قال باحثون في منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW) إن الصين خفضت بشكل كبير عدد المساجد في منطقة نينجشيا المتمتعة بالحكم الذاتي ومقاطعة قانسو.

وأغلقت السلطات الصينية أو غيرت مئات المساجد في المناطق الشمالية من نينجشيا وقانسو، موطن أكبر عدد من السكان المسلمين في الصين بعد شينجيانج، كجزء من الجهود الأوسع نطاقًا “لإضفاء الطابع الصيني” على الأقليات الدينية في الصين.

الصين تغلق مئات المساجد

حسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية بتاريخ أمس الثلاثاء 21 نوفمبر 2023، حافظ الحزب الشيوعي الصيني على قبضة محكمة على الأقليات الدينية والعرقية في الصين، ومنذ عام 2016 عندما دعا الزعيم الصيني، شي جين بينج، إلى إضفاء الطابع الصيني على الأديان في الصين، لذا زادت وتيرة وكثافة تعديلات المساجد. وفي أبريل 2018، أصدرت بكين توجيهًا ينص على أنه يجب على المسؤولين الحكوميين “الرقابة الصارمة على بناء وتخطيط أماكن الأنشطة الإسلامية” و”الالتزام بمبدأ هدم أكثر وبناء أقل”.

وحلل الباحثون في هيومن رايتس ووتش، صور الأقمار الصناعية لدراسة سياسة دمج المساجد في قريتين في نينجشيا. ووجدت أنه بين عامي 2019 و2021، تمت إزالة القباب والمآذن من جميع المساجد السبعة. وتم إجراء تغييرات كبيرة على أربعة من المساجد، إذ تم هدم ثلاثة مباني رئيسة وتضررت قاعة الوضوء في أحدها.

الصين تزيل المآذن

قالت المُحاضرة في جامعة بليموث، هانا ثيكر، والتي بحثت في هذا الموضوع مع ديفيد ستروب، من جامعة مانشستر، إن إزالة مرافق الوضوء كانت وسيلة “لضمان عدم إمكانية استخدامها على الفور، أي إزالته فعليًا كمكان للعبادة، دون أن يكون مرئيًا،.

ويقدر ثيكر وستروب أن حوالي 1300 مسجدًا في نينجشيا – ثلث العدد الإجمالي المسجل – قد أغلقت منذ عام 2020. ولا يشمل هذا التقدير المساجد التي تم إغلاقها أو هدمها بسبب وضعها غير الرسمي، والتي حدث معظمها قبل عام 2020.

ولم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تحديد العدد الدقيق للمساجد التي تم إغلاقها أو تعديلها في السنوات الأخيرة، ولكن التقارير الحكومية تشير إلى أنه من المحتمل أن يصل العدد إلى المئات. وفي تشونجوي، المدينة التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة، قالت السلطات في عام 2019 إنها غيرت 214 مسجدًا، ودمجت 58، وحظرت 37 “موقعًا دينيا مسجلًا بشكل غير قانوني”. وفي بلدة جينجوي، قالت السلطات إنها “صححت” أكثر من 130 موقعًا “ذات سمات معمارية إسلامية”.