تراجع القيمة السوقية لأشهر شركات السلع الفاخرة بالعالم

مصطفى خلف الله

تراجعت القيمة السوقية لأشهر شركات السلع الفاخرة في العالم مع تراجع إنفاق المستهلكين الصينيين، ما أدى إلى خسارة أكبر 10 شركات أوروبية للسلع الفاخرة نحو 250 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ مارس 2024.

وانخفضت مبيعات النصف الأول من العام لشركة إل في إم إتش، الشركة الرائدة في مجال السلع الفاخرة والتي يملكها الملياردير الفرنسي برنارد أرنو، بنسبة 1%، على أساس سنوي في شرق آسيا “باستثناء اليابان”، وهي المنطقة التي تهيمن عليها الصين، هذا وفقاً لأحدث نتائج أعمال الشركة.

العلامات التجارية الفارهة

وتمتلك الشركة عدداً من العلامات التجارية الفارهة بحسب سي إن إن اليوم الأحد 28 يوليو 2024،  مثل لويس فيتون وكريستيان ديور، وانخفضت أسهم إل في إم إتش، التي تشمل منتجاتها أيضاً المجوهرات الراقية والإقامات الفندقية الفاخرة، بنسبة4.7% يوم الأربعاء، وهو أكبر انخفاض لها في يوم واحد منذ أكتوبر، وقلص السهم بعض خسائره بحلول يوم الجمعة، لكنه لا يزال أقل بنسبة 4.4% مما كان عليه قبل إصدار نتائج الأعمال.

في اليوم نفسه انخفض سهم “برادا” بنسبة 3% ومن المقرر أن تعلن الشركة المتخصصة في إنتاج الحقائب الفارهة، والمدرجة في بورصة هونج كونج، عن نتائج النصف الأول من العام الأسبوع المقبل.

استثمار آمن محمي من الانحدارات الاقتصادية

وقال كبير محللي السوق في سي إم سي ماركتس، يوشين ستانزل، لشبكة سي إن إن، “تشهد سوق السلع الفاخرة تقلبات مع إعادة المستثمرين تقييم الاعتقاد السائد بأن العلامات التجارية الفاخرة هي استثمار آمن محمي من الانحدارات الاقتصادية”.
وذكرت وكالة رويترز يوم الخميس بأن أكبر 10 شركات فاخرة في أوروبا خسرت 250 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ مارس.

وأعلنت شركة ريشمونت عن انخفاضات حادة في مبيعات منتجات الشركات التابعة لها، إذ بلغ الانخفاض 27% في الصين وهونج كونج وماكاو في الأشهر الثلاثة حتى نهاية يونيو مقارنة بالعام السابق.

انخفضت الإيرادات في قسم السيارات

وأرجعت الشركة، التي تمتلك علامات تجارية هامة مثل مجوهرات كارتير، وشركة صناعة السيارات الألمانية بورش، الانخفاض العنيف في المبيعات إلى تراجع مستوى ثقة المستهلك، والطلب الضعيف في قطاع السيارات الفاخرة في الصين.

 

وكشفت شركة مرسيدس بنز أيضاً عن انخفاض في المبيعات، وإن كان بمعدلات معتدلة مقارنة بنظيرتها بورش، إذ انخفضت الإيرادات في قسم السيارات بنسبة 4% في الربع الثاني، بينما أعلنت شركة كرينج، مالكة شركة جوتشي عن تباطؤ ملحوظ في مبيعاتها في الصين في الأشهر الستة الأولى من العام.

إنفاق المتسوقين الصينيين

الاستثناء كان شركة هيرميس المالكة لحقائب بيركين، والتي أعلنت عن نمو مبيعاتها من الحقائب والأوشحة الحريرية في جميع دول منطقة آسيا في النصف الأول من عام 2024.

 

تعكس تقارير الأرباح تحولاً ملحوظاً في إنفاق المتسوقين الصينيين، الذين أنفقوا بسخاء على السلع الفاخرة بعد رفع القيود المفروضة خلال فترة الجائحة، ما ساعد في تعزيز النمو في قطاع السلع الفاخرة.

عار الرفاهية

ولكن يبدو أن تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي والركود العقاري المستمر وأزمة ديون الحكومات المحلية بدأت التأثير على محافظ المواطنين الأكثر ثراءً وبذخاً، فيما وصفته شركة الاستشارات باين آند كومباني بـ”عار الرفاهية”، على غرار ما حدث في الولايات المتحدة خلال الأزمة المالية العالمية.

 

ونما اقتصاد الصين بنسبة 4.7% على أساس سنوي في الربع الثاني من العام، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة الأسبوع الماضي، وهو معدل أقل من توقعات خبراء الاقتصاد، ويمثل أضعف معدل نمو منذ الربع الأول من عام 2023.

ربما يعجبك أيضا