لوموند: عدم الرد لم يعد خيارًا لطهران بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية

لوموند: طهران تواجه مُعضلة استراتيجية بعد ضرب القنصلية في دمشق

عبدالمقصود علي
الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية بسوريا

رأت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن إيران تواجه معضلة استراتيجية بعد الهجوم الذي استهدف سفارتها في العاصمة السورية وأدى إلى مقتل 7 من الحرس الثوري، وألقت طهران باللوم فيه على إسرائيل.

وقالت الكاتبة هيلين سالون: “في تصعيد يبدو وكأنه استفزاز لإيران، وجهت إسرائيل ضربة ساحقة لـ”محور المقاومة”، حيث دمرت الاثنين الموافق 1 إبريل 2024 ، ضربات منسوبة إلى طائرات إسرائيلية القنصلية الإيرانية في دمشق، مما أسفر عن مقتل اثنين من قادة فيلق القدس، بالإضافة إلى 5 أعضاء آخرين من هذا الفرع من الحرس الثوري المسؤول عن العمليات الخارجية.

كومة من الأنقاض

أضافت الكاتبة: “في قلب المزة، حي السفارات بدمشق، لم يبق من القنصلية الإيرانية، التي أصبحت كومة من الأنقاض، إلا باب المبنى الذي كتب عليه (القسم القنصلي في السفارة الإيرانية)”.

“ففي وقت متأخر من بعد ظهر أمس الاثنين، دمرت الغارات الجوية هذا المبنى الواقع في مجمع السفارة الإيرانية بشكل كامل”، تتابع “لوموند”.

فمقر التمثيل الدبلوماسي، المزيّن بصورة ضخمة لقاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس الذي قُتل في يناير 2020 بهجوم بطائرة أمريكية بدون طيار في العراق، كان مغلقًا بمناسبة الاحتفال بالثالث عشر من النيروز، العام الجديد في التقويم الفارسي.

صراع مفتوح

بحسب الصحيفة، بعد هذا الهجوم قد تجد إيران، التي تجنبت حتى الآن الدخول في صراع مفتوح مع الدولة اليهودية، نفسها مضطرة للانتقام، مما يثير مخاوف من التصعيد.

الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية بسوريا

الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية بسوريا

وأشارت هيلين إلى أن إيران تواجه معضلة حقيقية بعد هذه الضربة، فهي الآن بين نارين، في حال ردت سيؤدي ذلك إلى صراع مفتوح مع إسرائيل وإلى حريق إقليمي، وهو السيناريو الذي تحاول تجنبه منذ 7 أكتوبر 2023.

وفي هذا التاريخ شنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس هجومًا على إسرائيل، أتبعه حملة عسكرية إسرائيلية على قطاع غزة أدت إلى سقوط أكثر من 32 ألف شهيد وعشرات آلاف المصابين معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية وبيئية بحسب منظمات فلسطينية وأممية.

طريق مسدود

وترى الصحيفة أن عدم رد طهران على هذا الهجوم، سيؤدي إلى “تشويه سمعة الجمهورية الإسلامية داخل ما يعرف بمحور المقاومة في لبنان واليمن والعراق، وسيُقلل من قوة الردع لديها ضد إسرائيل”.

ونقلت “لوموند” في هذا الصدد عن حميد رضا عزيزي، الباحث المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية (Stiftung Wissenschaft und Politik) القول إن “إسرائيل تدفع بإيران إلى طريق مسدود من خلال استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، التي تعتبر أرضًا إيرانية بموجب القانون الدولي”.

وأوضح عزيزي أنه بهذه الضربة سقطت قواعد الاشتباك القديمة بين الطرفين، وأن عدم الرد لم يعد خيارًا بالنسبة لطهران.

والثلاثاء وفي أول تعليق له أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن هذه الضربات “لن تمر دون رد”.

ونقلت وكالة “تسنيم” عن الرئيس الإيراني القول “الاعتداء الوحشي الاسرائيلي على القنصلية الايرانية هو جريمة إرهابية جديدة وانتهاك للقرارات الدولية، والكيان الصهيوني يلجأ إلى الاغتيالات الجبانة، نتيجةً لانهزامه وفشله أمام عزم مجاهدي جبهة المقاومة”.

وأضاف: “الشهيدين محمد رضا زاهدي ومحمد هادي حاجي رحيمي، كانا من أبطال الدفاع المقدس، ووجودهما في سوريا كان بصفة مستشار أعلى”، مؤكدًا “ازدياد قوة جبهة المقاومة، وتعاظم حجم كراهية كيان الاحتلال بين الشعوب الحرة”.

وختم كلامه متوجهًا للإسرائيليين بالقول: “فليعلموا أنهم لن يحققوا أهدافهم، وجريمة الاعتداء على القنصلية بدمشق لن تمر من دون رد”.

ربما يعجبك أيضا