اتهام إيطالي ونفي روسي.. هل ترسل فاجنر مهاجري إفريقيا إلى أوروبا؟

محمد النحاس
الهجرة غير الشرعية

اتهامات إيطالية لمجموعة فاجنر بالوقوف وراء قوارب المهاجرين المتدفقة إلى إيطاليا.


وجهت إيطاليا اتهامات إلى مجموعة مجموعة فاجنر شبه العسكرية الخاصة الروسية، بإرسال مهاجرين نحو أوروبا.

وقال مسؤولون في الحكومة الإيطالية اليمينية، بقيادة جورجيا ميلوني، إن مجموعة فاجنر تقف وراء زيادة معدل الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، كـ”إجراء انتقامي”، بسبب دعم الاتحاد الأوروبي لكييف خلال الحرب الروسية الأوكرانية.

استراتيجية روسية؟

نقلت وكالة أسوشيتد برس، عن وزير الدفاع الإيطالي، المحسوب على حكومة اليمين الحاكمة في البلاد، جويدو كروزيتو، وهو قيادي كذلك بحزب إخوة إيطاليا الحاكم، قوله إن “الزيادة الملحوظة في أعداد قوارب اللاجئين غير الصالحة للإبحار، يقف وراءها الروس”.

وأضاف المسؤول الإيطالي البارز، في تصريح يوم الاثنين الماضي 13 مارس 2023، أن إرسال المهاجرين إلى أوروبا يأتي كجزء من “استراتيجية روسية للحرب الهجينة، تنفذها روسيا” عن طريق شركة فاجنر شبه العسكرية الخاصة، التي تنشط في قارة إفريقيا.

انتقام من أوروبا؟

قال البرلماني الإيطالي سيلفيو جيوفين، المنتمي إلى حزب “إخوة إيطاليا”، إن تدفق المهاجرين نحو إيطاليا والغرب، جزء من مخطط روسي للانتقام من الأوروبيين، وفقًا لموقع “ماي جورنال كورير”.

وعلاوةً على خوضها قتالًا محمومًا في مدينة باخموت الأوكرانية شرقي البلاد، تنشط مجموعة فاجنر شبه العسكرية الخاصة الموالية للكرملين، في العديد من المناطق بأنحاء العالم، خاصةً في إفريقيا، وتحديدًا في مالي وإفريقيا الوسطي.

ولكن مؤسس مجموعة فاجنر، يفجيني بريجوزين، نفى صحة الاتهامات التي رددها مسؤولون إيطاليون، مشددًا على أن المجموعة المقاتلة لا علاقة لها بزيادة أعداد المهاجرين، في تعليق نشره على قناته في “تليجرام”.

وضع محفوف بالمخاطر

قال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو، إنه مثلما أقر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بخطورة الحرب الروسية الأوكرانية على أمن القارة الأوروبية، يجدر بالغرب الإقرار بأن الوضع في جنوب أوروبا بات محفوفًا بالمخاطر على نحو متزايد.

ويرى كروزيتو أن أزمة المهاجرين ليست أزمة إنسانية فحسب، بل هي كذلك “تكنيك جيوسياسي له تداعيات بعيدة المدى”، وفق المسؤول الدفاعي المحسوب على اليمين في إيطاليا.

ما الذي تقوله الأرقام؟

حسب الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية الإيطالية، وصل هذا العام إلى إيطاليا 20 ألف شخص، مقارنةً بـ6100 خلال ذات الفترة من العام الماضي 2022.

وعلاوةً على ذلك، حاول ما يقرب من 1200 شخص الأسبوع الماضي فقط دخول أوروبا، من خلال رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر، ما يزيد من التحديات التي تواجه ميلوني، التي تتبنى موقفًا متشددًا ضد الهجرة، وتدعو الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للحد من تدفق المهاجرين إلى القارة العجوز.

غرق سفينة مهاجرين ومخاوف إيطالية

تأتي تصريحات المسؤولين الإيطاليين التي تزعم تورط الروس، في أعقاب غرق مركب مليء بالمهاجرين قبالة السواحل الإيطالية، وفي وقتٍ تسوء فيه العلاقات الأوروبية الروسية مع احتدام المعارك شرقي أوكرانيا.

وخلال الأيام القليلة الماضية، أشار حلفاء لرئيسة الوزراء ميلوني، إلى مخاوف أجهزة المخابرات الإيطالية من أن نحو 685 ألف مهاجر، يستعدون في الوقت الحالي للتوجه إلى إيطاليا، على متن سفن مهربين. لكن مسؤولي وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، شككوا في حدوث ذلك، واصفين هذا السيناريو بـ”غير المنطقي وغير القابل للتصديق”.

انتقادات حقوقية للحكومة الإيطالية

تنتقد مجموعات حقوقية الحكومة الإيطالية بسبب سياستها تجاه المهاجرين. وسنت الحكومة أخيرًا قانونًا يجرم أفعال المهربين، ويصل إلى 30 عامًا في السجن، حال غرقت السفينة.

ويزعم الحقوقيون أنه كان من الممكن إنقاذ قارب المهاجرين الذي غرق بالقرب من السواحل الإيطالية، في 26 من فبراير الماضي، إذا ما أرسلت الحكومة قواب وسفنًا للإنقاذ، مشيرين إلى أن السلطات رصد السفينة عند انطلاقها للمرة الأولى. ووصل عدد وفيات السفينة الغارقة الشهر الماضي إلى 80 قتيلًا.

ربما يعجبك أيضا