زيارة بايدن الأولى إلى الشرق الأوسط.. ما النتائج المتوقعة؟

ولاء عدلان
جو بايدن

زيارة بايدن إلى الرياض، تتزامن مع أزمة داخلية مرتبطة بارتفاع التضخم الأمريكي إلى أعلى مستوياته في 40 عاما، مدفوعا بارتفاع أسعار البنزين.


يبدأ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، غدًا الجمعة 15 يوليو 2022، زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، في محاولة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين بلاده ومنطقة الخليج.

وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن المقرر أن تشمل عقد قمة مشتركة بين بايدن وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي.

أجندة الزيارة

بدأ بايدن، أمس الأربعاء، زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة في يناير 2021، بوصوله إلى مطار “بن جوريون” الإسرائيلي، وعقد لقاءات مع المسؤولين هناك، واليوم، عقد بايدن قمة افتراضية مع مجموعة “آي تو يو تو” التي تضم أمريكا والإمارات والهند وإسرائيل، وفق “سي إن إن”.

ومن المقرر أن يجتمع بايدن، غدًا، مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قبيل مغادرته إلى الرياض، حيث يعقد لقاءات مع الملك سلمان، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بهدف تعزيز الروابط الأمريكية السعودية، على أن يشارك في القمة الإقليمية، السبت 16 يوليو، التي يسبقها لقاءات ثنائية مع عدد من قادة المنطقة، بحسب تصريح لمستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان.

w1280 p4x3 ISRAEL BIDEN ARRIVAL

لحظة وصول الرئيس الأمريكي إلى مطار بن جوريون

ماذا سيقول بايدن؟

قال مستشار الأمن القومي، في تصريح أمس الأربعاء، إن بايدن سيقدم خلال القمة الإقليمية في السعودية نظرة واسعة بشأن مقاربته للشرق الأوسط، ويناقش مع قادة الخليج ومصر والأردن والعراق ملفات الأمن والاقتصاد ودور أمريكا التاريخي في المنطقة.

وقبل الوصول إلى الرياض، سيقدم بايدن للقيادة الفلسطينية مساعدات كبيرة للمستشفيات في القدس الشرقية، ويكشف عن مشروع لتطوير شبكة اتصالات من الجيل الرابع في الضفة، وخلال جميع محطات الزيارة سيحاول إعادة التأكيد على النفوذ الأمريكي في المنطقة، وفق “إندبندنت”.

النفط يفرض نفسه

يصر بايدن على أن زيارته إلى السعودية ستتطرق إلى كل شيء في العلاقات الثنائية بين البلدين عدا ملف الطاقة، وستركز أكثر على تعزيز العلاقات ومواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها الملف الإيراني، إلا أن توقيت الزيارة يجعل ملف النفط على قمة مناقشات بايدن مع المسؤوليين السعوديين.

وتتزامن زيارة بايدن إلى الرياض مع أزمة داخلية مرتبطة بارتفاع التضخم الأمريكي إلى أعلى مستوياته خلال 40 عامًا عند 9.1%، مدفوعًا بارتفاع أسعار البنزين أعلى 4 دولارات للجالون، وسط مخاوف من انزلاق أكبر اقتصاد في العالم باتجاه الركود، ما يعزز التوقعات بأن يطالب بايدن مجددًا السعودية بضخ المزيد من النفط في الأسواق لتهدئة الأسعار، وفق “لوس أنجلوس تايمز”.

1652195751 33 Gas prices rise to 437 a gallon after rising 17

ارتفاع أسعار البنزين في أمريكا

بماذا قد يرجع بايدن في ملف النفط؟

توقع الزميل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، في تصريح لـ”بوليتيكو”، أن يحاول بايدن الحصول على تعهدات من السعودية ودول الخليج بزيادة المعروض النفطي، في وقت تتضاعف عليه الضغوط بفعل ارتفاع التضخم وأسعار البنزين، واقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل.

وقال المستشار السابق للطاقة بوزارة الخارجية الأمريكية، ديفيد غولدوين، لـ”لوس أنجلوس تايمز”: لا نتوقع أن يرجع بايدن حاملًا وعودًا بزيادة إنتاج النفط من السعودية”، موضحًا أن الزيارة تأتي بالفعل بعد زيادة إنتاج تحالف “أوبك بلس” بمقدار 648 ألف برميل يوميًّا في يوليو وأغسطس، وأيضًا مع تراجع أسعار النفط دون 100 دولار للبرميل هذا الأسبوع.

هل تضخ السعودية مزيدا من النفط؟

توقع رئيس شركة “رابيدان إنرجي”، بوب ماكنالي، أن تجدد السعودية والإمارات خلال المحادثات مع بايدن باعتبارهما أكثر أعضاء “أوبك” قدرة على زيادة الإنتاج، استعدادهما لزيادة الإنتاج إن لزم الأمر في وقت لاحق من العام الحالي، وليس فورًا.

وقالت محللة أسواق الطاقة، بريندا شافير، لـ”بوليتيكو”: حال زادت السعودية والإمارات الإنتاج فهذا يغذّي مخاوف السوق من شح المعروض في حالات الطوارئ المستقبلية، مضيفة من غير المرجح أن يكون لزيادة إنتاج النفط من قبل السعودية تأثير كبير في الأسعار داخل أمريكا، لكن هذه الزيارة تسهم في خفض الأسعار العالمية، ما قد يضر بإيرادات روسيا.

روسيا في قلب زيارة بايدن

رجح السفير الأمريكي السابق لدى السعودية، جو ويستفال، في تصريح صحفي، أن يتطرق بايدن خلال محادثاته مع المسؤوليين السعوديين لفكرة إسقاط عضوية روسيا من تحالف “أوبك بلس” الذي يضم أعضاء “أوبك” ومنتجين للنفط من خارجها، أبرزهم روسيا ثالث أكبر منتج للنفط عالميًّا.

ولكن “بوليتيكو” توقعت أن تتفوق السياسة الداخلية لتحالف “أوبك بلس” على أي طلبات لبايدن في ما يتعلق بروسيا، لا سيما مع عدم قدرة العديد من دول التحالف على الوفاء بحصصهم الإنتاجية، ما يعني حاجة التحالف إلى الحفاظ على الإمدادات الروسية.

بعيدًا عن النفط

قال ضابط مخابرات أمريكي سابق متخصص بشؤون الشرق الأوسط، نورمان رول: “واشنطن لديها العديد من المصالح الاستراتيجية مع السعودية وحكومات الخليج بعيدًا عن النفط، ويشمل ذلك ملفات التجارة عبر البحر الأحمر، والتعاون في مجالات الفضاء، والطاقة النووية والأمن الغذائي، وأيضا الملف الإيراني الذي يتوقع أن يشكّل بندًا رئيسًا في محادثات بايدن”، وفق لـ”وس أنجلوس تايمز”.

ويتوقع أن يقدم بايدن تعهدات لقادة السعودية والخليج عمومًا بتشكيل جبهة مواحدة ضد النفوذ الإيراني بالمنطقة، وفي المقابل تشكل زيارة بايدن مكسبًا للرياض، سواءً عبر التمهيد لزيادة الاستثمارات الأمريكية الواردة، أو فتح السوق الأمريكية أمام الاستثمارات السعودية بقدر أكبر، وفق “فورين بوليسي”.

للإطلاع على المزيد بشأن دور “أوبك بلس” في سوق النفط، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا