لماذا تختبر كوريا الشمالية الكثير من الصواريخ؟

آية سيد
صواريخ كوريا الشمالية

يرى محللون أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، لا يحب تدريبات الحلفاء (أمريكا وكوريا الجنوبية) وتحديدًا مشاركة مقاتلات "الشبح" الأمريكية.


ارتفع عدد اختبارات الصواريخ التي تجريها كوريا الشمالية، الأسابيع الماضية، وقال خبراء إنها قد تكون مقدمة قبل إجراء اختبار نووي جديد.

ووفق تحليل نشرته وكالة أنباء “رويترز“، الخميس الماضي 3 نوفمبر 2022، يقول الخبراء إن السبب وراء هذا قد يكون الرد على التدريبات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، التي انطوت على نشر مئات الطائرات الحربية.

القلق من المقاتلات الأمريكية

بدأت مناورات “العاصفة اليقظة” بين القوات الجوية الأمريكية ونظيرتها الكورية الجنوبية في 31 أكتوبر الماضي، لتعزيز الجاهزية القتالية والعمل المشترك بين الوحدات المشاركة. ووفق “رويترز”، يرى المحللون أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، لا يحب تدريبات الحلفاء، وتحديدًا مشاركة مقاتلات الشبح الأمريكية.

وفي هذا الشأن، يقول الأستاذ بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في سيول، مايسون ريتشي: “كوريا الشمالية لا تحب هذه التدريبات الجوية المشتركة الضخمة، خاصةً أنها تستخدم طائرات إف-35 التي يمكن استخدامها لشن ضربات قطع الرأس ضد النظام، وتجد الدفاعات الجوية الكورية الشمالية صعوبة في التقاطها”.

الرد بالصواريخ

أفادت “رويترز” أن كوريا الشمالية أدانت، يوم الأربعاء الماضي، تدريبات “العاصفة اليقظة”، التي تشهد مشاركة 240 طائرة حربية كورية جنوبية وأمريكية في مهام على مدار الساعة. وبعدها بساعات قليلة، أطلقت كوريا الشمالية 23 صاروخًا من أنواع مختلفة في البحر، وهو أكبر عدد في يوم واحد.

وتدل عمليات الإطلاق هذه واحتمالية إجراء اختبار نووي جديد، على الخيارات المحدودة أمام واشنطن وحلفائها لمنع بيونج يانج من تعزيز برامج أسلحتها، في ظل اتجاه الحلفاء إلى التدريبات العسكرية الكبيرة لـ”ردع” الحرب في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إن هذه التدريبات قد تزيد التوترات.

تمديد التدريبات

يوم الخميس الماضي، أجرت كوريا الشمالية اختبارًا لصاروخ باليستي عابر للقارات، ما دفع الحلفاء لإعلان تمديد تدريبات “عاصفة اليقظة”، التي كان المقرر انتهاؤها يوم أمس الأول الجمعة 4 نوفمبر، حسب “رويترز”.

وإضافة إلى هذا، أعلنت واشنطن، أمس السبت، نشر قاذفات “بي-1 بي” الاستراتيجية في شبه الجزيرة الكورية للمرة الأولى منذ 2017، ما دفع كوريا الشمالية لإطلاق 4 صواريخ باليستية قصيرة المدى على البحر الأصفر، في اليوم نفسه.

ويقول أستاذ الدراسات الأجنبية، ريتشي، إن كوريا الشمالية تختبر أسلحتها وتستعرضها لأسباب أخرى أيضًا، مثل استعراض التقدم التكنولوجي، والقيمة الدعائية، وممارسة جاهزية الطواقم وقدرتها، وإثبات أن الردع يسير في كلا الاتجاهين.

زيادة الردع

حسب “رويترز”، يقول المحللون إن مقاتلات “إف-35” تضع منظومات كوريا الشمالية الدفاعية المضادة للطائرات والمضادة للصواريخ في موقف ضعف، ما جعل بيونج يانج تصرّح العام الماضي بأن استخدام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لهذه المقاتلات أجبرها على تطوير صواريخ جديدة “للقضاء نهائيًّا” على تلك التهديدات.

وبعد موجة من اختبارات الصواريخ الشهر الماضي، قالت كوريا الشمالية إنها تحاكي إمطار كوريا الجنوبية بأسلحة نووية تكتيكية، عبر استهداف القواعد العسكرية والمطارات. وفي هذا الشأن، يقول الأستاذ بجامعة تاكوشوكو بطوكيو، تاكاشي كاواكامي، إن كوريا الشمالية “تهدف إلى زيادة قدرات الردع”.

ملامح الحرب الكورية

في سلسلة من التغريدات على “تويتر”، كتب مدير مشروع الوضع الدفاعي في اتحاد العلماء الأمريكيين، آدم ماونت، أن الأنشطة العسكرية التي شهدها الأسبوع الماضي توضح كيف ستبدو الساعات الأولى من الحرب على شبه الجزيرة الكورية.

وأضاف ماونت أن تلك الحرب قد تتضمن عمليات جوية واسعة النطاق للحلفاء، وعمليات إطلاق متزامنة من منظومات صاروخية ومدفعية متعددة لكوريا الشمالية.

وقال إن عمليات الإطلاق المتزامنة لصواريخ قصيرة وبعيدة المدى وغيرها من الأسلحة، تنذر بالسوء لأنها تشير إلى أن كوريا الشمالية تتدرب على خطط لمهاجمة أهداف أمريكية بعيدة، في أثناء الصراع على شبه الجزيرة الكورية.

الاختبار النووي

يلفت بعض المحللين إلى أن إطلاق كوريا الشمالية لعدد قياسي من الصواريخ هذا العام، بدأ قبل استئناف الحلفاء لتدريباتهم الكبرى، وأن ردها على التدريبات الأخيرة يشير إلى أنها قد تكون تخطط لشيء أكبر.

وفي هذا الصدد، قال ماونت عن إطلاق الصواريخ الـ23 يوم الأربعاء الماضي: “عمليات الإطلاق لم تكن الرد المعتاد على تدريبات الحلفاء. لقد كانت تصعيدًا مدروسًا للتوترات”، مضيفًا أنه إذا أرادت كوريا الشمالية إجراء اختبار نووي في أثناء أزمة، فهي في طريقها إلى صنع واحدة.

وقال ماونت إن كيم قد يفضل إجراء الاختبار النووي وسط توترات متصاعدة لعدة أسباب، منها زيادة تأثير الاختبار، أو تشكيل نظرة أمريكا وحلفائها إلى الاختبار، أو تخفيف حدة الرد الدولي، أو مساعدة بيونج يانج في تهدئة الصين، التي لا تحب إجراء اختبارات نووية على مقربة منها، حسب “رويترز”.

أهداف كيم

في هذا الإطار، يقول الأستاذ بجامعة الدراسات الكورية الشمالية بسيول، يانج مو جين: “من ناحية السياسة والدبلوماسية، ينصب تركيز كيم على الضغط على الولايات المتحدة قبل انتخابات التجديد النصفي لسحب سياساتها العدائية من خلال التشديد على أن سياستها تجاه كوريا الشمالية فشلت”، حسب “رويترز”.

ويضيف يانج، أن كيم يريد أيضًا تعزيز الدعم الداخلي لحكومته خلال الضائقة الاقتصادية التي تمر بها بلاده، وإظهار أنه القائد في ما يتعلق بقضايا شبه الجزيرة الكورية.

هدف غير واقعي

في السياق ذاته، يقول الأستاذ بجامعة إيهوا للإناث بسيول، بارك وون جون، إن كيم “يسعى على الأرجح لكسب اعتراف ضمني بأن كوريا الشمالية دولة تمتلك أسلحة نووية، والتفاوض مع الولايات المتحدة على نزع السلاح النووي، عبر جعله هدفًا غير واقعي”.

ويشار إلى أن كوريا الشمالية أقرت قانونًا جديدًا، مطلع سبتمبر الماضي، يسمح لها بشن ضربات نووية استباقية إذا رصدت هجومًا وشيكًا بأسلحة دمار شامل، أو أي نوع من الأسلحة يستهدف قيادتها أو قواتها النووية، ويوقف محادثات نزع السلاح النووي.

ربما يعجبك أيضا