ماذا نريد من أصدقائنا؟

أماني ربيع

نقضي الكثير من الوقت مع أصدقائنا، وبمرور السنين يؤثر ذلك على شخصيتنا دون أن نشعر، فهم معنا في أوقات الحزن والفرح، وفي جلسات المرح والفضفضة، وشيئا فشئ ستجد بعضا من طباعهم وقد تسلل إليك، ليس بالضرورة أن يكون ما تكتسبه منهم أمرا حسنا، فربما تكتسب صفات سيئة مثل السباب، والعصبية، أو الإسراف، لذا سيتحول هؤلاء إلى عبء سترغب في التخلص منه، وهناك بالطبع أصدقاء أخرون سيساهمون في إثراء حياتك سواء بعلم، أو أخلاق.

 لكن يا ترى في مشوار الحياة ما هو نوع الأشخاص الذين نحتاجهم، تقول ويليام رولينز، أستاذ الاتصال الشخصي في جامعة أوهايو، ومؤلفة كتاب ” The Compass of Friendship”، أن هناك 3 أنوع من الأصدقاء يحتاجهم الجميع في الحياة، شخص للتحدث معه، وشخص يعتمد عليه، وصديق ممتع لقضاء الأوقات المرحة.

وتضيف رولينز:”في مهنتي اتحدث للكثير من الناس، بعمق حول صداقاتهم، والمشكلة أنه وبغض النظر عن عمر الشخص، فتوقعاتنا تجاه أصدقائنا تبقى كما هي، أي أنك تحب شخص وتؤمن بامانته معك، فستتوقع هذا منه دائما ولن تنتظر العكس.

شخص تتحدث إليه

في كثير من الأوقات نرغب في الحديث مع شخص ليس من أهلنا، شخص لن يحكم علينا مهما قلنا له، وهذا النوع لا يتواجد بكثرة في محيطنا، فيمكن ان تكون محاطا بأشخاص كثيرون، لكن ليس لديك واحد فقط يستمع عليك وهو أمر مؤلم جدا، لذا فإن وجدته تمسك به جيدا لأنه عملة نادرة.

هذا النوع، تقول رولينز:” يمكنك الانفتاح معه، وممارسة ضعفة أمامه والبكاء، سيقابل اعترافاتك مهما كانت بموضوعية رحيمة، سيخبرك أنه سيظل بجانبك مهما ساءت الظروف، هذا الشخص دوره مساعدتك لتكون شخصا أفضل”.

لكن لا يكون الأمر كذلك في كل الأحوال، فيجب أن تحتفظ ببوصلتك الخاصة في تقييم الأمور، فربما يكون صديقك شخص يحبك فعلا، لكنه غير ناضج مثر، أو تتسم أراؤه بالرعونة والتسرع، فيوجهك ولكن في الاتجاه الخطأ، لذا قبل الارتكان للأخرين، احرص على إقامة صداقة مع نفسك والإصغاء إليها.

شخص يعتمد عليه

جزء كبير من الصداقة يعتمد على معرفة أن لديك شخص يمكنك الاعتماد عليه في حياتك اليومية، حجز تذكرة الطائرة لك، إقراضك زوجا من الأحذية، الجلوس مع أطفالك لمدة ساعة حتى العودة من عند الدكتور، أو مساعدتك في التحضير لمناسبة مهمة، هذا النوع من الأصدقاء يشعرك بالراحة والاستقرار، والرضا، هذا النوع من الأصدقاء يمنحنا السعادة، ويجعلنا قادرين على منحها للأخرين.

شخص ممتع

عندما نذكر الأصدقاء، نذكر المرح والمتعة، والنزهات والضحك بصوت عالي، ولا ننكر أننا نفضل أكثر الأصدقاء الذين يمكننا قضاء وقتا طيبا معهم، وهناك متعة فريدة في ممارسة الجنون مع الأصدقاء، مقارنة بأفراد الأسرة.

تقول رولينز، إن فرص تواصلنا مع الأصدقاء، مقياس للحرية التي نمتلكها في حياتنا”.