زيارة لعمامرة للقاهرة.. مصر والجزائر مواقف موحدة بوجه الأزمات

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تتمتع مصر والجزائر بعلاقات قوية ومتميزة عبر سنوات طوال، شهدت مواقف تاريخية بين البلدين أبرزها الدور المشهود للجزائر في مساندة دولتي المواجهة (مصر وسوريا) ضد إسرائيل في حرب أكتوبر 1973 ومشاركة بالرجال والمال والسلاح، فضلًا عن مساندات ودعم متبادل حيال الأزمات والعراقيل التي اعترضت مسيرة الدولتين العربيتين خلال عقود.

ووسط دعم عربي وجزائري بارز لموقف القاهرة والخرطوم، تتعرض مصر لأزمة كبيرة ممثلة في تعنت إثيوبيا فيما يتعلق بالملء الثاني لسد النهضة وآليات التشغيل ورفض “أديس أبابا” وجود اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق مصر والسودان في حصتهما من مياه نهر النيل، أيضًا تضمنت زيارة الوزير الجزائري رمطان لعمامرة مناقشة تطورات الأزمة الليبية وما تشكله من شواغل لمصر والجزائر وضرورة إجراء الانتخابات الليبية قبل نهاية العام الجاري، وتبادل الرؤى حيال تطورات الأوضاع في تونس ولبنان.

سد النهضة

وبعد سلسلة مباحثات أجراها وزير الخارجية الجزائري مع مسؤولين سودانيين حول تطورات الأوضاع في ليبيا وقضية سد النهضة، زار لعمامرة، أمس السبت، القاهرة، والتقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، وعقدا جلسة مشاورات، أمس، بحضور وفدي البلدين.

اجتماع شكري ولعمامرة ركز على النقاش المعمق وتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، فضلًا عن تبادل الرؤى حيال أبرز القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

وقال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة: إن «موضوع سد النهضة أصبح عالميًا ينظر إليه على أنه من القضايا المهمة للمجتمع الدولي».

وأكد الوزير الجزائري، في مؤتمر صحفي مع سامح شكري، بحسب بيان للمتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ، أمس، عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: «نعتقد أن الوضع المتعلق بالعلاقة بين دول حوض النيل يمر بمرحلة دقيقة، حريصون على ألا تتعرض العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين العربي والإفريقي لمخاطر». وأردف: «نرغب في أن نكون جزءًا من الحل بكل الملفات الكبيرة التي تهم أشقاءنا حين تكون الظروف ملائمة»، مضيفًا: «نرى أن تصل إثيوبيا ومصر والسودان إلى حلول مرضية تحقق لكل طرف حقوقه».

وأوضح أن الجزائر تعتقد أن العلاقة بين دول حوض النيل خاصة مصر والسودان وإثيوبيا، تمر بمرحلة دقيقة ونحن في حاجة إلى الاطلاع على الأمور ولا نكتفي بمعرفة سطحية لملف «سد النهضة» الحيوي.

وأعرب عن أهمية أن تصل الدول الشقيقة إلى حلول مرضية تحقق لكل طرف ماله من حقوق وتحفظ كذلك واجبات كل الأطراف، وأن تسود الشفافية المطلقة في تلك العلاقة لكي تتساوى الفائدة بالثروة المائية الهائلة.

وتابع: «ما زلنا في اهتمام بهذا الموضوع لأنه مهم للدول الشقيقة والصديقة، ونحن حريصون على أن تظل العلاقة بين الدول الأفريقية والعربية متميزة». وأشار إلى استماعه إلى أديس أبابا والخرطوم، كما استمع جزئيًا إلى معلومات من وزير الخارجية سامح شكري، مع وعد باستكمال الجلسات والتشاور.

القضية الليبية

ووسط اهتمام جزائري بتطورات القضية الليبية، آتت جلسة المشاورات السياسية التي جمعت وزيري خارجية مصر والجزائر، بهدف المبادرة والعمل على استقرار وضع ليبيا وسلامة شعبها لضمان إجراء الانتخابات الرئاسية قبل نهاية العام 2021.

ولفت شكري خلال مؤتمر صحفي في القاهرة، أمس، مع وزير خارجية الجزائر، إلى أن فتح الطريق الساحلي مؤشر إيجابي علي تحسن الوضع السياسي في ليبيا.

وأضاف شكري: “نعمل على دعم الحلول الليبية لدعم استقرار البلاد، ونتطلع لخروج القوات الأجنبية من الأراضي الليبية ونواصل العمل مع دول الجوار من أجل مصلحة ليبيا”.

لبنان وتونس

أكد وزير الخارجية سامح شكري، في مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري، أن مصر تحاول مساعدة لبنان في الخروج من الأزمة الراهنة، معربًا عن أمله تشكيل الحكومة اللبنانية في وقت سريع بما يحقق توافقًا بين كافة الأطراف السياسية من أجل إخراج لبنان من أزمته السياسية والاقتصادية.

وقال شكري: “هناك تنسيق دائم مع الجزائر في مختلف المحافل الدولية”، مضيفًا: “مستمرون في توفير كل الدعم للبنان”. وعلى الصعيد التونسي، لفت إلى أن “مصر تتابع باهتمام بالغ الأوضاع في تونس”. وقال وزير الخارجية المصري: “نثق في حكمة القيادة التونسية لتحقيق الخير لشعبها”، مؤكدًا أن “ما يحدث في تونس شأن داخلي ويعبر عن الشعب التونسي”.

ربما يعجبك أيضا