هل أفشل المتشددون جهود الحوار بين واشنطن وطهران؟

يوسف بنده
الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يستعرض قدرات بلاده العسكرية

يدل إبعاد المبعوث الأمريكي لشؤون إيران عن ملف المحادثات النووية، على دور المتشددين داخل إيران في إفشال جهود الحكومة للحوار مع واشنطن.


انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة ‏لواء حظر استخدام الأسلحة النووية.‏

وقال كنعاني عبر حسابه بمنصة إكس، اليوم الأحد 6 أغسطس 2023، بمناسبة ذكرى إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما عام 1945: إن ادعاءات الولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي هي تكرار متعمد لكذبة كبيرة.

اقرأ أيضًا: رئيس تحرير صحيفة إيرانية: المستفيدون من العقوبات سلموا روبرت مالي للأمريكيين؟

اجارهمسکن 720x470 1

غلاء الاسكان الأسعار في إيران

ضعف حكومة رئيسي

تأتي هذه التصريحات في ظل مساعي وسطاء إقليميين لإحياء محادثات الحوار بين واشنطن وطهران.

وهاجمت صحيفة هم ميهمن الإيرانية، اليوم الأحد، حكومة الرئيس المحافظ، إبراهيم رئيسي، بعد مرور عامين من بدء عملها، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد رغم كل الوعود التي أطلقتها هذه الحكومة وتأكيدها قدرتها على مجابهة العقوبات الغربية.

وأشارت الصحيفة الإصلاحية إلى ارتفاع مستوى التضخم وغلاء الأسعار وانهيار قطاع التعليم والصحة واتساع خط الفقر ليشمل ثلث الشعب الإيراني. ويمثل الوضع الاقتصادي نقطة ضغط على حكومة رئيسي التي تسعى للتفاوض مع الغرب بعيدًا عن ربط الملفات الاقتصادية بهذه المفاوضات.

اقرأ أيضًا: إيقاف المبعوث الأمريكي لشؤون إيران.. قنبلة أمنية أم سياسية؟

كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني

كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني

باقري في مسقط

في إطار جهود تفعيل المحادثات غير المعلنة بين واشنطن وطهران بشأن الاتفاق المؤقت، أجرى كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، زيارة رسمية إلى العاصمة العمانية، الخميس الماضي، التقى الشيخ خليفة بن علي الحارثي الوكيل السياسي لوزير خارجية عمان في مسقط، حسب تقرير وكالة فارس.

وتأتي هذه الزيارة في إطار تحريك المحادثات مع الجانب الأمريكي، وتلعب مسقط دور الوساطة، كما أن المصارف العمانية قد استقبلت جزءًا من أموال إيران المجمدة في العراق.

ويهدف الاتفاق المؤقت إلى خفض التوتر بين واشنطن وطهران من خلال منح إيران جزءًا من أموالها المجمدة في مقابل إفراجها السجناء الأمريكيين، وكذلك خفضها لتخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف العقوبات عن صادراتها النفطية.

اقرأ أيضًا| لماذا منحت واشنطن إجازة لمبعوثها الخاص إلى إيران؟

المبعوث الأمريكي لشؤون إيران، روبرت مالي

المبعوث الأمريكي لشؤون إيران، روبرت مالي

إفشال المحادثات النووية

كشف سياسيون إيرانيون أن المتشددين يقفون وراء منح الولايات المتحدة الأمريكية مبعوثها الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، إجازة غير مدفوعة الأجر، وذلك على خلفية إتهامات له بالتواصل مع إيرانيين دون إذن أمريكي، وقد وقف مناهضو الاتفاق مع واشنطن وراء تسريب ذلك للإدارة الأمريكية.

وحسب تقرير وكالة خبر أونلاين الإيرانية، الجمعة 4 أغسطس، فإن مساعي المتشددين في إيران لإفشال الاتفاق مع الغرب تمتد إلى عهد الرئيس السابق، حسن روحاني، لأنهم سعوا لإفشال اتفاقه النووي مع الغرب عام 2015م طوال حكومته، إلى أن تأتي حكومة محافظة تضمن لهم مصالحهم ونفوذهم.

اقرأ أيضًا3 خيارات أمام الاتفاق النووي.. هل تحقق إيران رغبتها؟

اقرأ أيضًاخلافات بين واشنطن وتل أبيب على رأس نووي إيران

أيد خفية تضر بالسياسة الخارجية

وحسب تقرير الوكالة الإيرانية، يقول عضو لجنة الأمن القومي السابق بالبرلمان، حشمت الله فلاحت بيشه، إن التسريب الصوتي للمبعوث الأمريكي الذي نشرته صحيفة طهران تايمز الإيرانية، الاثنين 24 يوليو الماضي، يعبر عن أيد خفية تسعى إلى الإضرار بالسياسة الخارجية وفقدان ثقة الدول الأخرى في الجهاز الدبلوماسي الإيراني.

وكان روبرت مالي قد قال في التسريب الصوتي المنسوب له: إن واشنطن تسعى إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران، بزيادة الضغط عليها في عدة ملفات، منها برنامج الصواريخ الباليستية والهجمات الإلكترونية والطائرات المسيّرة.

اقرأ أيضًاواشنطن وطهران نحو اتفاق مؤقت.. وإسرائيل تحذر

ربما يعجبك أيضا