الطائرات الصينية المسيّرة تغزو العالم.. ما منظور القوات الجوية الأمريكية؟

أحمد ليثي

ستتطلب قدرة الصين المتزايدة في إنتاج الطائرات المسيّرة، إلى جانب افتقارها إلى قيود المستخدم النهائي، من القوات الجوية الأمريكية تكثيف الإجراءات لمواجهتها في هذا المجال


اجتذبت الطائرات المسيّرة اهتمامًا عالميًّا على مدى العقدين الماضيين، خاصة مع تحسن التكنولوجيا الخاصة بها في المجال العسكري.

وبحسب التقرير المنشور في موقع مجلة القوات الجوية الأمريكية، أير فورس نيوز،  الاثنين 6 يونيو 2022، تعد صناعة الطائرات المسيّرة في الصين مليئة بالتحديات والفرص، فرغم قِصَر تاريخ تصنيعها هناك، فإن ذلك لم يمنعها من الصعود إلى قمة السوق في هذا المجال.

تزايد قدرة الصين في تصنيع الطائرات المسيّرة

بحسب التقرير، سوف تتطلب قدرة الصين المتزايدة في إنتاج الطائرات المسيّرة، إلى جانب افتقارها إلى قيود الاستخدام النهائي، من القوات الجوية الأمريكية، تكثيف الإجراءات لمواجهتها في هذا المجال، حسب ما قال مدير معهد تكنولوجيا الفضاء الصينية التابع للقوات الأمريكية الجوية، برندان مولفاني، في مؤتمر عُقد بالمعهد، أول من أمس.

ومن جهته، قال مدير المعهد، في مقابلة “هذه أحد الأشياء التي تخيفني، لأن موجات الميكروويف فائقة القوة لن تكون قادرة وحدها على تدمير حشود الطائرات الصينية المسيّرة رخيصة التكلفة” وأضاف “يمكننا القضاء على سرب كامل من الطائرات المسيّرة، لكنني لست مطمئنًا لإمكانية أن يتواصل ذلك طوال الوقت”.

وينج لونج 2

ما الذي يقلق الولايات المتحدة؟

وفقًا لتقرير المجلة، تعني التكلفة المنخفضة والافتقار إلى قيود المستخدم النهائي أن الدول الأقل تقدمًا، يمكنها شراء واستخدام الطائرات المسيّرة بنفس الطريقة التي استخدمتها أوكرانيا ضد روسيا الأفضل تسليحًا وتمويلًا، وهو ما يعني  أن أي دولة أو جماعة مسلحة، ترغب في استهداف المقدرات الأمريكية في المستقبل، سيكون لديها مزيد من القوة الفتاكة لفعل ذلك.

ومن جهته، قال مولفاني “يمكن لأصغر جماعة أن تمتلك عددًا كبيرًا من الطائرات المسيّرة الآن، بعدما دخلت الصين بقوة إلى هذا الملعب”. وأضاف الأستاذ في معهد تحليلات الدفاع، ديفيد ماركوف “إذا اشتريت معدات صينية، فلن يضعوا قيودًا على كيفية استخدامها، ولا مكان استخدامها، وهذا مهم للغاية بالنسبة إلى الطائرات المسيّرة”.

قدرات وينج لونج 2

بحسب موقع جلوبال تايمز الصينية، في تقريرها المنشور في يناير من العام الحالي، المقربة من الحزب الشيوعي الحاكم، قال خبير عسكري صيني طلب عدم ذكر اسمه، إن درة إنتاج المسيرات الصينية هي طائرة وينج لونج 2، والتي أصبحت أخف وزنًا وأكثر ثباتًا من النسخة الأولى، في حين قال محللون إن وينج لونج 2 يمكن مقارنتها بطائرة إم كيو – وان سي جراي إيجل الأمريكية.

ووفقًا للتقارير، فقد صرّح جيش التحرير الشعبي بأن العديد من القوات المسلحة حول العالم ستكون من بين مستخدمي الطائرة، التي تستطيع حمل مستشعرات كهروضوئية وأشعة تحت الحمراء، ورادار بفتحة اصطناعية، ومرحل اتصالات، وإجراء عمليات استطلاع ومراقبة وهجوم متواصل على الأهداف، في حين قال محللون إن الطائرة الصينية ستوفر خيارًا فعالًا من ناحية التكلفة في السوق الدولية.

إم كيو – وان سي جراي إيجل

إم كيو – وان سي جراي إيجل

السعودية أولى الدول في استخدام المسيّرات الصينية

أشار ماركوف إلى استخدام المملكة العربية السعودية للطائرة الصينية المسيّرة، وينج لونج 2، والتي يمكن أن تحمل ما يصل إلى 480 كجم من الصواريخ، في العمليات في اليمن، وذلك رغم شراء السعودية سلاحًا أمريكيًّا بقيمة 126 مليار دولار في 2021 الماضي، بما في ذلك أنظمة دفاع صاروخي متطورة، مثل باتريوت وأباتشي وشينوك وبلاك هوك وطائرات هليكوبتر هجومية خفيفة.

ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن مخاوف السعوية من الكونجرس بشأن إبطاء أو إيقاف مبيعات الأسلحة دفعتها إلى اللجوء إلى الصين، للحصول على الطائرات المسيّرة، على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تعمل مع التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين، وتقليل الخسائر المدنية في هذا الصراع.

الصين تتفوق على روسيا في مجال التكنولوجيا الدفاعية

بحسب تقرير أير فورس ماجازين، يتوقع ماركوف أن تحل الصين محل روسيا في السوق الإفريقية أيضًا، فيلاحق عدد من الديكتاتوريين والحكومات الديمقراطية، على حد سواء، المعارضة والجماعات الإرهابية مع وقوع خسائر مدنية غير مقصودة، لأن التطور التكنولوجي للصين، وضع صناعة الدفاع الصينية في طليعة تقنيات الحرب الجديدة مثل الطائرات المسيرة.

ومن جهته، قال ماركوف “تمثل الصين الآن تهديدًا سريعًا للتطور التكنولوجي في جميع أنحاء العالم”. وأضاف “هدف الصين هو محاولة الاستيلاء على جزء كبير من السوق، وهم يستهدفون الأسواق التي يوجد فيها الروس خاصة، في وسط وجنوب وجنوب شرق آسيا، وهو ما سوف يمثل مشكلة ضخمة للقوات الجوية الأمريكية في هذه المناطق”.

ربما يعجبك أيضا