ورغم الموقف المصري الرافض، لا تتوقف تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ووسائل الإعلام عن الترويج لمخطط تهجير الفلسطينيين.
منذ بداية القصف الإسرائيلي لقطاع غزة وحصاره، عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر، تضغط إسرائيل على سكان غزة من أجل التوجه جنوبًا.
ورغم الموقف المصري الواضح، الرافض لتهجير الفلسطينيين، لا تتوقف تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ووسائل الإعلام العبرية، عن الترويج لمخطط تهجير الفلسطينيين إلى مصر، وتحديدًا إلى شبه جزيرة سيناء.
موقف مصري حازم
أعرب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في أكثر من مناسبة، عن رفضه القاطع لدعوات تهجير الفلسطينيين من غزة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني، أولاف شولتز، الأربعاء 18 أكتوبر 2023، أشار السيسي إلى أن فكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء تعني جر بلاده إلى حرب ضد إسرائيل، معربًا عن رفض بلاده تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير سكان غزة، ومشددًا على ضرورة حل القضية الفلسطينية من منظور شامل يضمن تحقيق حل الدولتين.
أمر شديد الخطورة
في اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الجمعة الماضية 20 أكتوبر، شدد الرئيس المصري على أن تهجير المدنيين من غزة سيُسدل الستار على القضية الفلسطينية، وهو أمر لا ترغب مصر في حدوثه.
وفي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء 25 أكتوبر، أشار السيسي إلى تفهم ماكرون أن عملية النزوح من قطاع غزة إلى مصر أمر شديد الخطورة.
ومن جهته، أوضح وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن تهجير الفلسطينيين من شمالي قطاع غزة “مخالف للقانون الدولي”.
مخطط إسرائيلي
لا تخلو وسائل الإعلام الإسرائيلية ووسائل التواصل الاجتماعي من الدعوات المطالبة بتهجير سكان غزة، في ما يشير إلى أنه مخطط إسرائيلي لترحيل الفلسطينيين قسرًا إلى سيناء.
وفي هذا السياق، نشرت القناة السابعة الإسرائيلية (عروتش شيفع) تقريرًا، في 20 أكتوبر، يكشف عن خطة من مرحلتين، تهدف إلى الضغط على سكان غزة حتى يتجهوا إلى مصر، مقابل مساعدات اقتصادية.
تنفيذ المخطط
لفت التقرير إلى أن إسرائيل تحتاج إلى “التفكير بطريقة استراتيجية” من أجل دفع سكان غزة باتجاه مصر، مشيرًا إلى أنه “يجب على إسرائيل أن تستغل الوضع الاقتصادي في مصر لتقديم مساعدات دولية إليها مقابل استيعاب كل أو بعض سكان غزة”.
وفي المرحلة الأولى من المخطط، ذكر التقرير أن إسرائيل “تحتاج إلى زيادة الضغط الإنساني على قطاع غزة، للدرجة التي تدفع السكان، الذين يعانون الجوع والعطش، إلى اقتحام معبر رفح”.
وفي المرحلة الثانية، عندما تجد مصر نفسها أمام الأمر الواقع، بعد تدفق اللاجئين إلى أراضيها، أوصى تقرير الشبكة الإسرائيلية بأن “تنضم إسرائيل والولايات المتحدة المجتمع الدولي، والأونروا، وصندوق النقد الدولي، لتقديم المساعدات الاقتصادية إلى مصر، من أجل تمكين استيعاب بعض سكان غزة”.
توطين الفلسطينيين في مصر
تابع التقرير الكشف عن تفاصيل المخطط، زاعمًا أن الكثير من سكان غزة المحاصرين داخل القطاع يرغبون في الهجرة إلى وجهات مثل تركيا وأوروبا، ما يجعل نسبة السكان الذين سيدخلون مصر أقل من معدل المواليد السنوي، الذي يتجاوز مليوني طفل.
وفي ما يتعلق بتسكين هؤلاء اللاجئين، ذكر التقرير أن مصر “لديها مخزون من الشقق الجاهزة للسكن، لا تقل عن مليوني شقة، نتيجة للاقتصاد المخطط للدولة المصرية”.
وفي الختام، زعم التقرير أن “النجاح في هذا الصراع الدبلوماسي مع مصر، عبر فتح معبر رفح وإدخال الفلسطينيين، سيقلص أمد الحرب ويقلل مخاطر فتح جبهات أخرى”، مضيفًا أن “إفراغ الشعب من السكان العرب، مع تطبيق السيادة الإسرائيلية، يعني انتصارًا ساحقًا لإسرائيل”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1653319