وساطة عمانية.. إيران والولايات المتحدة تقتربان من إتمام اتفاق تبادل السجناء

أفاد موقع المونيتور الأمريكي بأن اتفاق السجناء بين إيران والولايات المتحدة بات وشيكًا.

ونقل الموقع، أمس الأربعاء 14 يونيو 2023، عن وزير خارجية عمان، بدر البوسعيدي، أن إيران والولايات المتحدة اقتربتا من إتمام الاتفاق بشأن إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين في طهران.

مصير السجناء

في الوقت الذي يحاول المفاوضون في واشنطن وطهران إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، يظل مصير الأمريكيين سياماك نمازي، وعماد الشرجي، ومراد طهباز -المسجونين في سجن إيفين الشهير بتهم التجسس، التي تقول إدارة جو بايدن إنها لا أساس لها- على المحك.

ووفق المونيتور، استبعد المحللون أن تتوصل إدارة بايدن لأي اتفاق نووي، دون تأمين إطلاق سراحهم أولًا.

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| عدد السجناء في دول العالم

تفاصيل الاتفاق

كجزء من الاتفاق، تسعى إيران للإفراج عن مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة في بنوك كورية جنوبية بموجب العقوبات الأمريكية.

وحسب المونيتور، ستسمح الآلية المقترحة لإيران بالوصول إلى تلك الأموال لأغراض إنسانية فقط. وأدَّت أطراف ثالثة، مثل عمان وقطر وبريطانيا، دورًا في تسهيل هذه المباحثات في أوقات مختلفة.

وزير خارجية عمان بدر البوسعيدي

وفي حوار مع المونيتور، قال البوسعيدي عن اتفاقية تبادل السجناء المحتملة: “اقترب إتمامها. إنها على الأرجح مسألة فنية”. وفي ما يتعلق بالأموال المجمدة، قال: “إنهم يحتاجون إلى إطار عمل وإطار زمني بشأن كيفية تنسيق هذه المسألة. وأعتقد أنهم يعملون على حل تلك الأمور”.

الاتفاق النووي

لفت وزير خارجية عمان إلى شعوره بـ”الجدية” من جانب واشنطن وطهران في الوقت الذي يحاول المفاوضون إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي وافقت إيران بموجبه على كبح نشاطها النووي مقابل رفع العقوبات.

وفي سبتمبر الماضي، انهارت المفاوضات المتقطعة التي استمرت لـ18 شهرًا بعد أن قال مسؤولون أمريكيون إن “إيران قدمت مطالب جديدة تجاوزت نطاق الاتفاق الأصلي”، وفق المونيتور.

اقرأ أيضًا| بعد الإعلان عن «فتاح».. إيران تواصل أزمة برنامجها الصاروخي

الدور العماني

كانت عمان، التي عملت كقناة خلفية للاتفاق النووي 2015، مكانًا للمحادثات غير المباشرة بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين، وفق مصادر عدة مطلعة على الأمر. ويوم الاثنين الماضي 12 يونيو، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية التقارير التي تفيد بأن مسقط استضافت المباحثات، مضيفة أنها “لم تكن سرية”.

ومن جهته، لم يؤكد البوسعيدي مشاركة عمان، لكنه قال إن بلاده “عرضت مساعداتها بحسن نية لمساعدة الجانبين، سواء أكانوا هنا أو في أي مكان آخر”، حسب المونيتور.

وأطلقت طهران سراح مواطن بلجيكي في مايو الماضي، في تبادل للسجناء سهلته مسقط. ثم في مطلع يونيو الحالي، وبعد أيام من زيارة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد لطهران، أفرجت عن مواطن دنماركي ومواطنينِ نمساويين، في اتفاق يُقال إن عمان ساعدت في التوسط فيه.

خفض التصعيد

أشار موقع المونيتور إلى أن توسيع إيران برنامجها النووي سريعًا ورفضها التعاون مع المفتشين، جعل المحادثات ضرورة مُلحة. ووفق التقديرات الأمريكية، انخفضت فترة الاختراق النووي لإيران، وهو الوقت اللازم لتجميع مواد انشطارية كافية لقنبلة نووية واحدة، من عام إلى “أسابيع أو أقل”.

اقرأ أيضًا| ما الرسائل التي تحملها زيارة سلطان عمان لإيران؟

وأخبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية موقع المونيتور أن الإدارة الأمريكية تحث إيران، عبر قنوات إقليمية، على “اتباع مسار لخفض التصعيد بعد أشهر عدة من التطورات السلبية”. ولفت المونيتور إلى أن إطلاق سراح السجناء سيكون خطوة في هذا الصدد.

وفي ما عدَّه البعض جهدًا لخفض تصعيد التوترات، وافقت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على وصول إيران لنحو 2.7 مليار دولار من ديون الغاز والكهرباء المستحقة على العراق.

مناخ إيجابي

من جهته، لفت البوسعيدي إلى وجود “مناخ إيجابي” محيط بالقضية النووية، مضيفًا أن مسقط تعتقد أن القيادة الإيرانية جادة بشأن التوصل لاتفاقية. وقال: “ما دام الجانب الآخر يبادل حسن النية، يبقى مستعدًا لفعل ذلك”.

اقرأ أيضًا| لأغراض إنسانية.. إفراج متتالٍ عن أموال إيران المجمدة بالخارج

وفي هذا الشأن، أشار خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية، علي فايز، إلى وجود رابط واضح بين مفاوضات السجناء والسياق الأوسع الذي يمكن أن يحدث فيه الاتفاق.

وقال فايز: “العمانيون يحاولون مساعدة الولايات المتحدة وإيران على معرفة كيفية عقد اتفاق للسجناء في سياق ليس متوترًا ومضطربًا مثل السابق”، مضيفًا أنه يوجد زخم كافٍ لإتمام اتفاق السجناء في الأسابيع المقبلة. وفي السياق ذاته، قال دبلوماسي أوروبي مطلع على المحادثات إن “اتفاق السجناء بات قريبًا”.