دعوة نصر الله لخصومه تكشف أزمة «حزب الله»

ضياء غنيم
دعوة نصر الله للحوار

تهديد نصر الله بانفجار كبير في المنطقة بعد شعوره بتراجع شعبيته وصعود قوى 14 آذار.


دعا الأمين العام لميليشيا حزب الله حسن نصر الله القوى السياسية اللبنانية إلى الشراكة والتعاون في استخراج النفط والغاز من المياه الإقليمية، وأرجع محللون دعوة نصر الله إلى نتائج الانتخابات النيابية.

تصريحات نصر الله جاءت بمناسبة احتفال لبنان بعيد المقاومة والتحرير 25 مايو 2000، بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب البلاد، ولم تخل من تلويح بالقوة في دلالة على انعكاس نتائج الانتخابات النيابية على موقف الحزب وحلفائه.

دعوة نصر الله وتهديد مبطن

ذكرى يوم التحرير والنصر كانت الفرصة الأنسب لنصر الله لتبرئة ساحة حزبه من طلب السلطة بعد الانتصار رغم أن “سوريا كانت موجودة والرؤساء الـ3 في البلد حلفاء لنا”. في إشارة إلى رؤساء الجمهورية إميل لحود، والحكومة سليم الحص، ومجلس النواب نبيه بري، وأن وجوده حاليًّا في الحكومة هدفه “حماية ظهر المقاومة ومتابعة حاجات الناس وإلا فإن هذه السلطة ليست هدفًا لنا”، حسب موقع قناة الميادين.

دعوة نصر الله إلى الشراكة والتعاون مع القوى السياسية اللبنانية على ملف استخراج النفط والغاز من المياه الإقليمية، وتأجيل مناقشة الاستراتيجية الدفاعية ونزع سلاح الحزب جاءت من موقع قوة واقتدار على حد تعبيره، وبدعوى غياب الدولة واتجاهها إلى الانهيار في الوقت الراهن.

تلويح بالتصعيد

تصريحات الأمين العام لـ”حزب الله”، هاجم فيها ضمنيًّا القوى المعارضة التي تطلق على نفسها مسمى “السياديون”، قائلًا: “يجب أن يعلم الناس من هو السيادي في هذا البلد”.

وكان لافتًا عبارة “أيار عنوان كل انتصار”، على يمين نصر الله، في احتفاء بمعارك وانتصارات شهر مايو، التي من بينها اجتياح ميليشيات الحزب للعاصمة بيروت 7 مايو 2008، وفرض الوصاية على الأغلبية النيابية بقوة السلاح.

“القوات” و”الاشتراكي”: لا إصلاح من دون سيادة

فصل نصر الله القضايا الاقتصادية والمعيشية الملحة عن ملف السيادة لاقى رفضًا بين القوى اللبنانية، وعلى رأسها تكتل الجمهورية القوية بقيادة حزب القوات اللبنانية، فقد رفض النائب فادي كرم تلك الدعوة واعتبرها مضيعة للوقت، وتمويهًا على خيار الناخبين اللبنانيين الرافضين لسلاح “حزب الله”، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

وأضاف كرم أن نتائج الانتخابات أكدت توق الشعب “لبناء دولة حقيقية ذات سيادة تكون فيها حصرية السلاح وقرار السلم والحرب بيد الدولة والجيش اللبناني”.

من جانبه رفض الحزب التقدمي الاشتراكي، بزعامة وليد جنبلاط، ما أسماه “الحوار من أجل الحوار”، على غرار تجارب سابقة في 2006 و2008 و2011، وكشفت مصادر الحزب أهمية إقرار الاستراتيجية الدفاعية والانطلاق منها إلى ملفات الإصلاح الأخرى، وأنه «لا إصلاح من دون سيادة».

توريط لبنان في مواجهة خارجية

الحفاظ على حياد لبنان وعدم انفراد الحزب بقرار الحرب يعد مطلبًا أساسيًّا للقوى “السيادية”، التي تتخوف من مناورات الحزب للإبقاء على سلاحه.

واعتبر موقع أساس ميديا أن تهديد نصر الله بانفجار كبير في المنطقة على وقع الأوضاع في الأراضي المحتلة، يشبه حرب تموز 2006، التي أججها الحزب بعد شعوره بتراجع شعبيته وصعود قوى 14 آذار المطالبة بخروج الجيش السوري.

التعطيل خيار بديل للحزب

تعطيل الاستحقاقات والتسبب في فراغ حكومي ومؤسساتي قد يكون خيارًا بديلًا للحزب بعد خسارته للأغلبية النيابية وخسارة حلفائه من السنة والمسيحيين، بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.

وتوقع المعهد أن يلجأ الحزب “المُهان والقلِق” إلى فرض حل وسط والتأثير على تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية لضمان وصول مرشحه إلى قصر بعبدا، ما يهدد بعرقلة الإصلاحات والتغيير السياسيين.

ربما يعجبك أيضا