هكذا رأى الفلسطينيون تفجيرات سيناء

جاسم محمد

كتب – محمد عبد الكريم
 
القدس المحتلة – لا يخفى على أحد محاولة الإرهاب تعطيل أي تقدم اتجاه الأفضل في أي دولة عربية على المستوى الداخلي أو في علاقتها مع الجوار، و لا تعد عملية التفجير الإرهابية في مسجد الروضة بمدينة العريش المصرية استثناء بل جاءت لتعطل الأمرين.
 
الفلسطينيون رأوا في التفجير بعدين مهمين اولاهما ضرب مصر كأكبر قوة عربية، وضرب علاقتهم بمصر فهم ما زالوا يتذكرون العملية الإرهابية، التي نفذها ارهابي داعشي منتصف اغسطس الماضي، وسط مجموعة من عناصر “الضبط الميداني” التابعة لـ “كتائب القسام” التابعة لحركة “حماس”، والمكلفة حماية الشريط الحدودي مع مصر في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، وهو التفجير الذي جاء على وقع التفاهمات المصرية_الحمساوية، يعكس جدية من الاخيرة في محاربة الارهاب وتطبيق ما اتفق عليه.
 
هذه المرة العملية الارهابية تزامنت مع موعد فتح معبر رفح البرى من قبل السلطات المصرية لمدة ثلاثة أيام بدء من يوم السبت الموافق 25 نوفمبر حتى الاثنين 27 نوفمبر لسفر وعودة المواطنين في الاتجاهين وفقا لما أعلنته السفارة الفلسطينية في القاهرة،و كذلك جاء العمل الإرهابي الدموي مع جولات الحوار الفلسطيني برعاية مصرية كريمة، كون القاهرة استضافت خلال اليومين الماضين اجتماعات للفصائل الفلسطينية في مسعى لإتمام المصالحة الفلسطينية.
 
وتسبب تفجير إرهابي وهجوم مسلح استهدف مسجدا في قرية الروضة القريبة من مدينة العريش في شمال شبه جزيرة سيناء المصرية بعد ظهر الجمعة بسقوط مئات الشهداء والجرحى، وهذا التفجير الإرهابي الدموي، ضد المصليين الأبرياء ومن باب حرص الحكومة و الجيش المصري على سلامة المواطنين المصريين و الفلسطينيين من خطر الإرهاب ، يكون هناك تأجيل مؤقت لفتح معبر رفح البرى إلى حين عودة الأوضاع للاستقرار.
 
وكان نائب محافظ شمال سيناء محمود باهر قال على قناة “الحدث” المصرية،:” إن  ربط فتح معبر رفح بالتفجيرات في سيناء هدفه الوقيعة بين الشعب المصري والفلسطيني ولا علاقة لفتح المعبر بالتفجيرات “الإرهابية”.
 
و ذكرت السفارة الفلسطينية بالقاهرة،  وفق ما رصده تقرير ” وكالة قدس نت للأنباء”، أنه تقرر الليلة، إرجاء فتح معبر رفح البرى نتيجة للظروف الأمنية التي تمر بها سيناء “.
 
هذا و قال طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية:” إن جريمة استهداف جامع الروضة بسيناء عمل إرهابي جبان يدلل علي ارتباط هذه المجموعات  بجهات مشبوهة واختيار مكان وزمان الجريمة قبل فتح معبر رفح وبعد انتهاء حوارات القاهرة يؤكد على عداء هذه المجموعات لأي تقارب مصري فلسطيني  ولا لعودة مصر لموقعها  العربي والدولي .
 
وذكر أبو ظريفة، أن “هذا العمل الجبان لن يثني مصر عن القيام بدورها الوطني والقومي فتخسأ كل الأيادي التي تعبث بأمن مصر ودماء أبناءها وستبقي دماء هؤلاء المصلين نجوم تضئ سماء مصر ووصمة عار في جبين  هؤلاء المشبوهين”.
 
ويتضح من التحليلات للواقع الأمني،أن المعبر سيبقى مغلقا  إلى حين انتهاء العملية العسكرية التي بدأت اليوم لتمشيط المناطق من الارهابين .
 
وقالت أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر الدكتورة عبير عبد الرحمن ثابت :”أي دين ذاك الذي يعتنقه أولئك الشرذمة المارقة من الإنسانية وجميع الأديان ..أي فكر ذاك الذي يبرر قتل المصلين الخاشعين بين يدى الله .. رحم الله شهداء مسجد الروضة سيناء الراكعين اليوم طالبي المغفرة من خالقهم والتي صعدت أرواحهم في جمعة الرحمة،حمى الله الشقيقة مصر ونصرها على الإرهاب .
 
ويقول المحلل السياسي ناصر اليافاوي: حينما يتخطى الإرهاب كل الحدود ويخطئ القيم الإنسانية والإهية ، هنا ندرك وبعمق أن الأهدف من وراء اجرامه ، لا تحمل أبعاد أيديولوجية ولا عقائدية متطرفة كما يحلل البعض فالمتفحص لزمان ومكان ومدخلات عملية تفجير مسجد الروضة يصل إلى المخرجات التالية:
 
– الطريقة المتبعة الممنهجة فى تدبير هذا البعد الكمي والنوعي للقتل ، أكبر من تفكير عصابات مسلحة متناثرة في سيناء ، بل تقف ورائها جهات استخباراتية إقليمية مدربة على مثل هذا النوع من القتل الوحشي ، بهدف تحقيق أكبر عدد من القتلي، بين سكان عزل ، لخلق نوع من الارباك والرعب لأهل المنطقة والمناطق المجاورة ، ووضعهم أمام خيارات أما القتل أو الاستسلام والتعاطي مع مطالب الارهابيين .
 
– تجيء هذه العملية مكملة لعملية الواحات وتفجير الكنائس ، بخلق حالة من الارباك الداخلي للجيش المصري واشغاله بل وانهاكهه ، كون ان الجيش عمليا هو آخر من تبقى من قلاع الجيوش العربية المنظمة، ولم تنجح محاولات عدة من جهات استخبارية دولية وإقليمية لزعزعته ، رغم تعدد المحاولات والذرائع والمسميات من ربيع عربي وخريف ،وغيرها من هرطقات .
 
– عودة مصر لدورها الإقليمي الذي غيب عمدا ، وخاصة في القضية الفلسطينية وقدرتها على فرض المعادلات فى اللعبة السياسية ، بات يزعج أعداءها وأعداء الأمة ، فى ظل ظهور بعض الدول القزمية التى حاولت ان تلعب دور العراب ، وشرعت تقوم بدور ممنهج لخلق حالة من الارباك والفوضي لتشتيت جهد الجيش ، ومحاولة جره من دوره المقدس القائم على حماية حدوده ومصالحه الإقليمية ، إلى الهائه بعمليات إرهابية داخلية.
 
فيما اعتبر الكاتب المقدسي راسم عبيدات ان المذبحة الرهيبة تدلل بشكل قاطع ان الإرهاب والإجرام والمشروع والأدوات التي عملت في ليبيا وسوريا والعراق واليمن،هي نفسها من قامت بهذه المجزرة الرهيبة،ومصر كما هي سوريا والعراق وسوريا،كانت وما زالت في دائرة الإستهداف المباشر للمشاريع المعادية،ومشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي- الغربي الإستعماري للمنطقة استهدف ويستهدف ثلاث دول مركزية عربية العراق،سوريا ومصر، لكونها تمتلك جيوش قوية،ومؤسسات دولة ومجتمع مدني، تشكل خطراً مباشراً على الوجود الإسرائيلي والمصالح الأمريكية والغربية الإستعمارية في المنطقة،وكذلك هي المرشحة لكي تكون رأس الحربة والرافعة لقيادة مشروع وحدوي قومي عروبي،يخرج المنطقة من تحت العباءة الأمريكية،وبهدف منع تحقيق ذلك جاء مشروع الفوضى الخلاقة لتقسيم المقسم في المنطقة،عبر فك وتركيب الجغرافيا العربية على تخوم المذهبية والطائفية والتقسيم الثرواتي،ليرث ساكيس- بيكو القديم.
 
ويضيف ان لذلك بات من الضروري والملح على القيادة المصرية،ان تباشر بخطوات عملية على الأرض لحماية امن مصر واستقرارها،والذي يشكل درعاً حصيناً لصيانة الأمن القومي العربي.
 
 
 
 

ربما يعجبك أيضا