ماذا يعني وجود قاذفات روسية «نووية» في سوريا؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بحسب ما أوردته وسائل إعلام روسية ، فإن ثلاث قاذفات بعيدة المدى من طراز «تو – 22 إم 3» ستنتشر في قاعدة حميميم الجوية الروسية المجاورة لمدينة اللاذقية غربي سوريا ، القريبة بشكل خطير من أوروبا. وفيما بدا الأمر وكأنه دعماً للديمقراطية في سوريا التي تشهد انتخابات رئاسية بطلها بشار الأسد، تزامن وصول هذه القاذفات المزودة بقدرات نووية لمراقبة الانتخابات الرئاسية في سوريا، يقول سوريون ساخرون.

مهمات تدريبية

بيان الخدمة الصحفية بوزارة الدفاع الروسية أفاد بـأن «هذه هي المرة الأولى التي تتمركز فيها طائرات من هذا النوع في مطار حميميم. ستكتسب أطقم القاذفات بعيدة المدى مهارات عملية في ممارسة مهام التدريب في مناطق جغرافية جديدة أثناء الرحلات الجوية في المجال الجوي فوق البحر الأبيض المتوسط».

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن القاذفات الروسية بعيدة المدى ستعود إلى قواعدها الدائمة في روسيا بعد استكمال المهمات التدريبية للإلمام بالمجال الجوي في منطقة البحر المتوسط”.

وأشارت الوزارة إلى أنه تم الانتهاء من إعادة بناء المدرج الثاني في القاعدة الجوية مع الاستبدال الكامل للغطاء الخارجي، وتركيب معدات إضاءة واتصالات جديدة. وبفضل زيادة طول المدرج، تم توسيع قدرات المطار لاستقبال وخدمة الطائرات من مختلف الفئات.

وجرى التأكيد على أن جميع أنواع الطائرات الموجودة في سلاح الجو الروسي يمكن الآن أن تطير من قاعدة حميميم الجوية، بما في ذلك الطائرات الثقيلة.

رسائل للغرب وأمريكا

رسائل روسية واضحة للغرب وأمريكا مفادها أنها لن تغادر هذه المنطقة، وربما ستوسع تواجدها العسكري هناك، وقد تضطر لاستخدام القاذفات النووية في حال التدخل السريع.

هذا فيما يتعلق بالرسالة العسكرية، سياسيا، فإن الكرملين أعلن أن لقاء بوتين بنظيره الأمريكي، جو بايدن، ربما يكون في الـ 16 من الشهر المقبل، وبالتالي ربما رسالة روسية للإدارة الأمريكية الجديدة بأنها موجودة ولديها قدرات تستطيع الرد من خلالها على أي تهديد لمصالحها ليس فقط في سوريا، وإنما أيضا في أي منطقة في العالم.

هناك عروض عسكرية روسية تجري سنويا في سوريا، لكن هذا العام عرض من نوع آخر وبمواصفات أخرى لا تخفى على الغرب وأمريكا، وهو ما قد يشكل تهديدا لمصالحهما – الغرب وواشنطن – في المنطقة.

لا يخفى على أحد وجود خط ساخن بين واشنطن وموسكو فيما يتعلق بالتحركات العسكرية جوا وبحرا وبرا، ومن ثم فإن القيام بأي عمل غير محسوب، أمر مستبعد تماما، بل إن الغرب وأمريكا على دراية تامة وبتنسيق مسبق مع موسكو بشأن القاذفات النووية الثلاث على الأراضي الروسية، ومن ثم فهذا العمل لا يعدو أن يكون استعراضا للعضلات للدب الروسي في مواجهة التهديدات الأمريكية المتواصلة.

قادذفات

جرائم حرب روسية

اللافت في هذا الطراز من القاذفات، أنه سبق استخدامها في سوريا لحماية نظام الأسد من السقوط، حيث كانت تنطلق من قاعدة موزدوك الجوية في شمال القوقاز التي تمتلك مدارج قادرة على استيعاب مثل هذه القاذفات، لذلك أجرت روسيا تعديلات عديدة في مطار حميميم، حيث تم إطالة مدرجات الإقلاع والهبوط، وبما يتيح تشغيل طائرات حربية من طرازات وأحجام متعددة، وبما في ذلك الطائرات الثقيلة منها.

وقامت بمد طول المدارج لتصبح 10500 قدم، بما يسمح لهذه الطائرات الهبوط والتحليق بشكل مناسب، خاصة وأنها قد تكون محملة بذخائر متعددة، فضلا عن أن لوجود هذه القاذفات بقاعدة جوية روسية في المنطقة بعدا استراتيجيا.

وسيتيح تشغيل هذه القاذفات من حميميم زيادة قدرتها على حمل القنابل التي ستستخدمها في سوريا، وحتى زيادة عدد الغارات الجوية، بما يعني فتح صفحات جديدة من سجل الجرائم الروسية بحق الشعب السوري، إذ حمل صواريخ أرض – جو ثقيلة الوزن وموجهة.

غير أن استخدامها في سوريا اقتصر على حمل «قنابل السقوط الحر»، وذلك من أجل إتاحة حملها لأكبر قدر ممكن من القنابل التي يمكن أن يصل وزنها إلى 6000 كيلو جرام، وفي حالات محددة قد تصل إلى وزن حمولة يتجاوز الـ 23 ألف كليو جرام.

ربما يعجبك أيضا