خسائر روسيا في أوكرانيا.. تقديرات أمريكية لافتة للنظر

رنا أسامة

عدد الضحايا الروس لافت للنظر، بالنظر إلى عدم تحقيق روسيا أيًا من أهداف الرئيس فلاديمير بوتين منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.


أفادت تقديرات أمريكية للخسائر البشرية التي تكبدتها روسيا من جراء الحرب في أوكرانيا، بسقوط ما بين 70 و80 ألف جندي روسي قتلى وجرحى، منذ 24 فبراير الماضي.

وقال نائب وزير الدفاع الأمريكي للشؤون السياسية، كولين كول، في إفادة صحفية يوم 8 أغسطس 2022، إن هذه الحصيلة التي أعلنها للمرة الأولى، هي حصيلة تقريبية وقد تكون أعلى أو أقل قليلًا، حسب ما نقل موقع “ميليتري” الأمريكي المعني بالشؤون العسكرية.

حصيلة لافتة للنظر.. وفرق أرقام

رأى كول أن الحصيلة التقديرية للضحايا الروس لافتة للنظر، قياسًا إلى عدم تحقيق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيًّا من أهدافه منذ بدء الحرب. وأشار إلى أن أكثر من 40 مليون أوكراني يقاتلون وسط “مخاطر وجودية” من أجل بقاء بلادهم، ما أسهم في سقوط عدد هائل من الضحايا بصفوف الجيش الروسي.

لكن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أعلنت يوم 7 أغسطس الحالي، سقوط 42 ألفًا و200 قتيل بين صفوف الجيش الروسي منذ بدء الحرب وحتى الآن، وهو رقم أقل بكثير من التقديرات الأمريكية.

وفي المقابل، لم تذكر رسميًّا العدد الإجمالي للضحايا الذين سقطوا في صفوف جيشها خلال القتال، لكن أحد مساعدي الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، صرح لشبكة “بي بي سي” البريطانية، في يونيو الماضي، بأن الخسائر قد تتراوح من 100 إلى 200 ضحية يوميًّا.

سرية حول الخسائر الروسية

طوقت روسيا خسائرها في الحرب بسياج من السرية، وتوقفت وزارة الدفاع الروسية عن الإبلاغ عن حصيلة الضحايا، واقترحت على أقارب الجنود القتلى بأوكرانيا، تقديم طلب إلى السلطات العسكرية بدلًا من المدنية للحصول على تعويضات، بهدف تضييق دائرة الأشخاص الذين يعرفون معلومات عن الجنود الروس القتلى في أوكرانيا.

وتصنف روسيا بالفعل أعداد القتلى العسكريين على أنها من أسرار الدولة حتى في أوقات السلم، ولم تُحدِّث أرقام خسائرها الرسمية في أوكرانيا منذ 25 مارس الماضي، بعد إعلانها مقتل 1351 جنديا روسيًّا وإصابة 3825، وإن كان الكرملين تحدث عن “خسائر كبرى”. لكن أوكرانيا وحكومات غربية تقول إن الخسائر الروسية أكبر من ذلك بكثير، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز في 20 إبريل الماضي.

جرس إنذار: الروس تأقلموا مع الحرب

على الرغم من الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها روسيا حتى الآن، لم يتأثر الدعم الشعبي للحرب بأوكرانيا في الداخل الروسي. وأظهرت استطلاعات رأي حديثة داخل البلاد أن 76% من الروس يؤيدون الحرب، الأمر الذي اعتبر الباحث بالمجلس الأطلنطي للأبحاث بواشنطن، بيتر ديكنسون، أنه “جرس إنذار لأولئك الذين كانوا يأملون أن يواجه بوتين رد فعل شعبيًّا عنيفًا”.

وكتب ديكنسون: “على العكس من ذلك، يبدو أن الغالبية العظمى من الروس تأقلمت مع واقع الحرب الجديد، على الرغم من تدهور المناخ الاقتصادي في بلادهم، وتزايد الكشف عن جرائم حرب تُرتكب باسمهم عبر الحدود في أوكرانيا”.

مساعدة عسكرية أمريكية جديدة

بالتوازي، أعلنت الولايات المتحدة، 8 أغسطس 2022، تقديم حزمة أسلحة إضافية بمليار دولار لأوكرانيا، في الجولة 18 من جولات المساعدات العسكرية لكييف. ووفقًل لبيان صادر عن البنتاجون، يعد هذا أكبر سحب منفرد لأسلحة ومعدات أمريكية منذ أغسطس 2021.

وتشمل حزمة المساعدات الجديدة راجمات الصواريخ عالية الحركة “هيمارس”، و75 ألف طلقة من ذخيرة المدفعية عيار 155 ملليتمرًا، وألف من صواريخ جافلين المضادة للدبابات، وللمرة الأولى ذخائر لأنظمة صواريخ أرض- جو متقدمة، وهي نظام دفاع جوي أمريكي نرويجي اسمه NASAMS، تريده أوكرانيا لإسقاط صواريخ كروز الروسية. وقد يستغرق النقل إلى كييف بضعة أيام، وفق مسؤول عسكري أمريكي.

ربما يعجبك أيضا