وسقطت «كابول».. الهزيمة في النفوس أكبر منها في العتاد

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

سقطت قندهار، في أيدي حركة طالبان، وقبلها سقطت مدينة هرات، وبات  إعلان سقوط كابول وتسليمها عبر الطرق السلمية مسألة وقت، على الرغم من  أن الرئيس الأفغاني اجتمع في قصره الرئاسي بمجلس دفاعه وأعلن عن مقاومة «طالبان»، بالإضافة إلى وجود تقارير حكومية تقول إنها لا تزال تسيطر على مطار قندهار، وإن قواتها لا تزال تقاوم، إلا أن التقارير الأخطر هي التي أكدت أن هناك 3 آلاف مقاتل من القوات الحكومية قد استسلموا للحركة، وأن عددًا من حكام الولايات فعلوا نفس الشيء، وإن الهزيمة في النفوس أكثر منها في العتاد.

قبل شهر مضى، دافع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قراره بإنهاء التدخل الأمريكي في أفغانستان، وقال إن سيطرة طالبان ليست أمرا حتميا.. لكن في الأيام السبعة الأخيرة، كان الأمر الأكثر إثارة خلال عقدين من الحرب، وانهار الجيش الأفغاني الذي قال بايدن إنه يثق في قدرته، فسقطت مدن حيوية في يد طالبان واحدة تلو الأخرى، وسيطرت حالة من الذعر، وقام الأمريكيين الذين دربوا على مدار سنوات القوات الأفغانية وحاربوا معهم لردع طالبان بإخلاء أغلب السفارة في العاصمة كابول.

تسلسل زمني

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تسلسلا زمنيا للكيفية التي استطاعت بها حركة طالبان أن تستعيد السيطرة بشكل سريع على أفغانستان على النحو التالي:

3 مايو:

مع بداية انسحاب القوات الأمريكية احتفظت الحكومة الأفغانية بالسيطرة على كل عواصم الأقاليم الـ34. إلا أن طالبان بدأت تتقدم في المقاطعات القروية التي لم تحظى بدفاع قوى.

11 مايو:

عززت طالبان سيطرتها على الطرق السريعة الرئيسة وعزلت القواعد الحكومية وسقط المزيد من المقاطعات القروية.

16 يونيو:

أدركت القوات الأفغانية المحاصرة أن وعود الحكومة بالتعزيزات والإمدادات لن تأتي، ومع انخفاض الروح المعنوية بدأوا يتخلون عن نقاط التفتيش والقواعد بشكل جماعي.

 23 يونيو:

واصلت طالبان الزحف البطيء لتسيطر بشكل متزايد على مناطق تابعة للحكومة وأخرى متنازع عليها بين الطرفين.

13 يوليو:

أرسلت طالبان زعماء القرى لإرسال رسالة للجنود بالاستسلام أو الموت. واستسلم العديد من الجنود ورجال الشرطة وسلموا أسلحتهم مقابل ضمانات بالسلامة.

3 أغسطس:

كثف مقاتلو طالبان حصار عدد من عواصم الأقاليم، وبدأت القوات الحكومية والمسئولين في التخلي عن المجمعات الحصينة التي أداروا منها شئون الإقليم.

6 أغسطس:

بعد ما يقرب من 20 عاما من الحرب، سقطت أول عاصمة لإقليم في يد طالبان. وهي مدينة زارنج الصغيرة والبعيدة. وخلال أسبوع انهارت 14 عاصمة أخرى.

14 أغسطس:

استولت طالبان على قندهار وهلمند الاستراتيجيتين إلى جانب هرات على الحدود الإيرانية. ومهد سقوط قندوز ولجار الطريق مباشرة للتوجه على كابول.

15 أغسطس:

وصول مقاتلي طالبان إلى مشارف العاصمة كابول وإجراء مفاوضات لنقل السلطة.

انهيار الحكومة الأفغانية

1 35

كشف باحث بريطاني عن تقرير مسرب لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن “انهيار” حكومة الرئيس الأفغاني خلال 2021.

وطرح الباحث البريطاني ميخائيل أوهانلون سؤالا: هل ستسقط كابول قريبا؟ وهل ستسيطر طالبان بشكل عام على البلاد كما فعلت في أواخر تسعينيات القرن الماضي باستثناء جيوب شمالي البلاد؟

إجابة “أوهانلون” على السؤالين السابقين حملهما تقرير نشرته مجلة “ناشيونال إنتريست” الأمريكية عن اعتقاد وكالة الاستخبارات المركزية بأن ذلك بات متوقعا.

ويبدو أن التقرير المسرب مؤخرا من الوكالة الأمريكية يرى أن حكومة الرئيس أشرف غني قد تنهار خلال هذا العام.

وأضاف الباحث البريطاني: “للأسف أدى قرار الرئيس جو بايدن بإخراج القوات الأمريكية من أفغانستان، وسحبها بسرعة هذا العام، إلى إثارة شكوك حول مستقبل هذا البلد”.

وأشار إلى أن ملايين الأفغان، بمن فيهم النساء والأقليات والمثقفون والإصلاحيون وأصدقاء الولايات المتحدة، يواجهون الآن خطرا أكبر من أي وقت مضى.

وفي رأي الباحث البريطاني “هناك مستقبل محتمل آخر لأفغانستان، وعلى الرغم من أنه ليس جيدا، إلا أنه أفضل بكثير من الناحية الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة”.

ويتمثل المستقبل الأفغاني في وجود حالة جمود عسكري، تسيطر فيها حركة طالبان على بعض المناطق في البلاد وكذلك الحكومة في حين تسيطر الميلشيات الصديقة على جزء كبير آخر.

وربما – مع قليل من الحظ- من الممكن أن يؤدي هذا النوع من جمود الوضع مع مرور الوقت إلى إمكانية إجراء مفاوضات بشأن تقاسم السلطة.

وقال أوهانلون: إن مبدأ تقاسم السلطة يمكن أن يساعد -كحد أدنى- في إبقاء حلفاء الولايات المتحدة ضمن المعادلة وتوفير أجزاء آمنة نسبيا من البلاد يمكن أن يتم فيها تموضع عناصر أجهزة استخبارات صديقة، مما يسهل منع ظهور ملاذات متطرفة عنيفة في أفغانستان في المستقبل.

واقترح الباحث البريطاني إعداد تفصيل واضح لقطاعات الجيش الأكثر فاعلية، بدءا بالقوات الخاصة وربما التشكيلات الرئيسية للجيش مثل الفيلقين 201 و203، اللذيْن يركزان على شرق البلاد.

ويمكن الاستعانة بهذه القوات المهمة للدفاع عن المدن الرئيسية والقيام بهجمات مضادة انتقائية.

واختتم حديثه بالتأكيد على إمكانية وضع خطة مع الولايات المتحدة وحلف الناتو لتمويل الجيش وبعض الميلشيات المناهضة لطالبان التي يمكن أن تساعد في الاحتفاظ بالأراضي في أجزاء معينة من البلاد؛ حيث إن الميلشيات أقوى من الجيش، شريطة أن تلتزم الميلشيات بمعايير أساسية معينة لحقوق الإنسان وضبط النفس.

كابول وطالبان

قبل عشرين عاما، طردت “طالبان” من العاصمة الأفغانية كابول، إلا أن الحركة عادت، اليوم الأحد، لتعلن أنها باتت تحاصر المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية بشكل كامل.

وقال مسؤول في وزارة الداخلية الأفغانية: إن مقاتلي “طالبان” دخلوا كابول، الأحد، في الوقت الذي تجلي فيه الولايات المتحدة الدبلوماسيين من سفارتها باستخدام طائرات هليكوبتر.

وأفاد المسؤول، لرويترز، بأن “طالبان” تتقدم “من جميع الجهات”، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.

ومن جانبه، قال ذبيح الله مجاهد -المتحدث باسم “طالبان” في بيان- إن الحركة تجري محادثات مع الحكومة من أجل تسليم كابول سلميا.

ويأتي دخول العاصمة بعد نجاحات خاطفة حققتها الحركة التي أطاحت بها الولايات المتحدة من الحكم بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

وأصاب انهيار دفاعات الحكومة الأفغانية الدبلوماسيين بالدهشة، وقدرت المخابرات الأميركية أن العاصمة الأفغانية يمكنها الصمود ثلاثة أشهر على الأقل.

ومع سحب القوات التي تقودها الولايات المتحدة معظم قواتها المتبقية الشهر الماضي، تسارعت حملة “طالبان” في ظل انهيار دفاعات الجيش الأفغاني.

وتحظى كابول بأهمية استراتيجية بالغة، الأمر الذي يجعل السيطرة عليها، ورقة ضغط بيد “طالبان”.

وتتمتع كابول بموقع مميز، حيث تقع على امتداد طرق التجارة في جنوب ووسط آسيا، كما أنها تعد منفذا إلى شمال الهند وباكستان، وينطلق منها أيضا طريق إلى شمال إيران وآسيا الوسطى.

وديموغرافيا تغير عدد سكان كابول منذ مطلع نهاية الثمانينيات من مليون و300 ألف نسمة إلى مليون و100 ألف في 2021، وذلك بسبب الحروب التي شهدتها البلاد.

وتتكون التركيبة السكانية في كابول من 60 في المئة من الأفغان الباشتو، و24 في المئة من الطاجيك، و15 في المئة من الأوزبك، إلى جانب أعراق تركية وفارسية.

ربما يعجبك أيضا