مطالب إيران وقمة النقب.. هل تتجاوز مفاوضات فيينا النقاط العالقة؟

يوسف بنده

تُظهر تصريحات المسؤولين الإيرانيين والأوروبيين باحتمال التوصل لإتفاق نووي وشيك في فيينا، في وقت تصر فيه واشنطن على عدم تلبية مطالب إيران خارج الإتفاق النووي.


مؤشّرات قويّة على احتمال توصّل إيران والمجموعة الدولية 4+1 إلى اتفاق نووي في فيينا، بعد تصريح مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، بأنّهم على وشك إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

تصريحات بوريل سبقت لقاء وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، مع منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، إنريكي مورا، في طهران، كذلك اجتمع مورا مع كبير المفاوضين الإيرانيين، على باقري كني، الذي أكد جديّة وعزم إيران التوصّل لاتفاق نهائي.

اقترب الاتفاق النووي.. ولكن

وزير الخارجية الإيراني أقر في تصريح متلفز نقلته وكالة إرنا الإيرانية يوم السبت 26 مارس 2022، بالاقتراب من نقطة الاتفاق، لكنّه أشار إلى قضايا ما زالت عالقة، مثل العقوبات على أشخاص وهيئات خارج العقوبات النوويّة، بما فيها الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب الحصول على ضمانات بعدم خروج واشنطن من الاتفاق مرة أخرى.

هذه المطالب شدّد عليها رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجيّة، كمال خرازي، في منتدى الدوحة، يوم الأحد، قائلّا إن “الحرس الثوري مؤسّسة عسكريّة وطنيّة ولا يمكن تصنيفها في قائمة المنظمات الإرهابية.. نحن نريد التوقيع على الاتفاق النووي لكن هذا الاتفاق لا ينبغي أن يحقّق أي شيء يتعارض مع استقلالنا”، حسب ما نقلت وكالة “إسنا” الإيرانية.

هل تعطّل هجمات الحوثي الاتفاق النووي؟

هجمات ميليشيا الحوثي اليمنية الموالية لإيران يوم الجمعة الماضية على البنية التحتيّة المدنيّة السعوديّة، بما في ذلك منشأة “أرامكو” النفطيّة في جدة، ربما أتت بالوبال على إيران، بعد تشدّد القوى الإقليمية تجاه المرونة التي تبديها الولايات المتحدة في المفاوضات، ومنها احتمال رفع اسم الحرس الثوري من قائمة العقوبات الأمريكيّة.

وحسب تقرير “روسيا اليوم“، قالت البعثة السعودية لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن يوم السبت، إن هجمات الحوثيين نُفّذت بدعم من إيران، كذلك أدان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الهجمات في بيان نُشر عبر موقع البيت الأبيض، قائلًا: “جعلت إيران هذه الهجمات ممكنة عبر انتهاك قرارات الأمم المتحدة التي تحظر تصدير الأسلحة إلى اليمن”.

موقف أمريكي صارم من المطالب الإيرانية

جددت واشنطن على موقفها الرافض لمطلب رفع اسم الحرس الثوري من قائمة العقوبات، وقال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، روبرت مالي، في أثناء مشاركته بمنتدى الدوحة، إن “الحرس الثوري الإيراني سيظل في قائمة العقوبات الأمريكيّة، وإن رأينا تجاه الحرس الثوري سيبقى ثابت”، حسب صحيفة “كيهان لندن“.

وبشأن شروط إيران بالحصول على ضمانات من واشنطن، قال مالي: “لا يمكننا أن نعطي ضمانات لما قد تفعله إدارة أمريكية قادمة”. وأضاف: “كلما طبّقنا الاتفاق مع إيران بشكل قوي وعملنا على القضايا الإقليميّة الأخرى فإننا سنكون أمام اتفاق مستدام”.

مرونة عبداللهيان تثير الغضب

خلال حواره مع التلفزيون الإيراني يوم السبت، بدا وزير الخارجية الإيراني مرنًا في مسألة شرط رفع اسم الحرس الثوري من قائمة العقوبات، وقال جملتين في تلك المقابلة أزعجت المعارضين للاتفاق النووي حين قال إن “كبار مسؤولي الحرس الثوري يذكروننا دائمًا بفعل كل ما هو ضروري في محادثات فيينا من أجل المصلحة الوطنيّة للبلاد، وعدم إعطاء الأولوية لقضيتهم”. كذلك قال إن الاتفاق الجديد لن يتجاوز سابقه ولا تغيير في بنوده.

وانتقد رئيس تحرير صحيفة “كيهان” المقرّبة من المرشد الأعلى، حسين شريعتمداري، تصريحات عبداللهيان الذي وصفه بأنه ليست لديه إحاطة كافية بالسياسة الخارجيّة، قائلًا: إن “ظهور هذا الكلام من وزير الخارجية أمر مستغرب وغير متوقع”. وأضاف “خطأ الآخرين أنهم سمّوا الاستسلام تضحية”. ورد عبداللهيان بأن “تفسير شريعتمداري مستبعد وغير صحيح. وما قيل هو نهج كبار قادة الحرس الثوري، حتى لا تتأخر المساعي نحو توفير المصالح، بشرط التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ودائم”.

هل تؤثّر قمة النقب في مفاوضات فيينا؟

تأتي القمة السداسية التي عُقدت في إسرائيل يومي 27 و28 مارس بمشاركة 4 دول عربية هي الإمارات والبحرين ومصر والمغرب، إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، تأكيدًا على القلق الإقليمي من سياسة واشنطن تجاه طهران واحتمال رفع اسم الحرس الثوري من قائمة العقوبات.

وحسب تقرير “سي ان ان“، عارض رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، ووصفه بالمثير للقلق. وقال بلينكن إن واشنطن وتل أبيب عازمتان على منع طهران من الحصول على أسلحة نوويّة. وإن واشنطن تعتبر الحرس الثوري منظّمة إرهابيّة. وتابع: “سنواصل التصدّي لإيران عندما تهددنا أو تهدد حلفاءنا”.

ربما يعجبك أيضا