منتديات «رؤية»| الصعود الثاني لـ«طالبان» وتفاعلات النظام الدولي (2-2)

محمد النحاس

منتدى رؤية الشهري| الصعود الثاني لطالبان: خطاب الحركة وتداعيات الصعود على الديناميات الجيوسياسية في آسيا.


عقدت شبكة رؤية الإخبارية، هذا الشهر إبريل 2023، ندوة حول صعود حركة طالبان الثاني وانعكاساته على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأدار اللقاء، مدير منتديات “رؤية” أنس القصاص، وحضر الندوة كلٌّ من خبير الشؤون الاستراتيجية بمركز الأهرام، أحمد عليبة، وخبير الحركات المتطرفة، مصطفى زهران، وتفرد الشبكة هذا التقرير لاستعراض تصريحات عليبة، وفي وقتٍ سابق نشرت تصريحات زهران.

فشل المشروع الأمريكي

في إجابته عن سؤال مدير الندوة أنس القصاص حول تقييمه لمشهد الخروج الأمريكي من أفغانستان، لفت خبير الشؤون الاستراتيجية، أحمد عليبة، إلى أن المشهد مثّل “نقطة نهاية” للمشروع الأمريكي بأفغانستان، الذي لا يعكس بالضرورة هزيمة عسكرية لواشنطن بقدر ما يعكس فشل المشروع الأمريكي هناك.
وأرجع فشل مشروع تأسيس دولة حديثة ذات ركائز ديمقراطية في أفغانستان إلى طبيعة البيئة الاجتماعية، وبنية المجتمع، عائدًا إلى محطات تاريخية مشابهة لمشاهد الخروج الأمريكي من أفغانستان مثل الصومال وفيتنام.

متى بدأ الصعود؟

في إشارة ذات دلالة، أوضح عليبة أن ما يسمى “الصعود الثاني” لطالبان بدأ قبل السيطرة على كابول بسنوات، في عام 2005 حيث بدأت الحركة تعيد تنظيم صفوفها كـ”تنظيم عسكري” له هياكل مقسمة على قطاعات داخل أفغانستان، لتبدأ عملية استنزاف للجيش الأفغاني.

خبير الشؤون الاستراتيجية أحمد عليبة

خبير الشؤون الاستراتيجية أحمد عليبة

وعلاوةً على ذلك، مثلت الحركة “جهازًا فعّالًا للحرب النفسية”، كما أن الفساد في الجيش الأفغاني وعدم وجود رابط يجمع الجيش أو عقيدة قتالية راسخة، كانت عوامل مهمة لفشله، حسب خبير الشؤون الاستراتيجية.

ومع سنوات القتال، اكتسبت الحركة خبرات واسعة، ومع ذلك لا تتمتع الحركة بـ”رؤية مؤسسية” في إدارة البلاد، ولكن من المتوقع أن تطوّر تشكيلات أمنية، قد تكون فعالة في أداء الدور الوظيفي في المرحلة الحالية، وفق عليبة.

أفغانستان في ظل نظام دولي جديد

على صعيد التنافس الدولي على أفغانستان، لفت أحمد عليبة إلى وجود مصالح حيوية لدى الصين في أفغانستان، وقد ظهر للعلن وجود علاقات بين بكين والحركة عام 2016. ويرى عليبة أن الصين مثلت خبرات متزايدة في التعامل مع مثل هذه الملفات الشائكة.

وتتزايد الأهمية الجيوسياسية لأفغانستان، بفعل التنافس بين الهند والصين، ما يدفع الأخيرة إلى إدارة العلاقة بتريث، وفي إطار مشروع الحزام والطريق، واصفًا أفغانستان بـ”ملتقى مصالح وحلقة من حلقات الوصل بين بكين وشركائها”.

وأوضح دور المصالح الاقتصادية في العلاقة مع الصين، لافتًا إلى وجود ثروات ضخمة في أفغانستان، والتي تحتاج إليها بكين بشدة في مقابل احتياج الحركة إلى صلات مع الصين، والتي قد تمدها بالتكنولوجيا ومشاريع البنية التحتية، وأضاف أن لدى الحركة “نهجًا برجماتيًّا” في التعامل مع الواقع.

علاقات في طور التشكُّل

بحسب عليبة، فإن التعامل البراجماتي لا يقتصر على الحركة فحسب، بل على الأطراف الأخرى المتفاعلة أيضًا مع الحركة مثل الصين، وكذلك إيران، التي لديها قواسم مشتركة مع أفغانستان، ومصالح مع الحركة، كما يجمع الجانبين عداءُ الولايات المتحدة.

ولفت إلى أن العلاقات في هذه المنطقة تجري تحت إطار “المظلة الصينية” التي تمكنت من “تبريد الصراع” في المنطقة تبعًا لمصالحها، التي باتت لاعبًا رئيسًا في “إدارة توازنات” العديد من الصراعات حول العالم. وأوضح عليبة أن دور الصين بات متزايدًا كذلك في الشرق الأوسط كلاعب استراتيجي بارز.

اقرأ أيضًا: منتديات رؤية| صعود طالبان الثاني.. كيف ومتى بدأ؟ 

اقرأ أيضًا: منتديات رؤية| طالبان ورحلة الصعود الثاني.. هل تغيّرت الحركة؟ (1-2)

ربما يعجبك أيضا