مظاهرات العراق ولبنان.. كابوس ملالي إيران “الجديد”

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

لم يستيقظ نظام الملالي في قم وطهران من صدمة المظاهرات الدامية المطالبة بإسقاطه في شتى المحافظات الإيرانية والتي شاركت فيها مختلف العرقيات في إيران، حتى وجد أمامه انتفاضات شعبية ضخمة في العراق ولبنان رافضة لهيمنة إيران ومليشياتها الإرهابية في المنطقة على البلدان العربية.

نحن أمام صحوة شعبية عربية طال انتظارها، خصوصا أن الجماهير المحتشدة تطالب بإلغاء نظام المحاصصة الطائفية في العراق ولبنان وهو النظام الذي أدى إلى تغلغل الفساد والمناطقية والاستبداد ووقوع تلك المجتمعات في الفقر، الصدمة كانت كبيرة هذه المرة على النظام الإيراني لأن المظاهرات خرجت في العراق من محافظات ذات غالبية شيعية كالنجف وكربلاء وميسان وذي قار والقادسية ومحافظات مختلطة بين السنة والشيعة كبغداد والبصرة، أما في لبنان فقد خرجت المظاهرات في شتى المدن وخصوصا بيروت وطرابلس وصيدا ولكن الصدمة التي أصابت إيران كانت خروج المظاهرات في النبطية وصور وبعلبك ومدن أخرى ذات غالبية شيعية !.

وحتى اليوم يحاول أمين عام المليشيات الموالية لإيران في لبنان حسن نصرالله الترويج لما أسماه “المؤامرة الخارجية” ضد لبنان لتخويف اللبنانيين الذين خرجوا على “العهد” (الطبقة الحاكمة بأكملها)، وهو نفس خطابه ضد المتظاهرين في سوريا قبل أعوام.

تخبط خامنئي

مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي قال إنه يعتقد بأن تظاهرات الشعب العراقي الأخيرة هي “مؤامرة من قبل الأعداء”.

وقال خامنئي إن “الأعداء يريدون خلق انقسام، لكنهم يفشلون، ومؤامرتهم ليس لها تأثير”.

والحقيقة أن خامنئي جن جنونه لأنه يرى ان بنته إيران في العراق ولبنان يهدم أمام عينه، بعدما كان يتفاخر هو وقادة الحرس الثوري الإيراني لسنوات عن إمبراطوريتهم الجديدة في المنطقة وعاصمتهم الجديدة بغداد، بمعى أدق أحلام خامنئي باتت تتحطم اليوم أمام أصوات وتضحيات المحتجين الغاضبين الذين أحرقوا صور خامنئي وقاسم سليماني ومقرات الأحزاب الشيعية العراقية الموالية لإيران وعلى رأسها مقرات الحشد الشيعي، بل باتت هتافات مثل “إيران بره بره ، بغداد تبقى حرة” وأن إيران رأس الأفعى التي تسببت في دمار العراق.

قوات إيران

وقد سارعت إيران بإدخال قوات ضخمة في البداية بحجة حماية زوار أربعينية الإمام الحسين رضوان الله عليه.

وقد  أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري الثوري، رمضان شريف، جهارا نهارا وبلا مواربة أن قوات فيلق القدس، فرع العمليات الخارجية للحرس الثوري، تشارك في حماية مراسم أربعين الحسين، في مدينة كربلاء العراقية إلى جانب الأمن العراقي والحشد الشعبي.

ومع اشتعال المظاهرات مجددا في الأيام السابقة ظهرت عشرات المقاطع المرئية التي توثق قيام مليشيات الحرس الثوري وقوات الباسيج بقتل واستهداف الآلاف من المتظاهرين العراقيين.
لبنان

أما في لبنان، فقد تحركت مليشيا “حزب الله” و”حركة أمل” وبأوامر من ملالي طهران وقم، بدأوا في تهديد الشعب اللبناني، بل وهددوه علنا بالحرب الأهلية، وبمصير كمصير الشام والعراق، حتى أن “جوزيف أبو فاضل” وهو ماروني من أنصار تحالف ميشال عون ونصرالله ونبيه بري قال على فضائية أون تي في اللبنانية: “متل ما دفنا الثورة بسوريا بدنا ندفن الثورة بلبنان”، مع العلم أن الأوضاع على الأرض في سوريا لم تحسم أبدا كما يعتقد “جوزيف”.

رجل إيران في لبنان، حسن نصرالله، أكد على رفض إسقاط النظام أو استقالة الحكومة والذهاب لانتخابات نيابية مبكرة، محذراً من أن يكون هناك من يدفع البلاد تجاه “حرب أهلية”، وحذر من “أن يحصل في لبنان كما حصل في البلدان المجاورة” في إشارة منه لسوريا والعراق.

وقد بدأت مليشيات إيرانية وأخرى تابعة لنظام بشار الأسد الدخول إلى لبنان استعدادا لأي طارئ، بل إن بعض شهود العيان في لبنان تحدثوا أن المليشيات اللبنانية الموالية لإيران أعلنت حالة الطوارئ وحالة التأهب العسكري للتدخل إذا ما دعت الحاجة لوأد الانتفاضة اللبنانية المطالبة بإسقاط “العهد” وكل الرموز الفاسدة التي حكمت البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية.

وأكد وزير العدل اللبناني السابق (وذلك مدير عام الأمن العام اللبناني سابقا)، اللواء أشرف ريفي، أن الاحتجاجات المتواصلة هي “ثورة الخلاص” من الهيمنة الإيرانية، متّهما مليشيا حزب الله و”الاحتلال الإيراني” بمنع التوصل إلى أي حلول سياسية، وحمله مسؤولية الانهيار الاقتصادي والسياسي في لبنان.

وقال ريفي: “ثورة الشعب اللبناني هي ثورة لكل شرائح المجتمع على الواقع الذي أوصل حزب الله البلاد إليه، وبالتالي فإن الشعب أخذ قراره غير الطائفي وغير السياسي لتحرير بلده من الهيمنة الإيرانية”.

وأضاف: “دويلة حزب الله هي التي أدت إلى ضرب الكرامة الوطنية وهو وأمينه العام حسن نصر الله من أول الفاسدين، والدليل على ذلك الأموال وإيرادات الجمارك التي يحصل عليها، ثم إذا به يرمي تهمة الفساد على غيره”.

وعن حل الأزمة اللبنانية، طالب وزير العدل السابق بإعادة تشكيل الطبقة السياسية عبر إسقاط الحكومة الحالية وتشكيل أخرى مصغرة عسكرية (وليس انقلابا عسكريا) أو من التكنوقراط، ونبه إلى أهمية تغيير صورة البرلمان اللبناني، الذي تسيطر عليه مليشيا حزب الله وحلفاؤها (بعد قانون فصله الحزب لنفسه)، وبالتالي نقل البلاد من “الاحتلال الإيراني المقنع” إلى الدولة المدنية التي ينشدها الشعب.

وختم ريفي بالقول، نصرالله يتصرف وكأنه “المرشد الأعلى للبنان”، وهو يحاول استنساخ نظام الملالي في بيروت.

هيئة علماء لبنان

أما رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ حسن قاطرجي فقال إن “هيئة العلماء ضد الظلم و الفساد في كل بلد ولذلك ناصرت “الثورة العملاقة السورية” ضد أعتى استبداد واليوم تقف مع الشعب اللبناني ضد منظومة السلطة الفاسدة باسم الدين، وهناك قاسم مشترك مع المشاركين في الثورة ضد الظلم، ونحن أمام خيارين: إما الانكفاء الذي لا يؤدي إلى أيّ خير أو إيجابية بل المساعدة على تكريس هذا الظلم، وإما أن نشارك ويكون لنا دور إيجابي وفعل خير”.

وأضاف: “هذه الانتفاضة العارمة فرصة لكل حرّ بشرط أن نتسلّح بالوعي والبرنامج، وأن لا يكون الدين منفصلاً عن هموم الناس والإحساس بأوجاعهم، وأن نؤكد على توحيد صفوف أهل العلم في الانتفاضة على الاستبداد باسم الدين أو على البلادة من بعض الجهات تجاه الأوضاع السائدة البئيسة الضاغطة، والخلاص من التديّن السلبي !”.

ربما يعجبك أيضا