«طي النسيان»..كيف تعاملت الولايات المتحدة مع اللاجئين الأفغان؟

محمد النحاس

يواجه اللاجئون الأفغان مصاعب جمة بداية من محاولات مغادرة أفغانستان، ولا تنتهي المتاعب بالوصول إلى الأراضي الأمريكية.. فما سبب ذلك؟


انتقد موقع ريسبونسيبل ستيت كرافت التعامل الأمريكي مع ملف اللاجئين الأفغان، خاصةً أولئك الذين تعاونوا في السابق مع القوات الأمريكية.

وقال الموقع، في تقرير نشره اليوم الأربعاء 24 مايو 2023، إنه مع الانسحاب من أفغانستان في أغسطس 2021، لم تسلط السلطات الأمريكية الضوء بنحو كافٍ على قضية الأفغان الذين عملوا معها، على الرغم من أن حركة طالبان تمثل في كثير من الأحيان خطرًا عليهم.

نسيان اللاجئين الأفغان؟

أشار الموقع التابع لمعهد كوينسي لفن الحكم الرشيد إلى أنه بعد مرور عام ونصف العام عن الانسحاب الأمريكي، يبدو أن الولايات المتحدة نسيت هؤلاء بالفعل، ولا يزال البعض منهم محاصرين في أفغانستان، في حين تمكن آخرون من الفرار إلى الدول المجاورة أو أوروبا.

وأوضح أنه حتى أولئك الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة لم يتحقق لهم الاستقرار، بسبب عدم متابعة الكونجرس وإدارة بايدن قضيتهم، على الرغم من الوعود بتوفير ملاذ آمن للأفغان الذين عملوا جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة، وأصبح مصيرهم غير مطمئن مع تزايد سياسات الاستقطاب بشأن قضية الهجرة.

صعوبات جمة

أورد التقرير أن الأفغان الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة طبقًا لعملية الإفراج المشروط يواجهون صعوبات جمة، فمن المقرر أن تتنهي مدة البرنامج في 30 سبتمبر المقبل، ورغم تردد بعض الأنباء عن أن وزارة الأمن الداخلي ستمدد مدة الإفراج، فإن هذا الإجراء يؤخر فحسب الموعد النهائي للبقاء داخل الأراضي الأمريكية دون أن يقدم تسهيلات جادة في شروط اللجوء، أو تحسينات لأوضاع اللاجئين.

وتابع أنه على الرغم من احتشاد المشرعين الأمريكيين من الحزبين لدعم اللاجئين الأفغان في أعقاب الانسحاب، فلم يتمكن الكونجرس حتى اللحظة من سن قانون لتسوية أوضاع اللاجئين الأفغان. وحال لم يقر الكونجرس أياً من مشروعي قانون الحلفاء الأفغان، والتكيف الأفغاني، من المرجح أن يظل اللاجئين عرضة لتقلبات سياسة الهجرة الأمريكية، الخاضعة بالفعل لعوامل الاستقطاب السياسي.

رحلة محفوفة بالمخاطر

أوضح التقرير أنه حتى أولئك المتقدمين للحصول على تأشيرة برنامج (SIVs)، وهي تأشيرة خاصة لأولئك الذين عملوا مع الولايات المتحدة في الخارج، يواجهون بالفعل جداول زمنية طويلة، ويخشون فقدان قدرتهم على العمل أو حتى الترحيل إذا لم يمنحوا التأشيرات في الوقت المناسب.

وسرد التقرير جملة من العقبات التي تواجه الأفغان، حال رغبتهم في مغادرة أفغانستان، ما يجعل وضعهم محفوفًا بالمخاطر، موضحًا أن كثيرًا منهم ممن ساعد الولايات المتحدة يخشون انتقام حركة طالبان أو غيرها من المجموعات المتطرفة، إلى جانب صعوبة عملية شراء جواز سفر، ومن ثم “رشوة” مسؤولي طالبان للسماح لهم بالمغادرة، فضلاً عن منع النساء من المغادرة حال لم يرافقهن رجل.

ماذا بعد الخروج من أفغانستان؟

وفق التقرير، بالنسبة للأفغان الذين نجحوا في الفرار، على أمل الوصول في نهاية المطاف إلى الولايات المتحدة، لكنهم ما زالوا عالقين في بلد وسيط، فإن الحصول على تأشيرة لدخول الأراضي الأمريكية يعد عملية طويلة وغير مؤكدة، ناهيك عن الحصول على الإقامة الدائمة.

وأشار التقرير كذلك إلى جملة من الصعوبات التي واجهت بعض العائلات الأفغانية التي ما زالت عالقة حتى اللحظة في دول مثل اليونان، في حين أن بعض اللاجئين، الذين تمكنوا من الوصول إلى أمريكا الجنوبية عاقدين الأمل على بلوغ الولايات المتحدة، يواجهون في رحلتهم العديد من المصاعب، وخلال العام الماضي، ألقت السلطات الأمريكية القبض على 2132 أفغانيًا على الحدود الجنوبية للبلاد.

ما سبب تراجع التركيز على قضية الأفغان؟

أرجع التقرير تراجع التغطية الإعلامية بشأن اللاجئين الأفغان إلى اندلاع أزمات عالمية أخرى، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، وما تلا ذلك من موجات متلاحقة من اللاجئين، أثقلت كاهل منظومة الهجرة الأمريكية.

ويوجد حاليًا في الولايات المتحدة قرابة 77 ألف أفغاني، جرى توطينهم إلى جانب 62 ألف لاجئ أوكراني، و25400 لاجئ من جنسيات أخرى، إضافة إلى ذلك يعيش العالم حاليًّا على وقع أكبر أزمة لاجئين شهدها منذ الحرب العالمية الثانية، وحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوجد ما يزيد على 89.3 مليون نازح قسريًّا في جميع أنحاء العالم خلال عام 2021.

وشدد التقرير على أنه إذا ما ظلت السلطات معتمدة على السياسات الحالية فحسب، من شأن ذلك أن يهدد فرص الأفغان في الحصول على موطن جديد آمن، مشيرًا في هذا الصدد إلى دعوات حقوقية لتحسين أوضاع اللاجئين الأفغان، وزيادة الأموال المخصصة للتعامل مع هذا الملف، ودعم الجمعيات المخول إليها دعم اللاجئين.

اقرأ أيضًا| أمريكا تلغي خطط استقبال لاجئين أفغان في كوريا الجنوبية واليابان

اقرأ أيضًا|اللاجئون الأفغان يعيشون في كابوس

ربما يعجبك أيضا