وداعًا أحمد راضي.. “كورونا” يُسدل الستار على مسيرة أسطورة الكرة العراقية

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

آهات وآلام، صبر وتحمل، صراع كبير استطاع فيه فيروس كورونا القاتل أن يحسم المعركة لصالحه، ليُفجع في نهاية المطاف جماهير الوطن العربي بأكمله بوفاة نجم الكرة العراقية والعربية الأسطورة أحمد راضي.

خبر صادم

مثل خبر وفاة أسطورة الكرة العراقية، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، صدمة لمحبي كرة القدم في العراق والوطن العربي كافة، إذ غيب الموت الفقيد بعد صراع مع فيروس كورونا المستجد “كوفيد19″، لُيسدل الستار على مسيرته عن عمر ناهز الـ56 عامًا.

وكانت وزارة الشباب والرياضة العراقية، قد أعلنت وفاة أسطورة العراق، في بيان لها عبر موقعها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قالت فيه: “بسم الله الرحمن الرحيم.. إن الأبرار لفي نعيم.. صدق الله العظيم.. أحمد راضي في ذمة الله”.

وتابع البيان: “بقلوب مفجوعة ومؤمنة بقضاء الله وقدره ينعى الملاك المتقدم وموظفو وزارة الشباب والرياضة نجم الكرة العراقية اللاعب الدولي السابق أحمد راضي الذي غادرنا اليوم إلى رحمة الله عند مليك مقتدر عقب إصابته بجائحة كورونا”.

واختتم: “رحم الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أهله ومحبيه وجمهوره الصبر والسلوان.. وإنا الله وإنا إليه راجعون”.

لحظاته الأخيرة

تدهورت الحالة الصحية للنجم الدولي السابق، في وقت متأخر ليلة أمس السبت؛ حيث توفي إثرها على الفور، حسبما ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر في تصريح صحافي مقتضب.

وكان راضي قد دخل المستشفى بالعاصمة العراقية بغداد، بعد ثبوت إصابته الفيروس التاجي في الـ13 من يونيو الجاري.

وتدهورت حالته الخميس الماضي بعد ساعات على خروجه من المستشفى، ما دفع الطبيب المشرف على علاجه لنقله مرة ثانية إلى مستشفى النعمان في بغداد.

وقالت وكالة الأنباء العراقية، إن “خروج راضي من المستشفى جاء بناء على طلبه ومسؤوليته الشخصية، على أن يتم حجر نفسه داخل منزله”، لكن سرعان ما أعلن عن عودته للمستشفى “إثر انتكاسته صحيًا”.

ومن جانبه روى مدير مستشفى النعمان في بغداد، صلاح العزي، اليوم الأحد، تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة نجم الكرة العراقية السابق، أحمد راضي، قبل وفاته صباح اليوم.

وقال “العزي” إن “أحمد راضي كان بصحة جيدة جدًا الليلة الماضية، حتى إنه تحدث مع عائلته عبر الهاتف”، وذلك وفقًا لشبكة “رووداو” الإعلامية.

وأضاف العزي أن النجم العراقي “أزال جهاز الأكسجين صباح اليوم لدخول دورة المياه، لكنه فقد الوعي في تمام الساعة 7:15 صباحًا”.

وتابع “العزي”: “الأطباء أجروا له الإسعافات الطبية دون جدوى، حيث فارق الحياة في الساعة 7:45 من صباح اليوم”.

وفي آخر ظهور له، أكد النجم الدولي الكروي العراقي أحمد راضي مساء أمس السبت، في مقطع فيديو من داخل مستشفى النعمان، أن حالته الصحية بدأت تتحسن نسبيًا بعد إخضاعه للعلاج قائلاً: “كنت أعاني من مشكلة في النوم، واليوم استطعت أن أنام”.

وتابع: “أشعر في بعض الأحيان بصعوبة بالتنفس وهذا أمر طبيعي”، مشيرًا إلى تحسن حالته الصحية بشكل نسبي.

قبل سفره للأردن.. النجم العراقي يفارق الحياة

كان أسطورة الكرة العراقية، يستعد اليوم الأحد للحاق بطائرة من أجل العلاج في العاصمة الأردنية عمان حيث تستقر عائلته.

وقال الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم – في هذا السياق- أن اللاعب العراقي الكبير ونجم الكرة العربية، أحمد راضي، توفي وهو في طريقه إلى المملكة لتلقي العلاج من مضاعفات فيروس كورونا.

جاء ذلك في تغريدة له عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، والتي قال فيها: “رحم الله الأخ والصديق النجم العربي الكبير أحمد راضي الذي كان في طريقه إلى عمان لتلقي العلاج من مضاعفات فايروس كورونا.. لقد فقدنا هامة رياضية نفخر ونعتز بها ومثالًا بأخلاقه وعزيمته”.

واختتم: “تعازينا الحارة لعائلته ولشعب العراق والوطن العربي ويلهمنا العلي القدير الصبر والسلوان”.

مثواه الأخير

بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل جثمان الفقيد لمثواه الأخير، شيع رياضيون وإعلاميون، مع ذويه، جثمانه من أمام مستشفى النعمان في بغداد، وسط صدمة، وحزن كبير على رحيله.

ومن جانبه أعلن ديوان الوقف السني بالعراق، تكفله بدفن الراحل، في مكان استحدث بمقبرة الكرخ، في بغداد، الخاص بضحايا كورونا، حسبما أعلنت وسائل الإعلام العراقية.

محطات في حياته

ولد أحمد راضي في 21 أبريل 1964، حيث توهج مبكرًا مع الزوراء العراقي، ثم تألق في كأس فلسطين للشباب، التي شهدت بداية شهرته العربية التي أُقيمت في المغرب عام 1983.

ولعب راضي للمنتخب العراقي منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي وحتى تسعينياته، وحقق مجموعة من الألقاب مع المنتخبات والأندية العراقية.

وأحرز راضي اللقب مع المنتخب العراقي 3 مرات، ولقب هداف البطولة الخليجية، وشارك في بطولة كأس العرب ونال لقب الهداف وأفضل لاعب، كما تأهل إلى أولمبياد 1984 و1988، ونال جائزة أفضل لاعب آسيوي.

وواصل تألقه مع المنتخب الأول في الثمانينيات والتسعينيات حيث قاده إلى نهائيات مونديال المكسيك 1986، الوحيد الذي شارك فيه المنتخب العراقي، حيث نجح بتسجيل الهدف الوحيد لبلاده في كأس العالم في مرمى بلجيكا.

كما أحرز بطولة كأس الخليج في 1984 و1988 عندما نال جائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية، كما حصل على لقب هداف كأس العرب في الأردن.

وفي الألفية الثالثة دخل أحمد راضي مجال السياسة، وأصبح عضوًا في مجلس النواب العراقي وعضو لجنة الشباب والرياضة في المجلس.

دفتر عزاء

“رغم فقدانه إلا أنه سيظل حيًا في قلب كل عراقي”، بهذه الكلمات استفتح الرئيس العراقي برهم صالح دفتر عزاء أسطورة الكرة العربية الراحل أحمد راضي، لتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بعزاء الفقيد، بمزيد من الحزن الآسى.

وفي تغريدته الحزينة، على “تويتر” نعى الرئيس العراقي الفقيد، قائلًا: “نعزي عائلة وذوي ومحبي الكابتن أحمد راضي، الذي وافته المنية اليوم”.

وتابع: “ورغم فقدنا له، إلا أنه حيّ في قلب كل عراقي بما يمثله من هوية وطنية وذاكرة مفعمة بالإبداع والإنجازات الكروية”.

واختتم الرئيس العراقي: “إنه عزاء كل العراقيين، الرحمة والمغفرة لروحه، وتعازينا لأسرته ومحبيه”.

ومن جانبه نعى مصطفى الكاظمي، رئيس الحكومة العراقية، الفقيد الراحل، على حسابه الشخصي بـ”تويتر” قائلًا: “رحل عنا، أحمد راضي، وهو يرتدي القميص الأخضر، الذي طالما أحبه، وطالما أحببناه فيه”.

وأضاف: “نسأل الله له المغفرة، ولأهله ومحبيه ولنا جميعًا الصبر والسلوان”.

الحزن يخيم على الأوساط الرياضية

في ذات السياق خيم الحزن على الأوساط الرياضية لوفاة الأسطورة العراقي، حيث أصدر نادي الزوراء العرقي بيانًا رسميًا قال فيه: “تنعى الأسرة الرياضية في الزوراء أحد رموزه الكابتن المرحوم أحمد راضي والذي وافته المنية اليوم جراء إصابته بفايروس كورونا اللعين”.

وتابع البيان: “نسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

ونعاه أيضا نجم الكرة العراقية المعتزل يونس محمود، وكتب على حسابه في “تويتر”: “أبكيت قلبي قبل عيني حبيبي أبو هيا أكبر صدمة والله يصعب على هذا البوست لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون”.

ومن جانبه قال تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية ومالك نادي ألميريا الإسباني على صفحته الرسمية بـ”تويتر”: “رحم الله الخلوق أحمد راضي نجم العراق… جمعتني فيه معرفه وذكريات كان محب لـ المملكة… وكان على خلق عالي وأدب كبير وشجاعة”.

كذلك قال المدرب العراقي عدنان حمد: “أخي العزيز أحمد راضي في ذمة الله.. لقد أوجعنا فراقك ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.. رحمك الله يا أبا هيا وغفر لك وأسكنك فسيح جناته”.

وقال نواف التمياط نجم الهلال والمنتخب السعودي السابق: “رحم الله الكابتن أحمد راضي وغفر له وأسكنه فسيح جناته، زاملته في مناسبات كثيرة وكان نعم الرجل، كريم الخلق ومحب للجميع، خالص العزاء للعراق وأسرته الكريمة”.

كما نعى الإعلامي السعودي وليد الفراج الفقيد قائلًا: “رحم الله الكابتن أحمدراضي الذي توفي قبل ساعات متأثرًا بعدوى كورونا بعد أسبوع من المعاناة، أحببته لاعبًا موهوبًا في منتخب العراق بالثمانينيات والتسعينيات، وأحببته أكثر عندما قابلته في مناسبة رياضية قبل عامين، رحل الرجل المؤدب ابن بغداد العاشق للسعودية.. اذكروه بدعوه”.

وقال المحاضر في الإعلام الرياضي السعودي، عادل عصام الدين على صفحته الشخصية: “رحم الله أسطورة كرة القدم العراقية الخلوق أحمد راضي الصالحي، الهداف الذي تألق لسنوات مع منتخب بلاده وسجل هدفًا في كأس العالم، وأحد القلائل الذين واصلوا الحضور اللافت بعد الاعتزال”.

ومن جانبه نشر الإعلامي والسياسي العراقي عامر الكبيسي، على صفحته الشخصية بـ”تويتر” صورة تجمعه براضي معلقًا عليها: “الأخ الكبير، والصديق الحبيب، الرجل الخلوق الهادئ المبتسم أحمد راضي أبو هيا.. إنه يوم حزين في تاريخ العراق وكرة القدم.. لقد تفلتت روحك من بين أيدينا بسبب هذا الوباء القاتل.. نسأل الله لك الرحمة والمغفرة وأن يعين أهلك ومحبيك”.

وتوالت برقيات التعازي من الجماهير العراقية والعربية على صفحات التواصل الاجتماعي، داعين الله عز وجل أن يلهم أهله الصبر والسلوان ويسكنه فسيح جناته.

ربما يعجبك أيضا