نشاط السيسي في ألمانيا.. مصر تبحث عن شراكات واستثمارات جديدة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
القاهرة – شهدت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، لحضور أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع إفريقيا في إطار مجموعة العشرين، نشاطا مكثفا، حيث عقد عدة لقاءات أبرزها مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير فى ثان أيام زيارته لألمانيا.

“دعوة رسمية”

الرئيس المصري التقى نظيره الألماني في قصر رئاسة الجمهورية الفيدرالية الألمانية، ووجه للأخير دعوة لزيارة مصر، ومؤكدا تقديره للمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقت بين البلدين وساهمت في تعزيز التعاون الثنائي على أساس من الشراكة وتحقيق المصالح المتبادلة، وحرص مصر على تكثيف التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري.

“شتاينماير” أعرب عن ترحيبه بزيارة الرئيس لألمانيا، مشيراً إلى الحرص على استمرار علاقات التعاون البناءة مع مصر التي تعد ركيزة أساسية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على حرص بلاده على دفع التعاون مع مصر فى مختلف المجالات، ومساندة الجهود المصرية فى سعيها إلى تحقيق التنمية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي استعرض خلال اللقاء تطورات الأوضاع في مصر على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار، والخطوات الجاري تنفيذها لدفع التنمية والنجاحات التي تحققت اتصالا ببرنامج الإصلاح الاقتصادي، والتطرق إلى عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، أبرزها “مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وآخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، فضلاً عن الأزمة الليبية والسورية”.

“المقر التاريخي للبرلمان الألماني”

وأجرى الرئيس المصري، اليوم الإثنين، زيارة إلى المقر التاريخي للبرلمان الألماني، وكان في استقباله فولفجانج شويبله رئيس البرلمان الألماني.

وأعرب “شويبله” عن  ترحيبه بزيارة الرئيس إلى ألمانيا، مؤكدا حرص بلاده على دعم مصر في جهودها لتحقيق التنمية الشاملة وترسيخ الديمقراطية، منوهًا إلى استعداد ألمانيا وحرصها على تعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، ولاسيما على الصعيد البرلماني.

وأكد السيسي تميز العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة، مشيراً إلى الاهتمام الذي توليه مصر بتفعيل التعاون بين برلماني البلدين من خلال تعزيز دور جمعيتي الصداقة البرلمانية فى “البوندستاج” وفي مجلس النواب، مشيرا إلى الزيارات المتبادلة على مختلف المستويات في البلدين.

وتناول اللقاء استعراض آخر التطورات على صعيد استعادة الاستقرار وتحقيق التنمية الشاملة في مصر، فضلاً عن تطور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، حيث أوضح الرئيس الجهود التي تبذلها مصر على مختلف الأصعدة للتعامل مع هاتين الظاهرتين بما يساهم في إعادة الاستقرار للمنطقة وكافة دول العالم.

“لقاء ميركل”

ويستعد الرئيس المصري، غدًا الثلاثاء، للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمناقشة عدداً من الملفات وخاصة الدعم الذي تقدمه ألمانيا لمصر في الاقتصاد وبرامج التعليم والتعليم الفني.

وأوضح وزير الخارجية المصري سامح شكري، في تصريحات للوفد الإعلامي المصري، أنه سيكون هناك حوار حول جهود مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية، والضمانات التي تقدمها الحكومة الألمانية لتحفيز الشركات الألمانية للعمل في مصر، بجانب دور ألمانيا في الاتحاد الأوروبي، والتفاعل علي مستويات العلاقات المصرية والاتحاد الأوروبي واستعراض الأوضاع الإقليمية والدولية.

“مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية”

واستقبل السيسي، فور وصوله العاصمة الألمانية برلين، رئيس مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية السفير ولفجانج إيشنجر، والذي يعد أحد أهم المحافل العالمية السنوية التى يلتقي خلال فعالياتها العديد من القادة والشخصيات الدولية من مختلف دول العالم في المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية، لتبادل وجهات النظر والآراء وبحث سبل تسوية النزاعات سلمياً من خلال الحوار المعمق بين الخبراء المتخصصين في تلك المجالات.

وأكد رئيس مؤتمر ميونخ حرصه على الالتقاء بالسيسي لدعوته للمشاركة في أعمال الدورة القادمة لمؤتمر ميونخ للأمن، فى ظل دور مصر الهام والمحوري في منطقة الشرق الأوسط، وتولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى خلال عام 2019، وهو ما يعزز من أهمية تكثيف التنسيق والتشاور معها إزاء القضايا الإقليمية المختلفة على نحو يثري من حوارات وفعاليات المؤتمر.

وأعرب السيسي حرصه على المشاركة في المؤتمر وطرح رؤية مصر بشأن سبل التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، مشددا على أهمية عملية بناء الوعي لدى شعوب المنطقة لإدراك واقعها الفعلي ومن ثم البدء في الإصلاح وصياغة الحلول.

“التعاون الاقتصادي والأمني”

زيادة التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات الألمانية شغلت حيزا كبيرا من لقاءات السيسي، حيث التقى وزير الاقتصاد والطاقة الألماني بيتر ألتماير، مشيدا بالتطورات التي تشهدها العلاقات المصرية الألمانية خاصة على الصعيد الاقتصادي، وعقد الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المصرية الألمانية المشتركة، والمقررة فى فبراير المقبل فى مصر، وتطلع مصر لأن يرافقه وفد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين الألمان للتعرف على الفرص الاستثمارية في مصر في مختلف القطاعات.

وأعرب وزير الاقتصاد والطاقة الألماني عن ترحيبه بلقاء الرئيس المصري، ومشاركة فى قمة مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، مشيداً بالتطورات الإيجابية التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية على مختلف المستويات، وما تمثله مصر من شريك هام لألمانيا، مؤكداً التزام بلاده بتطوير الشراكة مع مصر، في ضوء ما تتمتع به من مكانة متميزة وثقل إقليمي كبير.

وشهد اللقاء استعراض الإنجازات التي حققها الاقتصاد المصري، والتحسن الملحوظ في المؤشرات الاقتصادية الكلية نتيجة التنفيذ الناجح لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، حيث أشار السيد الرئيس إلى ما توليه مصر من أهمية بالغة لدفع الاستثمار، وأكد الوزير الألماني حرص بلاده على تعزيز التعاون والتوسع في المشروعات المشتركة، فضلاً عن زيادة حجم الاستثمارات الألمانية فى مصر، مشيراً إلى عدد من النماذج الناجحة للشركات الألمانية العاملة فى مصر.

واستقبل السيسي، مساء أمس، عدداً من رؤساء الشركات الأعضاء فى الاتحاد الفيدرالى الألماني للصناعات الأمنية والدفاعية.

وصرح متحدث الرئاسة المصرية السفير بسام راضي أن السيسي أشاد بتطور التعاون بين مصر والشركات الألمانية في المجال العسكري والأمني، مشيرا إلى حرص مصر على تطوير التعاون مع الشركات الألمانية في هذا المجال بما يساهم في تعزيز القدرات المصرية على حماية الأمن القومي المصري.

وثمن رؤساء الشركات الألمانية التعاون القائم بين مصر وألمانيا، وحرصهم على دفع هذا التعاون وتطويره على مختلف المستويات خلال الفترة القادمة.

وشارك الرئيس المصري، اليوم الاثنين، فى لقاء مع عدد من رؤساء كبرى الشركات الألمانية، بحضور وزير الاقتصاد والطاقة، ووزير التعاون الاقتصادي والإنمائي الألمانيين.

وأعرب السيسي عن حرصه على عقد هذا اللقاء، مؤكدا حرص مصر علي استمرار وتطوير تلك الشراكة التي نعتز بها، خاصة خلال المرحلة الحالية من البناء والتنمية، إضافة إلى ما هو قائم من زخم متنام في العلاقات الثنائية تمثل في اقتراب قيمة التبادل التجاري عام 2017 من 6 مليار يورو، وتزايد الاستثمارات الألمانية في قطاعات الطاقة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وصناعة السيارات.

وأوضح الرئيس المصري أن هناك مناخاً جديداً في مصر من الجدية والمسئولية والهمة لتحقيق حاضر ومستقبل أفضل للشعب المصرى، مشيراً إلى أن مصر قد خطت خطوات ثابتة على صعيد تحقيق تطلعات شعبها في الاستقرار، مشيرا إلى أهمية الدور الذي يقوم به القطاع الخاص في النهوض الاقتصادي وعملية التنمية.

وأكد السيسي تطلع مصر إلى زيادة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، وتدشين شراكة اقتصادية واستثمارية قوية مع مجتمع الأعمال الألماني بهدف تنفيذ مشروعات مشتركة تحقق مصالح الطرفين، والاستفادة من الفرص الاستثمارية الهائلة المتاحة في مختلف القطاعات، أخذاً في الاعتبار أن تلك المشروعات لا تهدف فقط لتلبية احتياجات السوق المصري، بل أيضا للنفاذ لسوق ضخم في أفريقيا والمنطقة العربية والأوروبية.

وأشاد رؤساء الشركات بالنتائج التي تحققت على صعيد صعيد الاصلاح الاقتصادي في مصر، والتطورات التى شهدتها مصر على صعيد قطاع الطاقة، مؤكدين أن تلك التطورات تؤهل مصر لكى تصبح مركزاً إقليمياً لتداول ونقل الطاقة فى شرق المتوسط أخذاً فى الاعتبار موقعها الجغرافى الاستراتيجي.

ربما يعجبك أيضا