هل تنجح أمريكا في القضاء على الإرهاب بالصومال قبل 2024؟

شروق صبري
قوات العمليات الخاصة الأمريكية في تدريب قوات الداناب

أثبتت حركة الشباب الإرهابية في الصومال قدرتها على الصمود على مدار 35 عامًا، فهل يمكن محوها قبل عام 2024؟


حقق الجيش الصومالي، بدعم من القوة الجوية والمستشارين الأمريكيين، تقدمًا ضد مقاتلي حركة الشباب وتنظيم داعش الإرهابيين، شمال شرق البلاد.

وقال دبلوماسيون وقادة عسكريون غربيون إنهم شهدوا تحولًا جوهريًّا في الحرب، منذ تولى الرئيس حسن شيخ محمود منصبه، العام الماضي، ووعد بملاحقة حركة الشباب. ولدعم جهوده نشرت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قرابة 450 جنديًّا في الصومال.

ما يقدر بنحو 10 إلى 12 ألفًا من

توحّش حركة الشباب

أشارت وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير نشرته يوم أمس الأربعاء 27 سبتمبر 2023، إلى نقطة ذهب فيها مقاتلو حركة الشباب إلى أبعد من اللازم، ولم يعد المزارعون والرعاة الصوماليون يتحملون ذلك بعد الآن.

وأوضحت أن الأمر بدأ في هيران، وهي منطقة يسكنها نصف مليون شخص في وسط الصومال. وسيطر المتمردون من حركة الشباب، الفرع الصومالي لتنظيم القاعدة، على جزء كبير من المنطقة لمدة عقد من الزمن، وفي مايو 2022، كثفوا حملة القمع، وأطلقوا النار على شيخ عشيرة معروف، وجروا المراهقين المحليين إلى صفوف الانتحاريين والمقاتلين.

وخلال أطول فترة جفاف في الذاكرة، فرضت حركة الشباب ضرائب على الرعاة على 3 أو 4 أبقار في كل مرة يحضرون فيها مواشيهم العطشى لتناول المياه من الآبار العامة.

كوماندوز داناب في التدريب

كوماندوز داناب في التدريب

تحول الحرب

قالت الصحيفة إن هذا أدى إلى إطلاق سلسلة من الأحداث التي أعطت في النهاية للولايات المتحدة وحلفائها اليد العليا في حملة استمرت 16 عامًا، ضد واحدة من أقوى حركات التمرد وأكثرها استعصاءً على الحل في العالم.

وأوضحت أن الحرب ضد حركة الشباب اتسمت بسنوات من النكسات والجمود. والآن تحول الصومال إلى نقطة مضيئة مدهشة في المعركة العالمية، التي تدور بين الغرب والدول المتحالفة معه ضد المتمردين الذين يستخدمون تكتيكات الإرهاب.

قوات الدناب في التدريب

قوات الدناب في التدريب

استعادة ثلث الأراضي

في غضون أسابيع، حمل رجال ميليشيا عشيرة هيران السلاح في انتفاضة عفوية صدمت حركة الشباب، وانضمت إلى المعركة قوات الحكومة الصومالية، بقيادة قوات كوماندوز دربتها الولايات المتحدة تسمى “داناب”. وحذت بعض العشائر الأخرى حذوها وطردت حركة الشباب من أراضيها.

وعلى مدار أشهر، تمكن رجال الميليشيات العشائرية والقوات الصومالية، بدعم من الطائرات الأمريكية دون طيار، من طرد حركة الشباب من قرابة 20 بلدة و80 قرية، واستعادوا قرابة ثلث الأراضي التي كان المسلحون يسيطرون عليها سابقًا في جميع أنحاء البلاد، وفق ما ذكرته السفارة الأمريكية في مقديشو.

القضاء على حركة الشباب في الصومال

القضاء على حركة الشباب في الصومال

معقل حركة الشباب

قال قائد لواء داناب الخاص، المكون من 2000 جندي، الرائد عيداروس محمد حسين: “لم أكن أقول ذلك قبل عامين، لكنني سأقوله الآن، الشهر الماضي، أطلقت القوات الصومالية، بقيادة كوماندوز داناب، المرحلة التالية من الهجوم لطرد المسلحين من آخر معقلين لهم في وسط الصومال، وكسبت الحكومة الحرب”.

ووفقاً لدبلوماسيين غربيين في مقديشو، كان القتال الأولي عنيفًا، واجتاحت القوات الحكومية مدينة البور، وهي معقل رئيس لحركة الشباب، وتحركت القوات الحكومية بسرعة كبيرة، لدرجة أنها تجاوزت خطوط الإمداد الخاصة بها.

التقدم ليس خطًا مستقيمًا

الآن أبطأ الجيش الهجوم للسماح للقوات بالتعافي. وقال دبلوماسيون غربيون إن الاستراتيجيين الحكوميين يخططون لتجديد الهجمات بطريقة أكثر منهجية، وتكليف الميليشيات العشائرية بمسؤولية الدفاع عن البلدات والقرى، بمجرد أن يطهرها الجيش.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، خلال زيارة لكينيا يوم 25 سبتمبر: “لقد استعادوا المزيد من الأراضي في العام الماضي، عما استولوا عليه في السنوات الـ5 الماضية، لكننا نعلم أن التقدم لا يكون دائمًا خطًا مستقيمًا”.

اقرأ أيضا| مقتل 20 عنصرًا من حركة الشباب خلال عملية جوية بالصومال

اقرأ أيضا| الجيش الصومالي يسيطر على معقل رئيس لحركة الشباب

الصومال دون حركة الشباب

قال كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في مقديشو، شين ديكسون: “إذا نظرت إلى ما كان عليه هذا البلد قبل 10 سنوات، وحتى قبل عامين، فإن التقدم الذي أحرزته الحكومة والمجتمع الدولي يمنح الجميع الأمل في أن نتمكن من رؤية مستقبل الصومال دون حركة الشباب ودون داعش”.

ومن ناحية أخرى، بدا المسؤولون الصوماليون متفائلون، وتوقعوا في البداية أن تستغرق عمليات التطهير في وسط الصومال قرابة شهرين، وفي أكتوبر أو نوفمبر سيكونون قادرين على التحول إلى مواقع أكبر لحركة الشباب في جنوب الصومال، على طول الحدود الكينية.

وقال مستشار الأمن القومي الصومالي، حسين شيخ علي: “خطتنا هي القضاء عليهم قبل أغسطس من العام المقبل، وقد يستغرق الأمر وقتًا أطول، لكننا بالتأكيد سنهزمهم”.

الصومال

الصومال

بؤرة جديدة للإرهاب

رأت “وول ستريت جونال” أن الصومال، الذي يقع على الطرف الاستراتيجي لشرق إفريقيا، يقدم نفحة من النجاح على خلفية من الفشل. وعلى الجانب الآخر من القارة، في الشريط شبه الصحراوي المسمى منطقة الساحل، ساهم العنف الجامح في الانقلابات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو، وفي النيجر.

ووفق مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية، التابع لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، تسيطر الآن الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وداعش على نحو 40% من الأراضي في مالي وبوركينا فاسو، وأدت هجمات المتمردين في النيجر لنزوح 350 ألف شخص.

وشهدت بعض دول غرب إفريقيا، الواقعة على طول خليج غينيا، هجمات نفذها مقاتلون ينتمون للقاعدة، وتخشى السلطات من أن تكون غانا، التي ظلت لفترة طويلة حجر الأساس للاستقرار الإقليمي، هي التالية.

اقرأ أيضًا| قوات إثيوبية تشتبك مع حركة الشباب في الصومال

اقرأ أيضًا| تضارب بشأن هجوم استهدف قائد بارز لحركة الشباب في الصومال

ربما يعجبك أيضا