مركز فاروس يناقش التنافس الأمريكي الفرنسي في غرب أفريقيا

يوسف بنده

تظل العلاقة بين واشنطن وباريس من جهة، والأنظمة الأفريقية من جهة أخرى قائمةً على أساس استغلال الثروات التي يحتاجها الاقتصاد الغربي.


ناقش تقرير مفصل لمركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، أعده الباحثة “مريم عبدالسلام”- مدرس مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية- جامعة القاهرة، تحت عنوان: “التنافس الأمريكي الفرنسي في غرب أفريقيا”، التطورات التي شهدتها منطقة غرب أفريقيا خلال العقد الأخير، والتي جعلتها تكتسب قيمة استراتيجية ودولية، وأعطتها مكانة هامة في التوازنات والصراعات الدولية التي تشهدها القارة الأفريقية.

وتكمن الاهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة، التي تعتبر الخط الفاصل بين شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء شاملة دول: النيجر، وتشاد، ومالي، وموريتانيا، وبوركينا فاسو، وتعدها فرنسا منطقة نفوذ لها في موقعها الجغرافي والجيوبوليتيكي، فهي تطل على المحيط الأطلسي الذي لعب دورًا محددًا في توازن القوى العظمى، وذلك من خلال استراتيجية الردع المتبادل.

التنافس الاقتصادي الأمريكي الفرنسي

في إطار التنافس بين القوى الكبرى على التمركز في هذا الإقليم، تسارع باريس وواشنطن لحماية مصالحها في مواجهة الشركات الدولية الكبرى في المنطقة، حيث تشهد المنطقة تنافسًا دوليًّا للاستثمار في قطاع التعدين، خاصة بعد زيادة استثمار النفط واليورانيوم والفوسفات. وبالتالي يعد العامل الاقتصادي عامل جذب مهم للمصالح الأمريكية الفرنسية في منطقة غرب أفريقيا.

واستقرار منطقة الساحل والصحراء بصفة عامة يعني استقرار المصالح الغربية والأوروبية والمتمثلة في مصادر الطاقة واليورانيوم حيث تمثل موريتانيا مخزونًا هامًّا من الحديد الهام لصناعة الصلب في أوروبا، وتحتل النيجر المرتبة الرابعة عالميا في إنتاج اليورانيوم بنسبة 8.7 % من الإنتاج العالمي، وتغطي ما نسبته 12% من احتياجات الاتحاد الأوروبي، كما تشير الدراسات إلى أن باطن الساحل (تشاد، موريتانيا، النيجر) يمثل ثروة بترولية هامة.

التنافس العسكري الأمريكي الفرنسي

بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فقد بدأ الاهتمام السياسي والعسكري بأفريقيا يزداد منذ انتهاء الحرب الباردة والإعلان عن ميلاد نظام عالمي جديد، فقد كانت للولايات المتحدة مبادرات وعمليات تدريب لقوات دول أفريقيا وتزويدها بالمعدات لكنها كانت لا تنطلق بهدف محاربة الإرهاب، وإنما ترتبط في معظمها بعمليات حفظ السلام والوقاية من النزاعات ومحاربة التمرد الداخلي وحماية منابع النفط.

وتعتبر “مبادرة عبر الساحلPAN SAHEL ” لعام 2003 أول مبادرة أمريكية في المنطقة وخصص لها 6.2 مليون دولار، وهدفها المعلن هو تدريب قوات البلدان المشاركة فيها (موريتانيا، وتشاد، ومالي، والنيجر). كما قامت الولايات المتحدة بالتوسع منها في مبادرتها الجديدة “مكافحة الإرهاب عبر الصحراء “Trans-Saharian Counter Terrorism Initiative”، التي أصبحت تضم المغرب وتونس والجزائر والسنغال ونيجيريا.

سيناريوهات مستقبلية

فيما يتعلق بالرؤية المستقبلية لمنطقة غرب أفريقيا في ظل التنافس الأمريكي الفرنسي، فهناك مجموعة من السيناريوهات:-

السيناريو الأول: أن تظل العلاقة بين واشنطن وباريس من جهة، والأنظمة الأفريقية من جهة أخرى قائمةً على أساس الاستغلال ونهب الثروات، عبر التحالف مع الأنظمة السياسية الفاسدة والنّخب المتغربة،.

السيناريو الثاني: أن تتشكل مقاربات مناهضة لهذه الاستراتيجيات والمشاريع الأمنية لمنع استنزاف ثورات القارة الأفريقية وخيراتها.

السيناريو الثالث: إنشاء تيار سياسي مناهض للتيار الأنجلوسكسوني – الأمريكي، تجتمع تحت مظلته جميع الدول الهادفة إلى الحد من الهيمنة الأجنبية، وذلك من خلال توظيف أدواتها الاقتصادية والثقافية المختلفة، وانشاء شبكات للتعاون لدعم التنمية في الدول الأفريقية.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا