لحلحلة الملفات الخارجية.. زيارات دولية وإقليمية إلى إيران

يوسف بنده

بلغت محادثات فيينا مرحلة حرجة تنتظر قرارًا سياسيًّا من قبل واشنطن أو طهران، بهدف إنقاذ محادثات العودة للاتفاق النووي.


يحاول الاتحاد الأوروبي جاهدًا إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران وإنهاء حالة الجمود منذ توقف مفاوضات فيينا.

في خطوة لحل القضايا العالقة المتبقية لإحياء الاتفاق النووي، من المقرر أن يتجه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، إنریكي مورا، إلى طهران يوم الثلاثاء القادم، وسيمكث هناك حتى يوم الجمعة، لبحث سبل استئناف مفاوضات فيينا.

الملف النووي

وبيّن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: “نسعى للتوصل إلى حل وسط لإنهاء الأزمة التي تنذر بتقويض جهود دبلوماسية أوروبية استمرت أكثر من عام للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى انضمام أمريكا مجدداً إلى اتفاق 2015 ورفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل تقليص طهران أنشطتها النووية بشدة، حسب وكالة «مهر».

وصرح وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، الثلاثاء الماضي، بأن محادثات فيينا “مستمرة” من خلال تبادل الرسائل الخطية، حسب وكالة «ايسنا».

وتأتي هذه الزيارة بعد تصويت الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، الأربعاء الماضي، على مشروع القانون المقترح كشرط لبقاء الحرس الثوري في قائمة الإرهاب، إذا ما عادت واشنطن إلى الاتفاق النووي. وبين عبداللهيان، الجمعة الماضية، أن سياسة الضغوط القصوى الخاطئة” التي تنتهجها أمريكا هي المسؤولة عن الوضع الراهن في ما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

عقبة الحرس الثوري

تطالب إيران برفع اسم الحرس الثوري من قائمة الإرهاب والعقوبات الأمريكية، وهو أمر ترفضه واشنطن وتصر عليه طهران. ويسعى المسؤول الأوروبي إلى إقناع الإيرانيين بالتنازل عن هذا المطلب الذي يعطل منذ مارس الماضي، محادثات العودة إلى الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1. خاصة أن العقوبات الأمريكية قد زادت بقوة من الصعوبات الاقتصادية على المواطن الإيراني ما أثار حالة من الاستياء العام.

ويشير تقرير لوكالة رويترز، إلى أن مسؤولي النظام الإيراني ليسوا في عجلة من أمرهم لإحياء الاتفاق النووي بسبب ارتفاع أسعار النفط بعد الحرب الروسية الأوكرانية. ولا تكشف إيران عن أرقام محددة تتعلق بصادراتها النفطية لكن مسؤولاً إيرانياً بقطاع النفط كشف أنها تصدر حاليًّا نحو 1.5 مليون برميل يوميًّا أغلبها يذهب إلى الصين بخصم كبير، رفضت السلطات الإيرانية الإفصاح عنه.

الحوار مع السعودية

كشفت صحيفة الجريدة الكويتية، 2 مايو الجاري، أنه بعد الجولة الرسمية الخامسة من المفاوضات التي استضافتها بغداد، تُجرى اللقاءات والاتصالات بين الجانبين بنحو مكثف على مستوى خبراء دبلوماسيين في بغداد ومسقط، لإزالة جميع العقبات والخلافات بين البلدين، والوصول إلى صيغة تفاهم مشترك بينهما لعقد الجولة السادسة على مستوى وزيري الخارجية، إذا لم يحدث أي طارئ.

وهناك تشابك بين نتائج الملف النووي ونتائج الحوار مع السعودية، فتصر الرياض وقوى إقليمية أخرى على بحث ملف التهديدات الإقليمية لإيران ضمن المحادثات النووية، خاصة الملف اليمني.

وقد ناقش وزير الخارجية الإيراني مع الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو جوتيريش، هاتفيًّا، أمس السبت،​ ملف المفاوضات النووية​، إلى جانب الملف اليمني، وأهمية الحفاظ على الهدنة وتحقيق تسوية سياسية شاملة.

زيارة أمير قطر

يعتزم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زيارة طهران قريبًا. بهدف متابعة الاتفاقيات السياسية والاقتصادية التي توصل إليها البلدان خلال زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي إلى قطر في فبراير الماضي. إلى جانب خطط طهران للاستفادة من البنوك القطرية لاستقبال أموالها المفرج عنها في الخارج. مع توقيع البلدين اتفاقيات للتعاون في مجالات استضافة مونديال قطر 2022.

وتلعب قطر دورًا وسيطًا في العلاقات الإيرانية مع دول الخليج وأمريكا، ولذلك تأتي هذه الزيارة لمتابعة أجواء التهدئة الإقليمية المدفوعة باستئناف الحوار السعودي – الإيراني، والثاني مساهمة قطرية في إنقاذ محاولات إحياء الاتفاق النووي عبر مسار فيينا الذي يواجه انسدادًا متواصلًا.

ربما يعجبك أيضا