نهاية حكم آل كاسترو وبداية عهد جديد في كوبا

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

تنتخب كوبا رئيس جديد، اليوم الخميس، لتطوي البلاد بذلك ستة عقود من حكم الأخوين الراحل فيدل كاسترو والحالي راؤول كاسترو.

ويدشن البرلمان اليوم أولا عمل الهيئة التشريعية المنتخبة الجديدة ويختار كوادره، ثم يُنتخب بعد ذلك من بين النواب أعضاء لمجلس الدولة، ورئيس لهذا المجلس الذي يمثل الهيئة التنفيذية العليا للبلاد لتولي القيادة خلفا للرئيس الحالي راؤول.

ورشحت الجمعية الوطنية “البرلمان” في كوبا النائب الأول لرئيس مجلس الدولة ميغيل دياز كانيل لرئاسة البلاد، ليتم تعيينه في أعلى منصب في الدولة، ليحل محل راؤول كاسترو.

وعلى الرغم من أن نتائج تصويت دورة الجمعية الوطنية على تعيين دياز كانيل في منصب الرئاسة، من المتوقع أن يحصل المرشح على تأييد النواب، حيث تصوت الجمعية عادة بالإجماع أو بأغلبية ساحقة لصالح المرشحين لأهم المناصب في الدولة.

ويتنحى راؤول كاسترو (86 عاما) بعد 12 عامًا  له بالسلطة، لكن من غير المرجح أن يكون رحيله -الذي سبق وأعلنه قبل عدة سنوات- بداية لتغييرات كبيرة في كوبا ولو لفترة على الأقل.

ولكن تسليم السلطة إلى شخص خارج أسرة كاسترو، يعد  للمرة الأولى منذ الثورة الكوبية منذ أكثر من نصف قرن.

وشهدت البلاد انفتاحًا كبيرًا بعد نهاية حكم الاتحاد السوفيتي وبداية حكم كاسترو، بالإضافة إلى توسع في القطاع الخاص وإقامة علاقات مع الولايات المتحدة في عهد راؤول كاسترو.

ومهد كاسترو الطريق لإقامة علاقة ودية مع الولايات المتحدة وإقامة أول سفارة أمريكية في كوبا، مما سهل مهمة زيارة أول رئيس أمريكي للولايات المتحدة منذ 88 عامًا.

ويأمل الكوبيون في المزيد من الإصلاحات الاقتصادية حيث أن الاصلاحات الماضية أصابت الكثير منهم بالإحباط لتطلعهم إلى الحصول على وظائف وأجر أفضل.

وسيواجه الرئيس القادم المزيد من التحديات، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، وفي مقدمتها العلاقات مع الولايات المتحدة بسبب سياسة ترامب الخارجية المختلفة تمامًا عن سابقه أوباما، وبينما تسعى كوبا لتطوير اقتصادها عبر جذب السياح الأمريكيين إليها، قررت إدارة ترامب إلغاء قرار تخفيف القيود على السفر إلى كوبا.

ويتوقع المراقبون أن يواصل ميغيل دياز كانيل نهج الإصلاحات الحذرة والتدريجية، الذي بدأ في عهد راؤول كاسترو، علما بأنه معروف بتمسكه بالآيديولوجية الماركسية – اللينينة. وأكد دياز كانيل في أحد تصريحاته الصحفية ثقته بضرورة استمرار النهج.

ورغم أن دياز يصنف في عداد التيار المعتدل في القيادة إلا أن مواقفه الأخيرة تعكس توجها أكثر تشدداً وخاصة في ما يتعلق بالموقف من العلاقة مع الولايات المتحدة وتحرير الاقتصاد الكوبي.

وتسرب شريط مصور عام 2015 ظهر فيه دياز متحدثاً خلال اجتماع حزبي منتقداً خلال حديثه “الاعلام المستقل” وقال إن السفارات الغربية في كوبا تدعم الأنشطة “الهدامة” في البلاد، ووصف خطوة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما باعادة العلاقات الدبلوماسية مع بلاده بأنها “طريقة أخرى لتحقيق الهدف النهائي وهو تدمير الثورة الكوبية”.

كما تشير التقارير الإعلامية إلى أن سكان كوبا لا يتوقعون تغييرات جذرية بعد تخلي كاسترو عن منصب الرئاسة.

ويأتي ترشيح دياز كانيل خلافا لتوقعات البعض، الذين رجحوا بقاء عائلة كاسترو في الحكم من خلال ترشيح ابنة راؤول كاسترو مارييلا، التي تعتبر عضوا في الجمعية الوطنية، أو نجله أليخاندرو، العقيد في الاستخبارات العسكرية الكوبية الذي شارك في مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة، لرئاسة البلاد.

وعلى الرغم من ذلك، فلن يخرج راؤول كاسترو من الساحة السياسية في كوبا، وسيحتفظ بمنصب السكرتير الأول للحزب الشيوعي حتى عام 2021.

ربما يعجبك أيضا