وسط صفقات تجارية.. “الكعكة السورية” على مائدة النزاع الروسي الإيراني

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

في إطار صراع النفوذ وبسط السيطرة بين الاحتلالين الروسي والإيراني على سوريا، وبعد الاشتباكات بين مليشياتهما في درعا وسهل الغاب غرب حماه تبدو أن ملامح المعركة الاقتصادية بين روسيا وإيران هي عنوان الصراع القادم بين الجانبين، وفي طورها للانفجار.

الحرب الاقتصادية، التي ما زالت في الخفاء وتدور رحاها بين الاحتلالين الروسي والإيراني وعنوانها “الاستلاء على سوريا ومواردها” خرجت للعلن بعد تلميحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموجهة لإيران بضرورة خروج كافة القوات الأجنبية من سوريا، ثم رد الخارجية الإيرانية بأن لا أحد يملي عليها مسألة الخروج.

وفي الوقت الذي تحاول فيه إيران حصد ثمار احتلالها لسوريا منذ 8 سنوات لإبقاء الأسد على كرسيه بتكلفة، قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إنها وصلت لـ 16 مليار دولار أمريكي إضافة إلى تقديم ائتمانات لنظام الأسد بلغت 5 مليارات دولار وقروض بقيمة ثلاثة مليارات ونصف المليار، جاءت العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، واتفاقات إسرائيلية روسية لتمنح الأخيرة أفضلية في سوريا، حيث وضعت روسيا يدها على مناجم الفوسفات من خلال شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية، إضافة إلى امتيازات أخرى كالتنقيب على الغاز في المياه السورية الإقليمية، واستثمار معامل الأسمدة في حمص والتي ستدر على روسيا 200 مليون دولار سنويا لمدة 40 عاما وقابلة للتمديد.

كما بلغت عائدات الصادرات الروسية إلى سوريا حوالي 200 مليار دولار سنويا، وعقدت اتفاقات لبناء محطات لتوليد الطاقة و4 مصانع للحبوب بتكلفة 100 مليون دولار، إضافة إلى استثمار عمليات ضخ الغاز قرب نهر دجلة وعقود للتنقيب عن النفط بتكلفة 100 مليون دولار أمريكي وعلى مدار 25 عاماً.

أما إيران، التي زعمت أنها أمدت النظام السوري بنحو 10 مليارات دولار، فقد اتجهت إلى المدن الرئيسية مثل دمشق وحلب، وذهبت باتجاه شراء العقارات بأبخث الأثمان، كما وقعت مؤخرا اتفاقيات طويلة الأجل بلغت 11 اتفاقية تقريبا، شملت مجالات الصناعة والخطوط الحديدية والأشغال العامة والإسكان والاستثمار، ورغم ذلك تبقى إيران ذات إمكانيات متوسطة مقارنة بروسيا، إضافة إلى العقوبات التي أرهقت الاقتصاد الإيراني.

الخبراء وصفوا العقود بالتاريخية للبلدين، خاصة وأن بشار الأسد لا يملك قبول أو رفض ما يفرضه الاحتلالان الإيراني والروسي، وهو الثمن والشرط المسبق لإبقائه على السلطة في البلاد.

وفي ظل الحديث عن عن محاولات روسية لإخراج إيران من سوريا، وسعي الاحتلالين لحصد الحصة الأكبر من الكعكة السورية وتحول نظام الأسد لمجرد واجهة تجارية يوقع امتيازات هنا وهناك، يبقى السؤال، هل هناك اتفاق ضمني بين روسيا وإيران على اقتسام الكعكة السورية، أم ستصل المنافسة الاقتصادية إلى مرحلة تكسير عظام كما وصفت، خاصة وأن الدولتين يملكون قوات ومليشيات على الأرض تقدر بعشرات الالاف؟

ربما يعجبك أيضا