة بطريرك لبنان، والتأكيد على أن الخلاص وقف تدخل إيران في شؤون لبنان ووقف استخدامهم لشيعة لبنان ومحاسبة حسن نصرالله على جرائمه بحق البلد ومعه ميشال عون .

فساد حزب الله

يبدو أن البطريرك الراعي ضاق ذرعاً بأكاذيب حزب الله وتلاعبه بمصير لبنان وتسليم قراره للإيرانيين، وأن اللغة القوية تجاه عصابة حزب الله من شخصية كبيرة بحجم البطريرك الراعي وفضح أكاذيبه أمام الرأي العام هي ما يحتاجه لبنان، لكن ينبغي الحذر من عصابة الحزب وسلوكه الإجرامي، فتاريخه وحتى وقت قريب ملطخ بدماء القادة اللبنانيين ونشطاءه وآخرهم لقمان سليم.

الخطاب الوطني للبطريرك الراعي والذي يمثل المسلمين قبل المسيحين، يستدعي من الجميع في لبنان الوقوف بجانبه ومساندته ضد حزب الشيطان وإيران الذين يسعون لتدمير لبنان ووحدته واقتصاده . فالوضع بات في أصعب حالته وهذا جراء سياسة فساد حزب الله، ولم يعد بمقدور لبنان أن يتحمل المزيد من الانهيارات، وبات على المحك ويجب الإسراع في الحلول.

يقول كثيرون إن البطريرك يسمّي الأمور بأسمائها من دون مواربة أو مهادنة لجأ إليها خصوم تقليديون للحزب . تصعيد الراعي يأتي بعد أسابيع من طرحه دعوة لمؤتمر دولي يضمن حياد لبنان وتجنيبه تداعيات تورط حزب الله في ساحات نزاع إقليمية.

ربما يشكل طرح البطريرك للحياد، فرصة لميلشيا حزب الله للخروج من مأزق المستنقعات التي غرق بها، خصوصا في سوريا ويعطيه طريقة مشرفة للعودة من جديد إلى لبنان، غير أن رد العصابة جاء عدوانيا ووصل لحد التخوين وربطه بمحور إسرائيل وأمريكا.

الاختصاصيون المطلوبون للحكومة المقبلة -حال تشكيلها- هم اختصاصيون في استعادة السيادة ونزع سلاح حزب الله وفك الارتباط بمشروع إيران لتخريب المنطقة ولبنان وترميم علاقات لبنان بالعرب والعالم الحر، ومن يعتقد أن الحل الاقتصادي ممكن قبل الحل السياسي والعسكري«واهم»، فالحزب الذي يعدّ الحديقة الخلفية لنظام الملالي في المنطقة، كان ولا يزال الخيارَ الأبرز للنظام الإيراني من أجل تنفيذ أجندته، عقب اندلاع ما سمي بالربيع العربي، وانتشارِ الصراعات في عدد من دول المنطقة، مما شكل للحزب أرضا خصبة لتنفيذ الأجندة الطائفية.

ربما يعجبك أيضا