باحثون يستعينون بالقصص الخيالية لمعالجة تغير المناخ

بسام عباس
حوريات البحر والطاقة المتجددة

يأمل فريق بحث أن يلهم المجتمع العلمي لإعادة توصيل أبحاث العلوم الاجتماعية لمعالجة قضايا المناخ والبيئة بأساليب أكثر قابلية للفهم.


طوَّر فريق بحثي وسائل إبداعية سهلة الوصول، لتقديم أبحاث الاستدامة من العلوم الاجتماعية، إلى واضعي السياسات والجمهور العام.

وسعى الفريق المشترك من جامعات بريطانية، باستخدام شخصيات من القصص الخيالية، مثل حوريات البحر، ومصاصي الدماء، والسحرة، لإيصال المعلومات المعقدة الخاصة بقضايا المناخ والبيئة بعبارات جذابة.

الاستعانة بالشخصيات الخيالية

قال موقع ساينس ديلي إن “فريق البحث قدَّم 3 حكايات، مستوحاة من الشخصيات الخيالية المعروفة، استجابةً لتحديات تغير المناخ المستمرة، والتعريف بالتلوث البلاستيكي وأضراره”.

وأضاف الموقع، في تقرير نشره أمس الأربعاء 31 مايو 2023، أن “الفريق شبَّه الطاقة المتجددة بأنها حوريات البحر”، لافتًا إلى أنها حلول مُغرية وجذابة لواضعي السياسات لزيادة الطلب على الطاقة، ولكنها تشتت الانتباه عن الطرق المهمة الأخرى بالوصول إلى “صفر انبعاثات”.

السيارات تشبه مصاصي الدماء

وأوضح أن مصادر الطاقة المتجددة، مثل شخصيات حورية البحر على سفن البحارة، يجب أن ترافق الانتقال إلى مرحلة صفر انبعاثات، وألا تكون الوجهة الوحيدة.

مصاصو دماء وسحرة

شبَّه الباحثون في الحكاية الثانية السيارات بأنها “مصاصو الدماء”، وهي كيانات خطرة قاتلة وتمتص رفاهية المجتمعات، وأن صانعي السياسة هددوهم بإلقاء محلول الثوم عليهم، للتحكم في السرعة والأماكن التي يسافرون إليها، بدلًا من منعها تمامًا، وإعادة تخيل الحياة اليومية دون سيارات.

وشبَّه فريق البحث البلاستيك بأنه “السحرة”، وهي فئة معقدة أسيء فهمها من خلال مطاردة الساحرات الحالية ضد البلاستيك. وعلى الرغم من أنها يمكن أن تكون ضارة، مثل المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة، تتمتع أيضًا بخصائص علاجية يمكن أن تحل محل المواد الضارة.

وأوضح فريق البحث أن صانعي السياسات ينبغي أن يعملوا على إيجاد أنظمة إعادة استخدام البلاستيك لتعظيم فوائده والاستفادة منها، بدلًا من مجرد “شيطنة” البلاستيك عامة.

مطاردة الساحرات ضد البلاستيك

مطاردة الساحرات ضد البلاستيك

حلول مبتكرة

أفاد الموقع العلمي بأن هذا العمل جاء استجابةً لدعوة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) للتكيف التحويلي، مشيرًا إلى أن هذه الورقة تقدم رسائل جادة ومقاربات سياسات بديلة بهدف توصيل أنواع التحولات التي ستشمل دراسة حلول مبتكرة للطاقة المتجددة.

وأضاف أن خطورة السيارات وتلويثها للبيئة معروفة، لكنها أصبحت ضرورة يومية، فالمطلوب، وفق الدراسة، إيجاد تدابير عملية في الدور الذي ستؤديه في المجتمعات مستقبلًا، لافتًا إلى أن اللوم لا يقع على البلاستيك، بقدر ما يقع على أنظمة الإنتاج والاستهلاك والتخلص منها.

توصيل المعلومة بطريقة سهلة

قالت مؤلفة الدراسة والباحثة في جامعة لانكستر كارولين لورد إن “التواصل من خلال لغة متخصصة لا ينقل الرسالة بشكل جيد إلى المجتمعات التي تحتاج إلى الوصول إليها، فالمجتمع العلمي في حاجة إلى البدء في توصيل قضاياه بطريقة أكثر سهولة”.

وأضاف الباحث في جامعة مانشستر توريك هولمز أن “رواية القصص اكتسبت زخمًا في مجال أبحاث الطاقة في العلوم الاجتماعية، واستخدم فريق البحث شخصيات القصص الخيالية لتوضيح سبل التعامل مع قضايا بيئية خطيرة، مثل مصادر الطاقة المتجددة، والاستخدام العشوائي للسيارات، والخلط بين مخاطر المواد البلاستيكية وفوائدها”.

وأوضحت الباحثة في جامعة ستراثكلايد كاثرين إلسورث كريبس، أن التواصل بطرائق جديدة وواضحة تجمع بين تعقيد البحث والقصص الممتعة أمر مهم، ما يتطلب استجابات تحويلية لتغير المناخ، مشيرةً إلى أن كثيرًا من دراسات العلوم الاجتماعية تقدم حلولًا مفيدة، ولكن بأساليب يصعب فهمها على من يستطيعون جعل التغيير حقيقة واقعية.

اقرأ أيضًا: كيف يؤثر الخيال العلمي في طريقة خوضنا للحروب؟

اقرأ أيضًا: “اتبعني بعيدًا”.. زوجان يجوبان العالم بحثًا عن أماكن تشبه القصص الخيالية

ربما يعجبك أيضا