خرافات كورونا.. بول البقر في مواجهة الفيروس

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

شائعات وأكاذيب تزايدت مع اتساع دائرة انتشار فيروس كورونا القاتل في الآونة الأخيرة، ومع وصوله إلى العديد من دول العالم، اتسعت دائرة المعتقدات الخاطئة حتى بات الفيروس محاطا بالعديد من الأساطير والخرافات التي حولته إلى “فيروس خارق” خلافا للحقائق العلمية.

انتشرت طرق العلاج لفيروس كورونا، وأساليب الوقاية منه، بسبب تأخر العلماء في الوصول إلى لقاح يساعد في قتل وباء “كوفيد – 19″، وتنوعت الشائعات ما بين احتساء مشروبات معينة وتناول بعض الأطعمة، وصل إلى أن البعض روج بأن الرجيم قادر على مواجهة الفيروس.

يقول “كيران كينيدي”، الطبيب النفسي الأمريكي والحاصل على شهادة الطب في علم وظائف الأعضاء، إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ملجأ لكل من يرغب في نشر الخرافات حول فيروس كورونا أو يريد الوصول إلى الاستفادة المادية بخداع المرضى وكل من يخافون من “كوفيد – 19”.

زيت السمسم

نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أكثر الخرافات التي ابتدعها رواد مواقع التواصل الاجتماعي خوفًا من “كورونا”، وانتشرت الشائعات بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وحاولت السلطات قمع هذه الخرافات من خلال نشر الكثير من الإرشادات الصحية.

يقول البروفيسور “بول هانتر”، من كلية نورويتش الطبية بجامعة إيست أنجليا، إن الإرشادات المزيفة تؤدي إلى مخاطر أكبر أثناء الأزمات الصحية وقد كشفت منظمة الصحة العالمية عن الخرافات الأكثر انتشارًا ومنها:

– كورونا ليس أكثر خطورة من إنفلونزا الشتاء

– أكل الثوم

–  زيت السمسم لا يمنع فيروس كورونا من دخول الجسم

– رش الكحول أو الكلور على جسمك لن يتخلص من الفيروس

– لا يوجد مطهرات يمكن أن تقتل كورونا

– فيروس كورونا مثل فيروس الحصبة يصاب به الإنسان مرة واحدة

– الأطفال لا يمكن أن يصابوا بالفيروس

– الكمامات غير مفيدة

– يجب أن تكون مع شخص مصاب لمدة 10 دقائق

 – يقتل كبار السن فقط

– الحرارة يمكن أن تقتل الفيروس

حاخامات اليهود

في إسرائيل، تعددت نصائح الحاخامات اليهود لأتباعهم، استند بعضهم إلى العلم فيما صدر عن آخرين مواقف تدعو للاستغراب،  حيث وزع أحد الحاخامات المشروب الكحولي “كورونا” على المؤمنين طالبًا منهم احتساءه والدعاء إلى الله أن يحد من انتشار الوباء.

ومن ناحية أخرى حاول رجال دين يهود إيجاد تفسيرات دينية للفيروس في مقاطع فيديو نشروها على الإنترنت، فالحاخام “زامير كوهين” الذي يخضع للحجر الصحي قال إن الفيروس “نتيجة طبيعية لأن غير اليهود يأكلون أي شيء”.

أما الحاخام “مئير معزوز” فطرح تفسيرا آخر يتعلق بالمثلية الجنسية، وقال إن “الله ينتقم من الشخص الذي يقدم على أفعال غير طبيعية”.

وذهب الحاخام المتشدد الناطق بالفرنسية “رون تشابا”، إلى أبعد من ذلك وتنبأ بأن الوباء علامة على ظهور المسيح، وقال إن “جميع العلامات التي تحذر من مجيء المسيح أصبحت ظاهرة للعيان الآن ومتوفرة، من المأساة أن نظل غير مبالين”.

وبدا الحاخام “شلومو آفنر” مختلفًا إذ نصح الناس بأن “يذهبوا إلى الطبيب” لأنها أفضل طريقة للحماية من العدوى، مضيفا أن “الأطباء هم مبعوثو الله لعلاج الأمراض”.

ورأى كبير الحاخامات في إسرائيل “ديفيد لاو”، أنه لا يوجد التزام ديني أهم من احترام الحياة إذ قال إن اتباع توجيهات وزارة الصحة “واجب ديني”.

تضارب في العراق

المرجع الشيعي الأعلى “علي السيستاني “قال ردا على سؤال حول “حكم إقامة صلاة الجمعة” في زمن كورونا، بالقول “حيثما مُنعت مثل هذه التجمعات بهدف الحد من انتشار الفيروس، فيجب الالتزام بهذا المنع وأخذه على محمل الجد”.

لكن المرجع الديني العراقي قاسم الطائي أصدر فتوى دعا فيها إلى الاستمرار بزيارة الأماكن الدينية وإقامة صلوات الجماعة والجمعة، مدعيا أن “الفيروس لا يصيب المؤمنين”.

أما زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر” فقد رفض هو الآخر منع إقامة صلاة الجمعة الأسبوع الماضي في الكوفة، فيما تغيب هو عنها مكتفيا بإرسال ممثل عنه.

بول الطفل

ليس صحيحاَ أن تنظيف الأسطح ببول الأطفال خصوصا المواليد والرضع منهم قد يفيد في الوقاية من فيروس كورونا، أو أنه يعمل على قتل الفيروس، فهناك خرافات متداولة منذ القدم أن بول المواليد عبارة عن ماء مقطر أو يحتوي على مضادات حيوية فعالة وهي علاج لكل مرض، فتداوى الناس ببول المولود، ولكن هذا غير صحيح.

في الأردن، استغل الشيخ أحمد الشحروري، انتشار الوباء، من أجل مهاجمة اليهود الذين قال إنهم “أخطر من فيروس كورونا ومن الإيدز والكوليرا”. وقال إن “الجهاد يطهر الأجساء والأرواح ويمكنه إنقاذ الناس من هذه الأمراض” على حد تعبيره.

البقرة الهندية

أقامت جموع من الناشطين الهندوس حفلا لشرب بول البقر في العاصمة الهندية نيودلهي، لوقاية أنفسهم من وباء كورونا الذي ضرب العالم.

وفي طقوس دينية، أوقد أعضاء وأنصار منظمة “هندوماهسابها” الهندوسية النار، وشربوا بول البقر في أقداح خزفية لمكافحة فيروس كورونا، حيث يعتقد الهندوس أن البقر مقدّس، وذهب البعض في السنوات الأخيرة إلى أن بول البقر علاج ناجع للأمراض.

وارتدى أعضاء الحفل الملابس الزعفرانية الصفراء المخصوصة للطقوس الدينية، وراحوا يردّدون ترانيم هندوسية، بينما تقدّم الأولياء للبقرة المقدسة بصلوات الشكر.

وقبل أن يُفرغ قدح بول البقر في فمه، صرّح زعيم المنظمة، شَكرباني مهراجا، للصحفيين: “لقد اجتمعنا هنا وصلّينا من أجل أن يعُمّ السلام في العالم، وسنقدّم قدحا من بول البقر إلى فيروس كورونا حتى يهدأ ويجنح للسِلم”.

وعندئذ قدّم مهراجا قدحًا من بول البقر إلى رسم كرتوني على هيئة شيطان “لتهدئته”.

ربما يعجبك أيضا