إيتمار بن غفير.. الصهيونية الدينية في أعلى درجاتها

ضياء غنيم
إيتمار بن غفير

يحتفظ بن غفير على أحد جدران منزله بصورة الإرهابي باروخ جولدشتاين منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي بالخليل 1994


أسهم تصاعد المد اليميني المتطرف في إسرائيل، في دخول إيتمار بن غفير إلى الكنيست الإسرائيلي، بعد 5 محاولات فاشلة من قبل.

وعداء بن غفير للفلسطينيين يمتد إلى جذور نشأته الفكرية، التي لا تؤمن إلا بدولة يهودية وحيدة على كامل أراضي فلسطين التاريخية وإقامة “جبل الهيكل” في الموقع الذي فيه المسجد الأقصى المبارك، اعتقادا منه بأن هذا حق اليهود في حدود دولتهم ووطنهم.

إيتمار بن غفير .. النشأة والأصل

ولد بن غفير، 45 عامًا، 1976 في ضواحي القدس الغربية، ويعيش في مستوطنة كريات أربع، إحدى أكثر المستوطنات تطرفًا في جنوب مدينة الخليل لعائلة يهودية من أصول شرقية، فوالده يهودي عراقي ووالدته من أصول يهودية كردية. وخلال مراهقته تبنى أفكار حركة “موليدت”، وهي حركة متطرفة أسسها رحبعام زئيفي عام 1988، تدعو “إلى ترحيل الفلسطينيين من أرض إسرائيل”.

ويتولى النائب بالكنيست الإسرائيلي بصفة محام، إيتمار بن غفير، مسؤولية الدفاع عن المستوطنين الإسرائيليين في حوادث العنف والإرهاب التي يرتكبونها في حق الفلسطينيين، بالإضافة إلى أنه يعد المحامي الخاص لحركة لاهافا اليمينية التي يتزعمها صديقه بنتسي جوفستاين، حسب صحيفة النهار.

الانضمام إلى حركة كاخ 

تبنى إيتمار الفكر المتطرف في سن مبكرة، متأثرًا بحركة موليدت المتطرفة بزعامة رحبعام زئيفي، وانضم في سن 14 عامًا إلى حركة كاخ المتطرفة، المصنفة إرهابيًّا في إسرائيل والولايات المتحدة منذ 1994، قبل أن تعلن واشنطن رفعها من قوائم الإرهاب قبل أيام. ويصنف حاليًّا في أقصى أطياف اليمين الصهيوني المتطرف الداعي إلى ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم من النهر إلى البحر.

وظهر لأول مرة على شاشات التليفزيون الإسرائيلي قبيل اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، إسحاق رابين، يحمل شعار رمز سيارته “الكاديلاك”، ويقول “لقد تمكنا من تصوير رمز السيارة التي تقل رابين، وهذا يعني أننا بإمكاننا الوصول إليه”، حسب موقع فرنسا 24.

من “القوة اليهودية” إلى الكنيست

منذ وصول نتنياهو إلى الحكم عام 2009 وحتى اليوم، تتحرك الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بثبات نحو اليمين واليمين المتطرف، فرئيس الوزراء الإسرائيلي يعتمد أكثر فأكثر على التأثير المتزايد لهذه الأحزاب المتطرفة المؤيدة للاستيطان، في محاولة انتخابية لاستمالة الشارع الإسرائيلي نحو التصويت لهم.

وانضم بن غفير إلى حزب القوة اليهودية أو عوتسما يهوديت 2015، ووصل إلى الكنيست في دورته 24 في انتخابات مارس 2021، ممثلًا وحيدًا لحزبه ضمن “قائمة الصهيونية الدينية”، بدعم بنيامين نتنياهو. واستفاد من قرار المحكمة العليا الإسرائيلية في 2019 بمنع زعيم الحزب مايكل بن آري من الترشح للانتخابات، في ضوء اتهامه بالتحريض ضد العرب، حسب المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية مدار.

حي الشيخ جراح

حفز بن غفير تصعيد الأوضاع بالأراضي الفلسطينية، خلال العام الماضي، عندما أعلن تدشين مكتبه البرلماني في حي الشيخ جراح في إبريل 2021. وخرج من الحي الفلسطيني مقابل وجود دائم لشرطة الاحتلال، بعد تدخل رئيس الحكومة آنذاك بنيامين نتنياهو، لمنع إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه الإسرائيليين.

وهو الأمر الذي حدث لاحقًا ضمن “معركة سيف القدس فلسطينيًّا”، أو “حارس الأسوار” إسرائيليًّا. وفي فبراير 2022، أعاد مكتبه واقتحم بصحبة مجموعة من المستوطنين، حي الشيخ جراح، ما استفز الأهالي وأشعل الموقف بتدخل شرطة الاحتلال واعتقالها عددًا من سكان الحي، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

اقتحام “الأقصى” والعداء المستحكم للفلسطينيين

اقتحم إيتمار باحات “الأقصى” مع مئات المستوطنين، بحماية القوات الإسرائيلية، خلال مسيرة الأعلام التي انطلقت، اليوم الأحد 29 مايو 2022. وتكرر اقتحام بن غفير للحرم القدسي عدة مرات، وكان آخرها نهاية مارس الماضي، بحماية القوات الإسرائيلية. واتهمه المفوض العام لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، كوبي شبتاي، بالتسبب في المواجهات بين اليهود والعرب بالداخل، حسب موقع بي بي سي عربي.

وحيَّا جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضًا، على اغتيال الصحفية شيرين أبوعاقلة. ويحتفظ بن غفير، على أحد جدران منزله، بصورة الإرهابي باروخ جولدشتاين، منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي بالخليل 1994، والتي تسببت في ارتقاء 29 مصليًا فلسطينيًّا، وتولى الدفاع عن المتهمين بحرق عائلة الدوابشة في قرية دوما، قرب نابلس عام 2015، وفقًا لصحيفة النهار.

ربما يعجبك أيضا