مئوية الأردن.. فرصة تاريخية للعمل والإنجاز من أجل المستقبل

علاء الدين الطويل

رؤية – علاء الدين فايق 

بدأت الاستعدادات في الأردن، للاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس الدولة، فيما أعلنت الحكومة عن خطتها الوطنية بهذه المناسبة من متحف الحياة البرلمانية في عمّان، لما يحمله من رمزيّة تاريخية حيث أعلن منه استقلال المملكة. 

وأعلن وزيرا الدولة لشؤون الإعلام علي العايد والثقافة باسم الطويسي الخطة الوطنية لاحتفالية مئوية تأسيس الدولة الأردنية التي تأتي في ظل جائحة كورونا وتداعيات مواجهتها التي تأثرت بها مناحي الحياة كافة. 

وتشتمل الخطة على خمسة محاور تتضمن عددا من الاحتفالات والفعاليات و30 برنامجا ومشروعا ثقافيا ومجتمعيا تتضمن فعاليات وطنية تتوزّع على مختلف محافظات المملكة.

من جانبه، أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام، رئيس اللجنة الإعلامية للاحتفالية علي العايد أن “احتفالية مئوية تأسيس الدولة الأردنية تعد مناسبة وطنية وتاريخية عزيزة على قلب كل الأردنيين”.

وقال خلال مؤتمر صحفي “نفخر جميعاً كمواطنين أردنيين أن نكون في صفوف هذا الجيل الذي يشهد هذه المحطة التاريخية المهمّة”، مؤكدا أن إحياء هذه المناسبة الوطنيّة هو فرصة تاريخية لمواصلة العمل من أجل المستقبل، وتعزيز الإرادة للاستمرار في الإنجاز”.

شعار المئوية الأولى فازت به طالبة جامعية 

فازت الطالبة الجامعية الأردنية، آية عبيد بتصميم شعار مئوية المملكة، في مسابقة أعلنت عنها وزارة الثقافة  في أبريل الماضي. 

ويعكس الشعار، فلسفة مئوية الدولة ومسيرة الدولة وقيمها التاريخية، كما يحمل دلالات رمزية عميقة، أبرزها تجسيد ترابط الأردنيين والتفافهم حول دولتهم وقيادتهم، وإبراز مسيرة البناء والإنجاز خلال مئة عام من عمر الدولة الأردنية.

ويدل توسط التاج الملكي في الجهة العليا من الشعار، على دور القيادة الهاشمية ورمزيتها التي تمثل عنوانا للوحدة الوطنية ومحط إجماع الأردنيين التي كرست جهودها منذ تأسيس الدولة من أجل تطوير الأردن وتحديثه.

ويتضمن الشعار في جهة اليمين منه شعاعاً يمثل سطوع الشمس، في إشارة إلى أن استمرارية بناء الدولة برؤية واضحة وواثقة، يقابلها العلم الأردني الذي يمثل أحد أبرز أهم رموز الدولة الأردنية، بينما يتوسط الشعار رقم 100.

وتتكون قاعدة الشعار من شعاعين ذهبيين على شكل قوسين متقاطعين في الجزء الأخير منهما، إذ إن اللون الذهبي يعكس شروق الشمس ويعتلي الجزء الأيمن الأعلى منه تاريخ سنة المئوية 2021، أما الشعاع المقابل الأقل انخفاضا يعتلي طرفه العلوي تاريخ نشأة الدولة وبواكير تأسيسها عام 1921، ليعكس الشعار في مكوناته دلالات مهمة للدولة الأردنية خلال مسيرتها التاريخية، ومضيها قدماً نحو الأمام والعُلى، ويعبر عنها بطريقة بسيطة وميسرة، بكلمة: “وتستمر المسيرة”. 

قصة نضال وتضحية 

من جانبه، أكد وزير الثقافة نائب رئيس اللجنة العليا للاحتفالية باسم الطويسي أن مئوية تأسيس الدولة الأردنية تمثّل قصة نضال وتضحية وبناء أرسى مداميكه الأولى الآباء الهاشميون، ومعهم أجيال من الأردنيين، وأثبتت الدولة قدرتها على الصمود أمام جميع التحديات التي واجهتها على مدار المئة عام الماضية.

وأضاف أن الاحتفالية تمثل ذكرى وطنية لاستلهام التاريخ المشرق بوصفه يمثل علامات رمزية للأجيال تعزز قيم الانتماء الوطني، وتقدم رؤية وطنية جامعة للدروس الوطنية المستفادة من مراكمة مئة عام من الإنجازات التي تحفز الشباب على الإبداع وتمنحهم الثقة من خلال بناء قاعدة معرفية حول مسيرة الدولة والمجتمع.

وأشار إلى أن الخطة الوطنية للاحتفال بمئوية التأسيس تقسم إلى خمسة محاور رئيسة تتصل بالبناء الرمزي الوطني، والاحتفالات الكبرى والفعاليات الثقافية والمجتمعية والمشاريع والبرامج المستدامة، ومحور التطلع للمستقبل، والمشاريع التي ستدشن بمناسبة المئوية.

وأضاف أن الاحتفالات الجماهيرية تمّ ترحيلها إلى ما بعد شهر  مايو لظروف جائحة كورونا.

وخلال المؤتمر، عرض الدكتور الطويسي لأبرز محاور الخطة الوطنية الشاملة للاحتفال بمئوية تأسيس الدولة التي تتضمن فعاليات وبرامج على مدار العام لإثراء معرفتنا بالأردن من جهة، وتعزيز القيم الوطنية والثقافة الوطنية من جهة اخرى.

وتبدأ الاحتفالات الكبرى بمئوية الدولة الأردنية، في الحادي عشر من أبريل ذكرى مئوية تأسيس أول حكومة أردنية، والذي سيكون يوما وطنيا وعطلة رسمية.

خطة للتوثيق والأرشفة 

وتشتمل الخطة على إطلاق جهد وطني للتوثيق والأرشفة، يشتمل على توثيق نحو 200 مؤسسة عامة وأهلية وحفظ أرشيفها، ويضم ذلك توثيق وأرشفة نحو 105 مؤسسات عامة ونحو 90 مؤسسة أهلية من المؤسسات العريقة التي كان لها دور بارز في مسيرة الدولة.

 وتضم الخطة تنظيم 10 مؤتمرات علمية تتناول موضوعات بحثية حول الأردن في مئة عام بعدد من المجالات، وتنظيم المؤتمرات بالتعاون بين الجامعات الأردنية ووزارتي التعليم العالي والثقافة والوزرات المعنية، في الوقت الذي ستطلق وزارة الثقافة من خلال المكتبة الوطنية منصة إلكترونية لجمع الوثائق من المواطنين لحفظ نسخ منها تحت عنوان “وثق”. 

أما في مجال الإصدارات تشتمل الخطة البدء في الإعداد لإصدار “الموسوعة الأردنية” التي ستشمل مجموعة من المجلدات وبوابة إلكترونية متخصصة، ويخطط أن تكون موسوعة كبيرة وشاملة لمختلف نواحي الحياة في الأردن، وثلاث سلاسل نشر تعنى بتاريخ ومسيرة الدولة الأردنية خلال المئة عام تشمل سلسلة حول المؤسسات الأردنية والأردن في مئة عام والأعيان والأعلام والسير الذاتية.

كما تشمل الخطة مجموعة برامج لإثراء المحتوى الثقافي الوطني، منها برنامج إثراء المحتوى الثقافي الأردني على شبكة الإنترنت وإنتاج سلسلة من أشكال المحتوى البصري التي تحكي مسيرة الدولة والمجتمع الأردني، بالإضافة إلى سلسلة من الأفلام الوثائقية التاريخية.

كما سيتم اطلاق السجل الوطني للصور الفوتوغرافية، ويهدف برنامج إيصال رسالة المئوية باللغات الأجنبية لترجمة مجموعة من الإصدارات حول الأردن بعدد من اللغات الاجنبية، والتعاون مع بعض المجلات الاكاديمية العالمية لإصدار ملفات عن الأردن بمناسبة المئوية.

ونظرا لأهمية الرواية الشفوية في بناء السردية الوطنية، تشمل الخطة البدء بتنفيذ مشروع طموح لجمع التراث والتاريخ الشفوي الأردني الذي يعني بالأحداث الكبرى ومسيرة الدولة والمؤسسات والتراث القوي الذي يعنى بتوثيق الثقافة الأردنية.

ومن أجل إثراء الأبعاد الرمزية بأدوات الثقافة والفنون، تضمنت الخطة سلسلة من المسابقات التي سيعلن عنها قريبا مثل مسابقة الشعر الوطني وكلمات الأغاني الوطنية، ومسابقة نصوص الأفلام القصيرة التي تتناول موضوعات أردنية ومسابقة النصوص المسرحية التي تختص بموضوعات أردنية.

20210102T194140 1609609299965947800
20210102T194140 1609609299985947900
20210102T192007 1609608007605815100

ربما يعجبك أيضا