ملخص كتاب «12 قاعدة للحياة: ترياق الفوضى»

رؤية

عالم النفس الكندي جوردان بيترسون: بتوضيح الأعراض والمشكلات، سيكون بإمكاننا معالجة المشكلات في العلاقات وإيجاد الحلول.


إعداد: محمد حمدي – بسام عباس

المؤلف: جوردن بيترسون

يعد عالم النفس والناقد الثقافي والمؤلف الكندي، جوردان بيترسون، أحد أكثر المثقفين الغربيين إثارة للجدل، منذ رفضه استخدام ضمائر لغوية محايدة لا تفرق بين الجنسين.

وفي يناير 2018 نشر بيترسون كتابه الثاني “12 قاعدة للحياة: ترياق الفوضى”، ووصل إلى قائمة الأكثر مبيعًا بموقع أمازون في غضون أشهر، وقدم فيه 12 قاعدة يمكن أن تساعد في حل مشكلات الناس، وتستعرضها شبكة رؤية الإخبارية.

اقرأ أيضًا| التحيز في الذكاء الاصطناعي.. هل يمكن تدارك هذا الخطأ الفادح؟

1- الوصول إلى قمة التسلسل الهرمي

يشرح الفصل الأول من الكتاب مفهوم التسلسل الهرمي، الذي نشأ من ملاحظات عالم الحيوان النرويجي، ثورليف شجيلديروب-إيب، للدجاج.

ويناقش الفصل كيفية وجود هذا التسلسل الهرمي في مختلف الحيوانات، وأن لدى البشر سلوكًا مشابهًا، فالثقة تؤدي إلى النجاح ويؤدي الاكتئاب إلى تجنب المخاطرة، ومن ثم ينصح بيترسون بتبني عقلية وموقف واثقين لكسر هذه الحلقة.

2- أحب نفسك كما تحب الآخرين

ينصح الكاتب في الفصل الثاني بمحبة الذات مثل الآخرين، وإدراك الميل إلى إهمال الرعاية الذاتية بسبب كراهية الذات.

ويلفت بيترسون إلى أن الفلسفة الشرقية تعلم أهمية البحث عن التوازن بين القوى المتعارضة وتجنب التطرف، وينصح الكاتب بالتركيز على النمو الشخصي واتخاذ قرارات صحية، مثل الطريقة اتخاذ الوالد قرارات مفيدة لأطفاله.

اقرأ أيضًا| سفينة شحن ترسو بنجاح مع محطة الفضاء الصينية

3- اختر أصدقاءك بحكمة

في الفصل الثالث، أوضح الكاتب أن الصديق يؤثر في صديقة بالإيجاب والسلب، وأن الأشخاص السلبيين والقرارات السيئة يمكن أن توقع الناجحين في الهاوية. ولهذا السبب من المهم أن نحيط أنفسنا بأشخاص إيجابيين يغرسون عادات جيدة في حياتنا. وتعني ممارسة التمييز البحث عن الأشخاص الذين سيساعدون في إحداث تغيير إيجابي.

وأضاف الكاتب أن “الشراكة المركزية مفيدة للطرفين، فالأصدقاء الجيدون لا يسمحون بالانغماس في الشفقة على الذات أو الانخراط في الحديث الذاتي السلبي، وبدلًا من ذلك ينادون بالسلوكيات السامة، ولكن اختر أصدقاءك بحكمة، لأنهم يمكنهم مساعدتك في أن تبذل أفضل ما لديك”.

4- اجعل نفسك فوق المقارنة

أوضح بيترسون في الفصل الرابع أن مقارنة الشخص بغيرة ضارة، وتعيق تقدمه، لافتًا إلى ضرورة النقد الذاتي، ولكن هذا النقد يمكن أن يصبح مدمرًا عندما يقارن الشخص نفسه بغيره.

ونصح الكاتب بتقييم التقدم الشخصي من خلال المعايير التي تنطبق على الشخص نفسه، داعيًا إلى التركيز على المعالم الشخصية الصغيرة، وتجديد النفس بنحو دائم ليظل الشخص فوق المقارنة.

اقرأ أيضًا| اكتشاف أدلة جديدة على أول انقراض جماعي في الأرض

5- تربية طفل جيد ومسؤول

يقدم الكاتب في هذا الفصل نصائح حول تربية الأطفال اللطفاء والمسؤولين، ويقر المؤلف بأن العدوان البشري فطري.

ولكن ينصح بيترسون الآباء بالتركيز على تنمية اللطف في أطفالهم بوضع قواعد عملية في العالم الواقعي تعزز الاحترام والتسامح واللا عنف، مع التحذير من إرهاق الأطفال بالعديد من القواعد، واستخدام أقل قدر من القوة اللازمة عند تطبيقها.

6- الحياة ليست عادلة

القاعدة السادسة في الحياة التي يقدمها جوردان بيترسون، هي تحمل المسؤولية عن حياة الفرد وأفعاله وعدم إلقاء اللوم على الآخرين.

ويشير إلى أن الأديب والمعارض الروسي ألكسندر سولجينتسين، رفض قسوة الحياة، حتى عندما سجن في معسكر روسي وأصيب بالسرطان، فلم يستسلم وركز على تقديم شيء مفيد للعالم، مثل كتاب “أرخبيل جولاج” الذي أسهم في إسقاط شيوعية ستالين.

7- التضحية أهم من الإشباع الفوري

يناقش بيترسون في الفصل السابع مخاطر السعي وراء الإشباع الفوري، وأهمية التضحية لكي تصبح شخصًا أفضل.

وينصح بيترسون بالسعي للتضحية من أجل الآخرين، بدلًا من السعي وراء تحقيق الملذات الأنانية الآنية، لأن التضحية الحقيقية يمكن أن تؤدي إلى نظرة إيجابية للحياة وتعزيز الثقة بالنفس.

اقرأ أيضًا| دراسة: السمنة تعرض الأطفال للإصابة بمرض خطير عند البلوغ

8- إياك والكذب

يركز الفصل الثامن من كتاب بيترسون على أهمية أن نكون صادقين مع أنفسنا، لأننا غالبًا ما نخدع أنفسنا بشأن أهدافنا وعيوبنا، ما يمكن أن يمنعنا من إحراز أي تقدم.  وأطلق عالم النفس النمساوي، ألفريد أدلر، على هذه العادة “الأكاذيب”، وهي أشياء نقولها ونفعلها للحصول على ما نعتقد أننا نريده.

وأضاف أن العقل الباطن يمكن أن يخدعنا لأنه يتوق إلى أشياء ليست جيدة لنا، وهو ما يجب أن ندركه، موضحًا أن اعتقادنا بأننا نعرف كل ما نحتاج إلى معرفته هو كذبة ضارة أخرى. ويوصي بيترسون هنا بتطوير الوعي الذاتي والصدق مع النفس.

9- الانخراط في نقاش صحي

في الفصل التاسع، يشدد بيترسون على أهمية النقاش الصحي والمحادثة الحقيقية، ويقر بأن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مكانًا للصراع والنقد.

ويشجع بيترسون على تبني أسلوب “الاستماع والتلخيص” الخاص بالفلاسفة اليونانيين القدماء، بدلًا من التعامل مع المحادثات على أنها منافسة، أو البحث عن أسباب للإساءة إلى الآخرين.

10- مواجهة التعقيدات

في الفصل العاشر، ينصح بيترسون بأن الحياة يمكن أن تكون مربكة، وأن العلاقات مع الآخرين يمكن أن تكون أكثر تعقيدًا، ولمواجهة هذا التعقيد، نحتاج إلى استخدام لغة دقيقة، لتقسيم المفاهيم المعقدة إلى أجزاء بسيطة ومفهومة من المعلومات، ما يساعدنا على إرساء النظام والسيطرة على حياتنا.

ويضيف أنه بتوضيح الأعراض والمشكلات، سيكون بإمكاننا معالجة المشكلات في العلاقات وإيجاد الحلول.

11- قبول الاختلافات

شدد الكاتب في الفصل الحادي عشر على ضرورة تشجيع الناس لتوجيه شخصياتهم العدوانية والمهيمنة نحو تحقيق أشياء مفيدة للمجتمع، وقال إن حظر السلوكيات الغير المرغوب فيها أو تجريم جماعات معينة من الناس ليس منتجًا، ويجب تبني وجهات نظر ومواهب مختلفة لخلق مستقبل أكثر انسجامًا.

ويوضح أن درس الحياة رقم 11 هو “لا تزعج المتزلجين الصغار”، شارحًا أنه “يجب عدم تجريم السلوك إلا عندما يؤذي شخصًا آخر.. دع الأطفال يلعبون ألعاب المغامرة مثل لعبة التزلج بالألواح، واسمح لهم بمواجهة الخطر والتعلم منه”، لافتًا إلى أن توفير الحماية الكاملة لا يفيد الأطفال لأن العالم الحقيقي ليس كذلك.

12- الاهتمام بالجوانب الإيجابية الصغيرة

في الفصل الثاني عشر، يشجع بيترسون القراء على التركيز على الجوانب الإيجابية للحياة، مهما بدت صغيرة، ويقر بأن الحياة يمكن أن تكون غير عادلة، ولكنه يشدد على أهمية إيجاد السعادة حتى في الظروف الصعبة.

وينصح القراء بتجنب الوقوع في براثن الحزن، والبحث حتى عن أصغر الأشياء التي يمكن أن تحقق السعادة، وباتباع هذه القاعدة، يمكن للقراء الحفاظ على سعادتهم حتى في أحلك الأوقات وتحقيق أقصى استفادة من أفراح الحياة الصغيرة.

ربما يعجبك أيضا