“لم نختر هذا أبدًا”.. اللاجئون يصنعون عالمهم بأيديهم

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

تراجعت أعداد طالبي اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي من تركيا بعد عام 2016، لكن أعداد اللاجئين ارتفعت بشكل ملحوظ العام الماضي، حتى وصلت إلى نحو 60 ألفًا، أي ضعف العدد خلال العامين السابقين.

في الآونة لأخيرة ارتفعت معدلات رحلات اللاجئين من شواطئ تركيا إلى اليونان حتى صارت بشكل شبه يومي، وتستغرق الرحلة عدة ساعات نظرا لعدم خبرة المهاجرين في ركوب البحر وقيادة الزوارق، كما أنهم يستخدمون الليل كغطاء وكثيرا ما يضلون الاتجاه.

مخاطر كثيرة أودت بحاية المئات وكانت سبب في توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مع تركيا عام 2016 يقضي بأن تظبط تركيا حدودها وتمنع التهريب، إلا أن الأعداد عادت ترتفع بشكل ملحوظ منذ منتصف العام 2019، ويقول الأتراك أن التصعيد في إدلب هو السبب.

ومع ارتفاع أعداد اللاجئين في العالم، بدت الحاجة مُلحة إلى اعتماد مبادرات تعتمد على الإبداع، لتُساعدهم على تخطي أوضاعهم ومشاكلهم وتصبح بمثابة قنوات لإيصال صوتهم، وغالبا ما تستهدف الأطفال والمراهقين الضحايا الأكبر في هذا النزاع.

مشروع أمل

تستضيف لندن معرضًا فنيًا “مشروع أمل”، للاجئين يعيشون في مخيم موريا اليوناني، وهي مبادرة تهدف لتعزيز كرامة أكبر للاجئين وتهدف إلى تغيير طريقة رؤيتهم، وفقًا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

يعد مخيم “موريا” للاجئين والذي يقع في جزيرة “ليسبوس” اليونانية على بعد ثمانية كيلومترات فقط من الأراضي التركية، أسوأ مكان يمكن أن يعيش فيه لاجئ على وجه الأرض وهو بمثابة الجحيم، حسبما وصفته الصحف العالمية.

يضم “موريا”، الألاف من الأشخاص من مختلف الدول والعرقيات من بين هؤلاء الذين فروا من جحيم الحروب من بلدانهم، ووصلوا إلى هذه الجزيرة بعد رحلة يغلفها خطر الموت ليصبحوا سجناء هذا المخيم.

هذا الأسبوع شهدت جزيرتا ليسبوس وخيوس اليونانيتان، مواجهات بين المئات من سكانها والشرطة اليونانية، احتجاجا على بناء مخيمات جديدة للمهاجرين.

ونهاية الأسبوع الماضي -وبعد أسابيع من المفاوضات غير المجدية مع السلطات المحلية- أكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن مشروع بناء المخيمات سينفذ رغم معارضة سكان الجزيرتين.

وقال مسؤولون وسكان الجزيرتين للحكومة، إنه وبعد خمس سنوات من وجودهم في الخطوط الأمامية لأزمة الهجرة الأوروبية “ليسوا مستعدين لاستقبال المئات من طالبي اللجوء”.

تقول “الجارديان”، إن خطة السلطات اليونانية للتعامل مع الأعداد المتزايدة من اللاجئين غير إنسانية وسوف تمنى بالفشل.

كيف يساعد الفن اللاجئين؟

تعتمد بعض المبادرات الإنسانية التي تهدف إلى مساعدة اللاجئين على الفن كمنبر من أجل رفع مستويات الوعي وتشجيع اللاجئين على تحقيق قدراتهم والتأقلم مع أوضاعهم، ولا شك أن “الفن” ليس الحل السحري لكل المشكلات، إلا أنه جزء من الحل.

وعكست رسومات اللاجئين ذاكرتهم المليئة بالحكايات المؤلمة والمشاعر التي تؤرقهم وما زالت كذلك، إلا أن كثيرا منها تحمل بين طياتها لونا لأمل قادم.

الإنسانية

تدور لوحة “جوزيف كانجي من جنوب السودان، حول الإنسانية، يقول “يحتاج الناس من مختلف البلدان والأديان المختلفة والقبائل المختلفة إلى قبول بعضهم البعض، نحتاج أن نضع أيدينا معًا لبناء عالم أفضل، عالم لا يرى اللون أو الاختلافات، فقط ما يوحدنا، يجب أن نرى الآخرين كما نرى أنفسنا في المرآة ، نراهم كبشر، يجب أن يكون للإنسانية الأسبقية على كل شيء”.

الأم

يحكي بول واروما من الكونغو، في لوحته عن العلاقة بين الأم والطفل، ويصور الفعل البسيط الذي تقوم به الأم وهي تفريش شعر ابنتها، ويظهر خلاله الرابطة غير المرئيةبين الطفل والأم.

أحلام ضائعة

في لوحته أحلام ضائعة، يحكي عطيفة فيزي من أفغانستان، عن رحلته عندما وصل إلى اليونان مع عائلته المكونة من خمسة أفراد، قائلا “عندما وصلت ذهبت إلى فصل فني رائع، مما أتاح لي الفرصة للتعبير عن مشاعري بالرسم والألوان، وهذا أحد أحلامي”، ويظهر في اللوحة لاجئة تكافح للعيش، وتفقد أحلامها خلال رحلتها إلى أوروبا.

عقول معقدة

يقول مرتضى سفاري من أفغانستان “لا يمكننا الحكم على الآخرين من خلال المظاهر الخارجية، لدينا جميعًا صراعاتنا الداخلية وعقولنا المعقدة”.

صمت

تسرد معصومة جعفري من أفغانستان في لوحتها قصة فتاة أفغانية صغيرة تدعى “ستايش” تعيش في إيران كلاجئة، اختطفت واغتصبت وقتلت على يد رجل إيراني، وتضيف معصومة” كنت مستاء جدا لها ولعائلتها، وهناك العديد من الفتيات، مثل ستايش، عانين من التجارب ذاتها وبكين في صمت لأن العدالة لم تدافع عنهن، وقررت أن أرسم هذه الصورة لتكريم ذكراها، وأظهر الألم والحسرة التي أشعر بها تجاه ما حدث”.

حر

استخدم  محمد جفري من أفغانستان، في لوحته أسلوب المدرسة التكعيبية والتجريدية، وأطلق عليها اسم “حر”، ويقول أنه يعيش في مخيم موريا منذ 10 أشهر.

بر الأمان

“كنا نظن أننا وصلنا إلى “بر الأمان” لكن أوروبا تحاول أن تجعلنا نكافح أكثر أو تحاول إعادتنا إلى الخطر مجددًا”، حسبما قالت الشابة رازية غلامي وهي لاجئة من أفغانستان”.

رحلة الظلم

“منذ وقت طويل كنت أؤمن بالقانون والعدالة، نحن ننظر إلى القانون في مواجهة الشدائد والظلم، حيث لا يوجد أحد فوق القانون، لكن اليوم تأكدنا بأن القانون فاسد، وهو ملاذ للأثرياء والأقوياء فقط، ومكان يمكنهم فيه إخفاء أعمالهم الشريرة، لقد قلب القانون ظهره على المظلومين، ننتظر بصبر عودة القانون من رحلة الظلم “، حسبما قالت سينايت موجيس من إثيوبيا.

ربما يعجبك أيضا