نمو 5% خلال 2024.. هل تستطيع الصين تحقيق «الهدف الطموح»؟

هل يتجه النمو الصيني إلى «المسار الصحيح» في 2024؟

محمد النحاس

وضعت بكين هدفًا طموحًا للنمو الاقتصادي، وهو نحو 5% خلال العام الحالي 2024، وذلك في وقتٍ تواجه فيه الصين الكثير من التحديات الاقتصادية التي تقف عائقًا أمام النمو.

من جانبه، أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج، عن هدف النمو في افتتاح الاجتماع السنوي لمجلس الشعب الصيني، وهو الهيئة التشريعية للبلاد التي يحكمها الحزب الشيوعي بزعامة الرئيس شي جين بينغ.

تحديات وهدف طموح

هدف النمو الجديد، يأتي في توقيت تهدف فيه بكين لتعزيز الثقة في اقتصادها، حيث تسعى لإرساء الاستقرار في القطاع العقاري المضطرب، والتعامل مع الانكماش، ومحاولة عكس مسار رأس المال الأجنبي المتدفق للخارج، وإنقاذ سوق الأسهم المتعثرة، وفق ما ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية في تقرير لها الأربعاء 6 مارس 2024.

وتعليقًا على هدف النمو المُحدد، قالت كبيرة اقتصاديي الصين في مصرف “يو بي أس” وانج تاو لوكالة “فرانس برس”: “لا نعتبر أن هدف النمو بنسبة 5% متواضع، بل على العكس نعتقد أنه هدف طموح”.

تعديلات هيكلية

وأردفت وانج تاو: “تواصل السوق العقارية الانخفاض ولم تبلغ القعر بعد، وهو ما يفرض ضغوطًا تراجعية على الاقتصاد”، مُرجحة أن “ينعكس ذلك بالسلب على التمويل والإنفاق المحليين للحكومة وثروة الأسر وإنفاقها”. ويُذكر أن نسبة النمو في الصين العام الماضي 5.2%، وهي كانت من الأدنى التي تسجّلها منذ التسعينات.

وذكر لي تشيانج أن “الاستقرار له أهمية عامة”، معتبرًا أنه “أساس كل ما نقوم به”، وأن “إحراز التقدم هو هدفنا، وهو أيضًا ما يحفزنا، وعلى وجه الخصوص، يجب علينا المضي قدمًا في تحويل نموذج النمو، وإجراء التعديلات الهيكلية، وتحسين الجودة، وتعزيز الأداء”.

منصة للقيادة

في تصريح لوكالة “فرانس برس” ذكر المُحلل نيس جرونبرج أن “المجلس الوطني لنواب الشعب ليس كيانًا عفا عليه الزمن أو غير ذي أهمية”، مؤكدًا أنه “منصة مهمة للقيادة لإيصال أولوياتها”.

وحسب تحليل سابق نشرته وكالة “بلومبرج” الأمريكية، فإن انعقاد هذا الاجتماع يأتي بينما تُظهِر السوق الثانية عالميًا علامات على بلوغها قاع الهبوط بعد سنوات من تراجعها، مع انتقال مؤشر “شنجهاي شنزن 300” (CSI 300) إلى منطقة إيجابية حاليًا في 2024 بعد صعود قوي خلال الشهر الماضي.

توقعات المحللين

بحسب المُحللين بشركة تشاينا إنترناشونال كابيتال: “استنادًا إلى البيانات المُسجلة بداية من عام 2000، كان أداء أسهم البر الرئيس في الصين إيجابيًا عادة أثناء انعقاد اجتماعات مؤتمر الشعب الوطني”، مُرجحين استمرار انتعاش السوق والذي بدأ في أوائل فبراير.

يرى البروفيسور المتخصص بالاقتصاد السياسي في جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة، هو-فانغ هانغ، أن الحكومة الصينية “قد تتشدد في الاتجاه الراهن لتعزيز إجراءات الأمن القومي على كل الجبهات”، معتبرًا أن ذلك “قد يساعد الحزب الحاكم في مواجهة عاصفة الأزمة الاقتصادية” حسب ما صرح به لوكالة فرانس برس.

ودشن المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أعلى هيئة استشارية سياسية بالصين، دورته السنوية اليوم الاثنين في بكين، وقد بدأت الدورة الثانية للمجلس الوطني في قاعة الشعب الكبرى، وهناك اجتمع أكثر من 2000 مستشار وطني.

ربما يعجبك أيضا