أصوات نورانية| شعبان الصياد.. «فارس القراء» الذي رفض السلك الجامعي حبًا في التلاوة

محمود طلعت
الشيخ شعبان عبدالعزيز الصياد

امتلك الشيخ شعبان الصياد صوتا ملائكيًّا عذبًا ورثه عن والده، وأتم حفظ القرآن الكريم وسنّه لم تتجاوز السابعة.


تستعرض “شبكة رؤية الإخبارية”، في سلسلتها “أصوات نورانية” على مدار شهر رمضان، قراء القرآن والإنشاد الديني الذين حباهم الله أصواتًا ملائكية عذبة ليطربوا الآذان ويسحروا القلوب.

وفي الحلقة الـ20 من السلسلة نسلط الضوء على القارئ الشيخ شعبان عبدالعزيز إسماعيل أحمد الصياد، أحد مشاهير التلاوة في مصر والعالمين العربي والإسلامي، الذي أصبح له مدرسة فريدة في التلاوة عُرفت باسمه وحصد العديد من الجوائز والأوسمة.

المولد والنشأة وحفظ القرآن

ولد الشيخ شعبان عبدالعزيز  الصياد بقرية صراوة التابعة لمركز آشمون بمحافظة المنوفية، في 20 سبتمبر من العام 1940، ونشأ في أسرة متدينة حافظة لكتاب الله عز وجل، فكان والده الشيخ عبدالعزيز الصياد من حفظة القرآن الكريم الذين تميزوا بعذوبة الصوت وقوته.

وكان الشيخ شعبان الصياد متميزًا بين أقرانه في كتّاب القرية، فكان الأسرع حفظًا والأجمل صوتًا بين الجميع، ما جعله يتم حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في السابعة من عمره.

التعليم.. وتعلّم القراءات

تعلم الشيخ شعبان الصياد أحكام التجويد والقراءات على يد الشيخ جاد أبوغربية أحد مشاهير التلاوة في هذه الفترة، وكان من علماء القراءات في ذلك العصر. والتحق بالمعهد الديني الابتدائي، وأكمل دراسته بالمعهد الديني بمدينة منوف.

وبعدها التحق الشيخ الصياد بالأزهر وتخرّج في كلية أصول الدين شعبة العقيدة والفلسفة، وحصل على الليسانس بدرجة جيد جدًا عام 1966، وترشح للعمل بالسلك الجامعي كمحاضر بالكلية لكنه رفض.وقال حينها إن الجامعة وعمله بها كمحاضر وأستاذ سيجعل عليه التزامات تجاه الجامعة والطلبة، ما يعيقه عن رسالته التي يعشقها ويؤمن بها وهي تلاوة القرآن الكريم.

مدرسة فريدة في التلاوة

الشيخ شعبان الصياد وهبه الله تعالى جمال الصوت وناصية القوة والأداء والتميز والثقافة الصوتية والمقامية القرآنية، فأصبح له مدرسة فريدة في التلاوة عُرفت باسم المدرسة “الصيادية”. وذاع صيتخ وسمع به مشاهير القرّاء في ذلك الوقت، وأُطلق عليه بعض الألقاب مثل ملك الفجر، وقارئ العالم الإسلامي، وصوت من السماء، وفارس القرّاء، ونجم الأمسيات.

وعمل الشيخ شعبان الصياد مدرّسا بالمعهد الديني بمدينة سمنود بمحافظة الغربية، ثم نُقل إلى معهد الباجور الديني، ثم إلى منوف الثانوي، ثم إلى مديرية الأوقاف بشبين الكوم. وترقّى الشيخ الصياد في وظيفته إلى موجه في علوم القرآن لأنه كان يدرّس القرآن والتفسير والأحاديث النبوية، ثم إلى موجه أول حتى وصل إلى درجة وكيل وزارة بوزارة الأوقاف.

دخول الإذاعة المصرية.. والتميز

موهبة الشيخ شعبان الصياد فرضت نفسها على الجميع بما فيهم كبار القرّاء الذين كان يتقابل معهم في المناسبات المختلفة، فكان دائما يصقل موهبته بكثرة الاستماع لقرّاء القرآن في ذلك الوقت. واتسعت شهرة الشيخ الصياد بجميع أنحاء الجمهورية، ما جعله يتقدّم للامتحان بالإذاعة المصرية عام 1975، واجتاز الاختبارات بنجاح باهر، واعتُمد كقارئ للقرآن الكريم بالبرنامج العام مباشرة، دون المرور على إذاعات البرامج القصيرة.

وسافر الشيخ شعبان الصياد إلى معظم الدول العربية والإسلامية والأجنبية لتلاوة القرآن وإحياء شهر رمضان كذلك، وأول دعوة له في رمضان بعد دخوله الإذاعة مباشرة كانت إلى دولة الكويت. وفي العام التالي تلقى دعوة من الإمارات لإحياء شهر رمضان ورئاسة لجنة التحكيم لمسابقة القرآن الكريم، وبعدها تتابعت الدعوات عليه عامًا تلو الآخر من معظم دول العالم.

التكريم والأوسمة.. والوداع الأخير

حصل الشيخ الصياد على العديد من شهادات التقدير والجوائز والأوسمة من معظم الدول التي دعي إليها لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك.

وبدأت أعراض المرض تظهر على الشيخ شعبان عام 1994، عندما أصيب بمرض الفشل الكلوي، ورغم ذلك استمر في تلاواته حتى أقعده المرض تمامًا، إلى أن فاضت روحه الطاهرة في يناير عام 1998 الأول من شهر شوال مع تكبيرات أول يوم من عيد الفطر المبارك.

ربما يعجبك أيضا