مقال لرئيس الوزراء الياباني: قمة هيروشيما تدافع عن النظام العالمي

آية سيد
فوميو كيشيدا: قمة هيروشيما تهدف إلى الدفاع عن النظام العالمي

في مقال بمجلة فورين أفيرز، قال فوميو كيشيدا إن قمة مجموعة الـ7 في هيروشيما تهدف إلى حماية النظام الدولي الحر والمفتوح، وتعزيز التواصل مع دول الجنوب العالمي.


كتب رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، مقالًا لمجلة فورين أفيرز الأمريكية، يتحدث فيه عن قمة مجموعة الـ7 المنعقدة في هيروشيما اليابانية.

وفي المقال، المنشور في 18 مايو 2023، قال كيشيدا إن القادة في قمة مدينة هيروشيما يجب أن يُظهروا بقوة إصرارهم على حماية النظام الدولي الحر والمفتوح، ويعززوا تواصلهم مع دول الجنوب العالمي، التي تأثرت بنحو خاص بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

مخاطر عالمية

تحدث كيشيدا عن زيارته لأوكرانيا في مارس الماضي، وآثار الأعمال الوحشية الروسية التي رآها في مدينة بوتشا. وحينها، دعا الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لحضور مباحثات قمة مجموعة الـ7، المنعقدة في الفترة من 19 وحتى 21 مايو 2023، كدليل على التزام أعضاء المجموعة باستمرار دعم أوكرانيا.

وفي هيروشيما، سيدعو قادة المجموعة روسيا إلى سحب كل قواتها وعتادها من أوكرانيا، فورًا ودون شروط، ويشددون على أنه لا يمكن السماح بالاستحواذ القسري على الأراضي والمحاولات الأحادية لتغيير الحدود المعترف بها دوليًّا بالقوة، وفق كيشيدا.

ولفت رئيس الوزراء الياباني إلى أن اليابان، بصفتها الدولة الآسيوية الوحيدة في مجموعة الـ7، تحظى بموقع مميز لتوضح للعالم أن الحرب الروسية الأوكرانية ليست تهديدًا لأوكرانيا أو أوروبا فقط، بل تهديد لأمن وازدهار الشعوب في كل مكان.

اقرأ أيضًا| تركيز على روسيا والصين.. ماذا تحمل أجندة قمة مجموعة الـ7؟

التهديد النووي

قال كيشيدا، في مقاله، إن الخطاب النووي الروسي غير المسؤول ليس مقبولًا، مشيرًا إلى أنه اختار هيروشيما لاستضافة قمة الـ7 لأنها أفضل مكان لإيصال رسالة قوية بأن قادة المجموعة سيواصلون جهودهم لاستمرار منع استخدام الأسلحة النووية، الذي استمر لـ77 عامًا منذ قصف هيروشيما وناجازاكي بالقنبلة الذرية.

ولهذا الغرض، أوضح كيشيدا أنه أعطى الأولوية للتركيز على الجهود العملية والواقعية للتحرك باتجاه عالم خالي من الأسلحة النووية، مثلما تنص خطة عمل هيروشيما، التي تدعو إلى الاعتراف المشترك بأهمية مواصلة عدم استخدام الأسلحة النووية، وتعزيز الشفافية.

وتدعو الخطة أيضًا إلى تخفيض المخزون النووي العالمي، وتأمين عدم الانتشار النووي وتشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية على هذا الأساس، وتعزيز الفهم الدقيق لحقائق استخدام الأسلحة النووية عبر تشجيع زيارات القادة الدوليين إلى هيروشيما وناجازاكي.

منطقة الهندوباسيفيك

قال كيشيدا إن اليابان تحظى أيضًا بمكانة مميزة لتوضيح أن مبادرة “الهندوباسيفيك-منطقة حرة ومفتوحة” ليست مهمة فقط لدول المنطقة، بل مهمة أيضًا لمستقبل النظام العالمي، تمامًا مثل أوكرانيا. وأضاف أن منطقة الهندوباسيفيك تحرك النمو الاقتصادي العالمي، لكنها تواجه عددًا من التحديات الأمنية والاقتصادية.

وأوضح رئيس الوزراء الياباني أنه في قمة هيروشيما، سيعمق قادة مجموعة الـ7 مباحثاتهم بشأن الهندوباسيفيك بحيث تصطف المجموعة في ردودها على التحديات الإقليمية، لافتًا إلى أن الموقف الخارجي الحالي للصين وأنشطتها العسكرية يمثلون مصدر قلق كبير لليابان والمجتمع الدولي ويشكلون تحديًّا استراتيجيًّا غير مسبوق للسلام والاستقرار.

ووفق كيشيدا، يجب معالجة هذا التحدي من خلال الدفاع الوطني القوي والتعاون بين الحلفاء والشركاء ذوي التفكير المتشابه، وكذلك من خلال الحوار المنتظم مع الصين بهدف بناء علاقات بناءة ومستقرة.

اقرأ أيضًا| «مجموعة الـ7» تعرب عن قلقها من تسارع بناء الصين ترسانتها النووية

اقرأ أيضًا| بكين: إجراءات مجموعة السبع التي تضرنا ستقابل بالمثل

الصديق وقت الضيق

أعطت اليابان أولوية للمساعدة في تلبية الاحتياجات المُلحة للمنطقة، عن طريق حشد أكثر من 75 مليار دولار للتمويل العام والخاص لمشروعات البنية التحتية، وطرح أدوات جديدة للمساعدات الإنمائية الرسمية، حسب كيشيدا.

وكذلك عبر إطلاق صيغة تعاون تتيح تطوير واقتراح خطط جذابة مصممة حسب متطلبات التنمية مع الاستفادة من نقاط قوة اليابان، وتمكين بنك اليابان للتعاون الدولي من استخدام شراكات القطاعين العام والخاص بمزيد من الفاعلية لتشجيع الاستثمار الخاص.

وأشار رئيس وزراء اليابان، في مقاله، إلى أن إظهار الالتزام بحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الأكبر ضروري من أجل توحيد البلاد في كل مكان دفاعًا عن النظام الحر والمفتوح.

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| معلومات عن اقتصادات مجموعة الـ7

الجنوب العالمي

لفت كيشيدا إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية تفاقم الكثير من التحديات المشتركة، ولهذا يتعين على دول مجموعة الـ7 فعل المزيد لتخفيف التداعيات على حياة الشعوب، خاصة في الجنوب العالمي.

وأوضح أن قمة هيروشيما تقدم فرصة لمعالجة المخاطر المتعلقة بالأمن الاقتصادي ونقاط الضعف في سلاسل الإمداد عبر التنويع، ويشمل ذلك الاستثمار في الاقتصادات الناشئة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنحها دور أكبر في سلسلة الإمداد الخاصة بتكنولوجيا الطاقة النظيفة.

وأضاف كيشيدا أنه يمكن فعل ذلك دون التضحية بالتقدم الذي تحقق في مكافحة تغير المناخ، معربًا عن اعتقاده بأنه من الضروري عرض مسارات مختلفة تجاه تحول الطاقة المرن مع وضع الظروف الوطنية في الاعتبار. وهذا يتطلب فعل المزيد لدعم المعرضين لتغير المناخ، ومَن يحتاجون إلى المساعدة في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات.

ربما يعجبك أيضا