أهان بايدن وتحدى بوتين.. ما أبرز مواقف إيلون ماسك السياسية؟

دأب الملياردير الأمريكي الكندي إيلون ماسك على إثارة الدهشة بتغريداته التي توُصف بالمتهورة، عبر حسابه الذي يضم أكثر من 77 مليون متابع، مُشددًا في أكثر من مناسبة على أنه ينأى بنفسه عن السياسة، وإن كانت تغريداته توحي بالعكس.

في سبتمبر الماضي، قال ماسك إنه “يُفضّل البُعد عن السياسة”، ردًا على ادعاء حاكم ولاية تكساس جريج أبوت بدعمه قوانين الولاية المناهضة للإجهاض. بعد 3 أشهر، أفصح الرئيس التنفيذي لشركتيّ “تسلا” للسيارات الكهربائية و”سبيس إكس” للصواريخ، عن رغبته في ترك عمله والتحوّل إلى “مؤثّر بدوام كامل”.

thinking of quitting my jobs & becoming an influencer full-time wdyt

— Elona Musk (@elonmusk) December 10, 2021

تحدّي بوتين: قتال رجل لرجل

مواقف وآراء ماسك المعروف بغرابة أطواره تؤشّر على أنه بات قوة سياسية مؤثرة، بحسب تقرير نشرته شبكة سي إن بي سي الأمريكية في نوفمبر 2021. ليصل به الأمر إلى تحدّى الرئيس الروسي فلاديمير بويتن ليخوض معه نِزال (قتال) رجل لرجل، يُحدد فيه الفائز مصير أوكرانيا.

وغرّد ماسك بالإنجليزية عبر تويتر في 14 مارس الجاري: “أدعو فلاديمير بوتين في تحدٍ إلى نزال فردي. الرهان هو أوكرانيا”. كتب اسم أوكرانيا وبوتين بالروسية. في تغريدة منفصلة بالروسية للحساب الناطق بالإنجليزية للكرملين، تساءل ماسك: “هل تقبل هذا القتال؟”.

Вы согласны на этот бой? @KremlinRussia_E

— Elona Musk (@elonmusk) March 14, 2022

لم يصدر رد فعل فوري من الكرملين، لكن الزعيم الشيشاني رمضان قديروف رد ساخرًا على تليجرام: “إيلون ماسك، لا أنصحك باختبار قوتك ضد بوتين. وزنكما مختلف للغاية”.

Telegram post by Ramzan Kadyrov, head of Chechen Republic! pic.twitter.com/UyByR9kywq

— Elona Musk (@elonmusk) March 15, 2022

لا لحظر الأخبار الروسية

رفض إيلون ماسك حظر مصادر الأخبار الروسية بناءً على طلب بعض الحكومات. وكتب في تغريدة في 5 مارس أن بعض الحكومات وليس منها الأوكرانية، طلبت حظر مصادر الأخبار ووسائل الإعلام الروسية. ورأى أن هذا الإجراء لن ينفذ إلا تحت تهديد السلاح، مُشددًا على تمسكه بحرية التعبير المطلقة.

Starlink has been told by some governments (not Ukraine) to block Russian news sources. We will not do so unless at gunpoint.

Sorry to be a free speech absolutist.

— Elona Musk (@elonmusk) March 5, 2022

صواريخ لفظية ضد فضاء موسكو

في 3 مارس الجاري، أطلق ماسك ما وصفته مجلة فورتشن الأمريكية بـ”صواريخ لفظية” على مدير وكالة الفضاء الروسية ديمتري روجوزين.

بعد أقل من 24 ساعة من إعلان مدير وكالة الفضاء الروسية وقف إمداد أمريكا بأفضل محركات صواريخ بالعالم، قائلًا: “دعهم يطيرون على شيء آخر، عصي المكنسة خاصّتهم”، غرّد ماسك برابط لإطلاق ناجح لسبيس إكس مُرفقًا بالإنجليزية: “عصي المكنسة الأمريكية”.

منذ التسعينيات، سلّمت موسكو 122 محرك صواريخ من طراز “آر دي-180” لواشنطن، استُخدم 98 منها في عمليات إطلاق لوكالة ناسا، وفق روجوزين.

🇺🇸🇺🇸 American Broomstick 🇺🇸🇺🇸 pic.twitter.com/r2hJvFQosS

— Elona Musk (@elonmusk) March 3, 2022

إنترنت للأوكرانيين وتعاطف مع الروس

أعرب ماسك المولود في جنوب إفريقيا ويبلغ من العمر 50 عامًا عن دعمه لأوكرانيا. وكتب في تغريدة يوم 5 مارس الجاري: “أوكرانيا.. ابقي قوية”، مُبديًا تعاطفه مع “الشعب الروسي العظيم الذي لا يريد تلك الحرب”.

🇺🇦🇺🇦🇺🇦 Hold Strong Ukraine 🇺🇦🇺🇦🇺🇦

— Elona Musk (@elonmusk) March 5, 2022

وشغّلت سبيس إكس خدمة الإنترنت عبر القمر الصناعي ستارلينك في أوكرانيا. لكن “تسلا” لديها علاقات سلسلة توريد مع روسيا. بدأت منذ أواخر 2020 في شراء ملايين اليورو من الألومنيوم من شركة “روسال”، عملاق المعادن الروسي، التي أسسها الأوليجارشي الخاضع لعقوبات أوليج ديريباسكا، وفق وثائق داخلية قالت شبكة سي إن بي سي الأمريكية إنها حصلت عليها.

انخفاض المواليد يهدد الحضارة

على مدار أكثر من عقد كامل من الشهرة رئيسًا تنفيذيًا لـ”تسلا” و”سبيس إكس”، هاجم أغنى رجل في العالم الجميع تقريبًا. في أوائل ديسمبر 2021، عارض مشروع قانون البنية التحتية البالغ 1.2 تريليون دولار للرئيس الأمريكي جو بايدن، لمنحه إعانات غير ضرورية لصناعة السيارات الكهربائية.

كما وصف ماسك، أب لـ6 أطفال (توفي أحدهم سابقًا)، انخفاض معدلات المواليد بأنه “من أكبر المخاطر على الحضارة البشرية”، محذرًا من انهيار العالم إذا لم يبدأ الناس بإنجاب “مزيد من الأطفال”، بحسب صحيفة الاندبندنت البريطانية.

إهانة بايدن: دمية جوارب

في أواخر يناير الماضي، أهان بايدن بوصفه دمية جوارب في شكل إنسان، وذلك بعد أن تجاهل شركته خلال مناقشة بشأن إنتاج السيارات الكهربائية المحلية.

وأعلنت تسلا قبل شهرين إنتاج وتسليم أكثر من 300 ألف سيارة على مستوى العالم في الربع الرابع، بحسب تقرير نشرته شبكة سي إن بي سي الأمريكية.

Biden is a damp 🧦 puppet in human form

— Elona Musk (@elonmusk) January 27, 2022

وكتب ماسك حينها في تغريدة منفصلة: “بايدن يعامل الأمريكيين كحمقى”. وفي سبتمبر الماضي، وصف الإدارة الأمريكية بأنها “ليست الأكثر ودية وتسيطر عليها النقابات”، لعدم دعوة “تسلا” لحدث استضافه البيت الأبيض في أغسطس 2021، رغم بيعها سيارات كهربائية بالولايات المتحدة أكثر من أي صانع سيارات آخر.

Biden is treating the American public like fools

— Elona Musk (@elonmusk) January 27, 2022

لا للترشح بعد الـ70 عامًا

اقترح ماسك منع أي شخص يزيد عمره على 70 عامًا من الترشح لمنصب سياسي، بتغريدة في ديسمبر الماضي. وتحدد الولايات المتحدة أمريكا سن 35 عامًا كحد أدنى للترشح للرئاسة، لكن لا يوجد حد أقصى لعُمر المترشح.

Let’s set an age limit after which you can’t run for political office, perhaps a number just below 70 …

— Elona Musk (@elonmusk) December 2, 2021

ويتجاوز بايدن وسلفه ترامب الـ70، إلى جانب السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز البالغ من العمر 80 عامًا. في نوفمبر الماضي، ردّ ماسك على تغريدة لساندرز تطالب برفع الضرائب على الأثرياء، قائلًا: ما زلت أنسى أنك ما زلت على قيد الحياة”.

I keep forgetting that you’re still alive

— Elona Musk (@elonmusk) November 14, 2021

ماذا عن ميوله السياسية؟

قد يكون من الصعب تحديد الميول السياسية بدقة للملياردير المُقدرة ثروته بـ212 مليار دولار أمريكي. تبرع في كثير من الأحيان لكل من الديمقراطيين والجمهوريين، فيما عرّف نفسه بأنه “معتدل” و”اشتراكي” و”ليبرالي اجتماعي محافظ ماليًا”.

توصيف ماسك ميوله السياسية مُربك أحيانًا. لكن الأمر الأكثر اتساقًا، بحسب الاندبندنت، أنه “ليبرالي اجتماعيًا ومحافظ مالياً”، أو حتى “ليبرالي اجتماعي للغاية”. زعم سابقًا أنه مُسجل كمُستقل، قائلًا: “لأكون واضحًا، أنا لستُ محافظًا”. كما ادّعى أنه “اشتراكي” لكنه “ليس من النوع الذي يُحول الموارد من الأكثر إنتاجية إلى الأقل إنتاجية”.

كم أنفق ماسك على حملات ضغط؟

قدّم ماسك ما مجموعه 1.2 مليون دولار لساسة وأحزاب ولجان عمل سياسي وحملات استفتاء منذ عام 2002، وفق بيانات جمعتها منظمة “أوبن سيكريتس” الأمريكية المعنيّة بمتابعة نشاطات مجموعات الضغط في واشنطن،

على المنحى ذاته، أنفقت “سبيس إكس” نحو 9.7 مليون دولار  وايسلا 5.5 مليون دولار على حملات ضغط. في عام 2021 وحده، أنفقت الأولى ما يقل قليلاً عن 1.8 مليون دولار وحده، والثانية أكثر من 400 ألف دولار على جماعات ضغط فيدرالية. كتبت منظمة “صن لايت” الأمريكية للشفافة في عام 2013: “كانت رحلة سبيس إكس لكسب الدعم السياسي مُنظمة ومعقدة”، بحسب سي إن بي سي.