مراوغات إيرانية.. طهران تدخل المرحلة الثالثة من تطوير أجهزة الطرد المركزي

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي 

أعلنت إيران أنها بدأت في تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة وسريعة لتخصيب اليورانيوم، وذلك في أحدث خطوة نحو تخفيض التزاماتها، بموجب الاتفاق النووي مع الدول الكبرى لعام 2015. وقال المتحدث باسم هيئة الطاقة النووية الإيرانية، بهروز كمال فاندي: إن 40 من تلك الأجهزة تعمل الآن.

ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب لصنع وقود المفاعلات، وكذلك الأسلحة النووية. وتخلت إيران عن الالتزام بتعهدين في يوليو الماضي، ردا على العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عقب انسحابها من الاتفاق. يرغب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في إجبار إيران على التفاوض على اتفاق جديد، يضع قيودا غير محددة على برنامجها النووي، ويوقف أيضا تطوير صواريخها الباليستية. لكن إيران ترفض ذلك حتى الآن.

وكانت الدول الأخرى الأطراف في الاتفاق -وهي بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والصين، وروسيا- قد حاولت إنقاذه من الانهيار، لكن العقوبات الأمريكية تسببت في انهيار صادرات النفط، وانخفاض قيمة العملة الإيرانية، وأدت إلى ارتفاع معدل التضخم.

ماذا فعلت إيران؟

أعلن السيد كمال فاندي عن الإجراءات الجديدة اليوم السبت. وأوضح، في مؤتمر صحفي، أن وكالة الطاقة الذرية الإيرانية قد شغّلت 20 جهاز طرد مركزي، من طراز “أي أر 4” و 20 جهاز للطرد المركزي من طراز “أي أر 6″، والتي يمكن أن تخصب اليورانيوم عالي الجودة. وقال إنه سيتم تطوير أجهزة طرد مركزي جديدة، لتلبية احتياجات البلاد.

وأضاف، أن خطوات إيران قابلة للتراجع عنها، لكن هذا يعتمد على عودة الشركاء الآخرين إلى التزاماتهم بموجب الاتفاق.

في غضون ذلك، ستواصل إيران السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة أنشطة برنامجها النووي. وفي الأول من يوليو الماضي، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران قد خرقت الحد الأقصى، المسموح لها بتخزينه من اليورانيوم المخصب، و البالغ 300 كيلوغرام.

وبعد ستة أيام من ذلك اليوم، بدأت إيران في تخصيب اليورانيوم بنسبة 4.5 في المئة، حتى تتمكن من إنتاج الوقود لمحطة بوشهر للطاقة الكهروذرية، وذلك يتجاوز الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق النووي، والبالغ 3.67 في المئة.

وتبلغ نسبة تخصيب اليورانيوم اللازم لصنع أسلحة نووية 90 في المئة على الأقل. وبموجب الاتفاق النووي، يسمح لإيران بتشغيل ما لا يزيد عن 5060 من أجهزة الطرد المركزي، من طراز “أي أر 1” أقدم وأقل الطرز كفاءة، وذلك حتى عام 2026.

كما يسمح لها أيضا بمواصلة البحث والتطوير، بطريقة لا تؤدي إلى تراكم اليورانيوم المخصب، وكذلك بتجريب أجهزة الطرد المركزي “أي أر 6” و “أي أر 8” الأكثر تقدما، والتي يمكنها تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر. وبعد عام 2024، يمكنها البدء في زيادة التجريب، بما يصل إلى 30 من أجهزة الطرد المركزي “أي أر 6”.

ومن شأن تركيب أجهزة الطرد المركزي المتقدمة أن يقصر من الوقت اللازم، لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية اللازمة لصنع قنبلة نووية.

ورحب مسؤولون إيرانيون بحذر بمقترح فرنسي، لتزويد إيران بتسهيل ائتماني بقيمة 15 مليار دولار، بضمان النفط، مقابل التزامها الكامل بالاتفاق النووي. وسوف يسمح ذلك لطهران بالحصول على عملات أجنبية.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، لوكالة رويترز للأنباء: إن إدارة ترامب “متشككة للغاية” في المبادرة الفرنسية، لكنه لم يستبعد الموافقة عليها.

المرحلة الثالثة من تقليص الالتزامات

يذكر أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، كان أعلن الأربعاء أن بلاده ستبدأ تطوير أجهزة الطرد المركزي حتى تسرع تخصيب اليورانيوم، وذلك اعتباراً من يوم الجمعة في إطار خطواتها التالية لتقليص التزاماتها النووية.

كما أعلن أنه أمر بالتخلي عن أي قيود في مجالي البحث والتطوير النوويين. وقال في خطاب متلفز، إن منظمة الطاقة النووية الإيرانية تلقت أمراً باتخاذ كل الإجراءات الضرورية على صعيد البحث والتطوير، والتخلي عن كل الالتزامات القائمة في هذا المجال، وذلك في سياق إعلانه المرحلة الثالثة من خطة تقليص الالتزامات الإيرانية التي نص عليها الاتفاق النووي، والتي تشمل تطوير أجهزة الطرد المركزي لتخصيب مادة اليورانيوم.

وكان الاتحاد الأوروبي، حض الخميس، إيران على “التراجع” عن التخلي عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي مع الدول الكبرى. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، كارلوس مارتن رويز دي غورديخويلا، للصحفيين في بروكسل: “إننا نعتبر هذه الأنشطة غير متوافقة (مع الاتفاق النووي) ونحضّ إيران على التراجع عن هذه الخطوات والامتناع عن أي خطوات إضافية تقوض الاتفاق النووي”.

ربما يعجبك أيضا