منبج.. المدينة العربية تنتظر تحديد مصيرها

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تترقب مدينة منبج السورية، التطورات االسياسية الجارية مع اقتراب انسحاب القوات الأمريكية وما سيتبعه من صدام بين الأطراف المتنازعة في شمال سوريا.

المدينة الواقعة في ريف حلب الشرقي ومع بداية الثورة السورية خضعت لسيطرة قوات الجيش السوري الحر، ومن ثم سيطر عليها تنظيم الدولة، وبعدها شن التحالف الدولي بقيادة أمريكا حملة واسعة كغطاء لتقدم الوحدات الكردية “ب ي د” وسيطرتها على المدينة وريفها.

واليوم، بعد أن أصبحت القوات الأمريكية في طريقها للانسحاب من منبج وشرق الفرات، ينتظر السكان في منبج المزيد من التحولات التي يمكن أن تعيدها مرة أخرى إلى نفوذ قوات الأسد المدعومة من إيران وروسيا أو الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا.

اتفاق منبج

وقد اوردت وسائل إعلام سورية معلومات تحدثت عن وصول روسيا وتركيا لاتفاق أولي يقضي بعدم دخول قوات النظام إلى المدينة، الاتفاق الأولي كذلك يتضمن تسليم المدينة لإدارة مدنية لا يكون جزء منها أي شخص محسوب على ما يعرف بالوحدات الكردية التي تصنفها أنقرة كمجموعة إرهابية.

وبالأمس أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو وأنقرة اتفقتا، على تنسيق العمليات البريّة في سوريا بعد إعلان واشنطن الأسبوع الماضي قرارها سحب قواتها.

وقال لافروف بعد المحادثات: “تم التوصل إلى تفاهم بشأن الكيفية التي سيواصل من خلالها الممثلون العسكريون لروسيا وتركيا تنسيق خطواتهم على الأرض في ظل ظروف جديدة وفي إطار رؤية تتمثل باجتثاث التهديدات الإرهابية في سوريا”.

إعلان كاذب

وقد أعلنت قوات الأسد قبل أيام، دخولها إلى منطقة منبج لكن نشطاء سوريون، أكدوا أن حالة من الهدوء الحذر تعم مدينة منبج ومحيطها شمال سوريا، وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، بأن الوضع في المدينة لا يزال على ما هو عليه.

حيث تنتشر القوات الأمريكية في المدينة ومعها قسد “قوات سورية الديمقراطية”.

موقف ترامب

من جهته أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيسحب قوات بلاده من سوريا “ببطئ” في حين ستواصل الولايات المتحدة الأمريكية محاربة داعش، وذلك بعد حديث لسيناتور أمريكي عن “إعادة النظر بقرار الانسحاب”.

وقال الرئيس الأمريكي -عبر حسابه الرسمي في تويتر- “إذا فعل أي شخص، عدا دونالد ترامب، ما فعلته في سوريا، حينها كانت داعش تنشر الفوضى وقد أصبحت رئيساً، كانوا سيقولون عنه بطل قومي. داعش اختفت بمعظمها، ونحن نعيد قواتنا ببطء إلى الوطن ليكونوا مع عوائلهم، وفي الوقت نفسه، هنالك بقايا من محاربة داعش”.

وأضاف (ترامب) -في تغريدة ثانية في نفس الموضوع- “كانت حملتي الانتخابية عن الانسحاب من سوريا ومن مناطق أخرى. الآن، عندما بدأت ذلك بفعل، شبكات الأخبار المزيفة، أو بعض الجنرالات الفاشلين الذين لم يكن بمقدورهم القيام بعملهم قبل وصولي (إلى البيت الأبيض)، يشتكون عن تصرفاتي وعن تكتيكاتي والتي بالحقيقة تعمل” مستطرداً “كل ما أقوم به هو التصرف بما قلت أني سأقوم به (يقصد اثناء حملته الانتخابية)”.

وقال السيناتور الجمهوري الأمريكي البارز لينزي غراهام إنه خرج من اجتماع مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، متأكدا من التزام ترامب بدحر تنظيم داعش حتى مع اعتزامه سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وقال: “أعتقد أن الرئيس توصل إلى خطة مع جنرالاته تبدو منطقية بالنسبة لي”. ولم يذكر تفاصيل أخرى بشأن هذه الخطة.

وقال غراهام أيضا: إن ترامب ملتزم بالتأكد من عدم اشتباك تركيا مع قوات وحدات حماية الشعب عقب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وأكد لتركيا حليفة بلاده في حلف شمال الأطلسي إقامة منطقة عازلة في المنطقة للمساعدة في حماية مصالحها.

حشود للحر وتركيا

فيما أفادت مصادر بوقوع اشتباكات متقطعة بين مجلس منبج العسكري الموالي لقسد وفصائل الجيش السوري الحر موالية لأنقرة على خط الساجور الذي يُبعد 15 كيلومتراً عن مدينة منبج.

يأتي ذلك فيما تواصل قوات تركية، وأخرى من الجيش السوري الحرالسورية، الاستعداد لدخول مدينة منبج الحدودية.

والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة اليوم، هل تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن الوحدات “ي ب ك” أم لا؟ يقول المحلل والباحث الفرنسي، رومان كاييه: “سواء تعلق الأمر بالحركيين أثناء الحرب الجزائرية، ومؤخراً “المترجمون” الأفغان للجيش الفرنسي، وغدا بدون شك “وحدات حماية الشعب” في سوريا، فإن الغربيين دائما ما يتخلون عن حلفائهم في نهاية حروب الشرق”.

ربما يعجبك أيضا