مأساة عائلة سورية بهولندا تتحول إلى لعبة سياسية في يد المتطرفين

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام-  “مأساة عائلة محمد السقا السوري” فرصة كبيرة لأصحاب الفكر المتشدد الرافض لقبول الآخر من منطلق الكراهية و نشر ثقافة الفرقة والعنصرية بأسم الحرية  ورفض المواطنة ،من جهة ومن جهة أخرى بإسم الدين، وقد تم بالفعل استغلال المأساة بشكل كبير،والحكاية بدأت عندما نشر فيديو ومعه  صور مروعة لعائلة سورية  أثارت ضجة كبيرة في مدينة هيرلين. إذ تعرضت عائلة ” محمد السقا” لمضايقات عدوانية شديدة عدة مرات من قبل الجيران. ومن جانبه أكد الأب إنهم لم يتلقوا أي مساعدة من الشرطة أو البلدية وأن الوضع أصبح خطيرًا لدرجة أن العائلة اختبأت لفترة في بلجيكا. وتفاعل عدد كبير من الناس مع هذه القضية، مطالبين الجهات المختصة، اتخاذ إجراءات سريعة لمساعدة الأسرة، حيث تُظهر مقاطع الفيديو  المتداولة لأعمال العنف وأظهر الفيديو أيضا الأب وهو يحكي تفاصيل ما تعرضوا له، ونشر ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأوضح  كيف تلقى زجاجات مولوتوف على  حديقة العائلة، فضلا عن اقتحام رجل مسلح منزل الأسرة السورية، ومهاجمة الكلاب لأطفاله، ومحاولة شباب عنصري التحرش بابنته السوري، بحجة أن السوري تحرش بنساء المدينة والأطفال وذلك حسب الإعلام الهولندي.

تداول نشطاء ومشاهير هولنديون، الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ أطلق المؤثر باس سميت حملة تبرع. إذ كتب على صحفته، “دعونا نجمع الأموال لهذه العائلة حتى يتمكنوا من الانتقال إلى مكان آمن ومنح أطفالهم قسطًا من الراحة.” وتفاعل عدد كبير من المشاهير الهولنديين مع هذه الحملة. وحث كل من ، رومي مونتيرو وليل كلاين ، ويتزن هاوزن، ميليو سكا. من بين آخرين، الناس إلى تقديم التبرعات. يمكن استخدام الأموال لإيجاد سكن آخر للعائلة السورية. ومن جانبه أوقف باس حملته بعد ما جمع أكثر من 30 ألف يورو للعائلة.

وفي الخلف وقف حزب دينك الإسلامي يحرض وينشر ويسوق القضية على أنها قضية عنصرية هولندية في أبشع صورها، علما بأن برنامجه الانتخابي يعتمد على محاربة التمييز العنصري بكل أشكاله، ولذلك استغل القضية في حملته الانتخابية، ومن جهة أخرى الأسرة المعتدية على العائلة السورية فالزوجة هولندية تابعة لحزب خيرت فيلدرز والزوج هنغاري ، ومجاملة لحزب  اليمين المتطرف كاره التواجد الأجنبي في هولندا، حاولوا جمع توقيعات من الجيران تدين رب العائلة السورية محمد السقا وتؤكد أنه تحرش بأبناء الجيران لطرده وربما سجنه، الجيران ومعظمهم من الهولنديين رفضوا ذلك وأكدوا  للناشط الميداني ثائر المهداوي  من حزب العمال  وعضو مؤسسة  مانو لمساعدة تأهيل اللاجئين بمدينة روتردام،  أن السوري محترم ولكن المشاكل كانت عبارة عن شجار عادي سببه الصوت العالي والضوضاء  لوقت متأخر من قبل عائلة السقا.

ناشط ميداني بمؤسسة للاجئين  يكشف الحقيقة الكاملة

الناشط الميداني ثائر المهداوي عضو حزب العمال و أيضا عضو مؤسسة  مانو لمساعدة تأهيل اللاجئين بمدينة روتردام ثائر المهداوي أنه ذهب بنفسه إلي حيث كان يسكن السوري للتحري عن الحقيقة الكاملة، عن ذلك قال بعد  مشاهدتي وسماعي لعدة فيديوهات ومقالات وتعليقات تخص حادثة اعتداء على عائلة سورية لاجئة بمدينة هيرلين انتقلت الى هناك بصحبه صحفي عراقي تركماني للبحث عن الحقيقة، واضاف عند وصولنا لشارع الحادث كانت تقف سيارة شرطة وسيارة شرطة اخرى تدور حول الشارع أيضا، وتم تركيب عدة كاميرات للمراقبة من قبل الشرطة  لكي يتم توثيق كل شيء بعد أن أخلو ثلاثة عوائل لها علاقة بالحادثة مع غلق جميع الابواب والشبابيك من الامام والخلف بألواح خشبية محكمة

الشرطة سمحت لنا بالدخول والتحقيق بعد أن صورت هويتنا الهولندية.، وسمحو لنا بالتواصل مع الجيران لعمل محادثة لمعرفة الحقيقة من الجيران

ويقول المهداوي في البداية حاولنا التواصل مع بعض من الجيران بالعمارة التي كان يسكن بها السقا، وهي  تتكون من طابقين وكل طابق به حوالي ستة شقق وامامهم حديقة جميلة لكي يستطيع الأطفال اللعب بها،  ولكنهم لم يرحبوا باستقبالنا، وأيضا حاولنا  تواصلنا مع بعض المارة بالشارع ولكنهم ايضا اعتذرو عن الكلام. بكل احترام

اسئلة رؤية عن تفاصيل الواقعة

مراسلة رؤية عرضت الأسئلة على المهداوي وبدوره  عرضها على سيدة هولندية بعمر الأربعين من جيران السقا وحاول منها معرفة التفاصيل الكاملة حول أسباب الصدام  وحادث الاعتداء، وجاء الحوار على النحو التالي 

هل صحيح ما ذكرته  “صحيفة هولندية” بان السوري محمد السقا كان يتحرش بالأطفال ؟

قالت بنبرة استنكار  غاضبة ليس صحيح معظم  ما كتب ضد السقا، واضافت  انني اقيم بجوارهم مع ثلاثة أطفال عمرهم  بين 4 سنوات و9 سنوات وأكبرهم 12 سنة، لم يتحرش بهم ولا بأطفال العمارة

هذا كلام غير صحيح تماما

الجارة محامية المشتكي حاولت أن تجعلنا نشهد زور على السقا بأنه تحرش بأولادنا

اعترفت جارة السقا  أن محامية المشتكي على عائلة محمد السقا السوري، بأنها طلبت منها  ومن بعض العوائل بالمنطقة بأن يشهدوا بأنه يتحرش بأطفالهم، وأكملت لقد رفضنا عدة عوائل هذا لأنه لم يحدث

وأضافت الهولندية مؤكدة  أنها والجيران كانوا يساعدون محمد السقا بترجمة الرسائل  التي لم يفهمها ولم 

يصدر عنه أي تصرف سيّء ضد أي سيدة بالعمارة، وأكدت أنه اتهام باطل ومرفوض تماما

ما سبب الخلاف إذن؟

المشكلة بينه وبين الجيران بالإجماع سببها الضوضاء التي تصدر منهم وعندما تخطره  وننبه أنه يوجد ضوضاء  لديه  ونطالب،  بخفض الصوت والالتزام بحقوق الجار خاصة وأن هناك قواعد عامة بين الجيران أهمها خفض الصوت والموسيقي خاصة في الليل بعد الثامنة مساءا وفي عطلة الأسبوع تكون أطول بعض الشيء لكن بدون ازعاج للجيران   

هل كان يتجاوب معكم ؟

نعم ويعتذر باحترام ولكن الضوضاء تعود بعد أيام، والمشكلة قائمة  أكثر من ثمانية أشهر

ولكنني أتفهم ذلك لأن عائلة محمد السقا جاءت من بلد به حرب وبها مشاكل إنسانية كثيرة وثقافة مختلفة

عراقي من كردستان يقيم بالحي يؤكد أنه رجل محترم

ولأهمية الموضوع  بالنسبة لمؤسسات اللاجئين التي تحمي حقوقهم، تم سؤال جار أخر عراقي، عن السقا وهل  سبق وتحرش بأطفالهم،   أجاب هذا كلام غير دقيق وأنها تهمة كاذبة لا أكثر، واضاف قابلت الاخ السوري ثلاثة مرات بحديقة الحي التي يلعب بها الأطفال، أنه إنسان محترم ومشغول مع أطفاله ولا توجد  أي شكوى ضده، ,اكمل المشكلة كبرت وذهبت لأغراض حساسة جدا ولكن هذا غير دقيق وغير صحيح

اليمني متطرف ينشر مزيد من الكراهية ضد اللاجئين

وللأسف استغل الموقف  بعض من أتباع حزب اليميني المتطرف خيرت فيلدرز من العنصريين لنشر مزيد من الحقد والكراهية ضد اللاجئين، وكملت المؤامرة، بمحاولة  المحامية بتشويه الحقيقة وهو تصرف غير أدمي، وكل هذا سوف يستغل في البرنامج  الانتخابي اليمني المتطرف

الناشط الميداني القضية سياسية لحساب حزب إسلامي

وأوضح  العراقي الناشط الميداني ثائر المهداوي، أنه بعد جمع الأدلة والتحقيق في الواقعة،   تأكدنا  أن حزب دينك استغل الموضوع بطريقة خاطئة لكي يكسب بعض الأصوات الانتخابية التي ستجري في مارس من عام القادم  2021

وحرض المحسوبين على الحزب على الكراهية والعنصرية ودخل الاسلام بالموضوع وهذا خطأ فادح جدا ان الموضوع ليس به كراهية أو عنصرية ابدا، بل مشكلة بين الجيران بسبب الضوضاء لا غير

والمشكلة بين عائلة سورية مع شخص هنغاري  زوجته هولندية، وأضاف أنني أقيم بهولندا منذ حوالي 28 سنة لم ارى هكذا مشكلة لان الشعب الهولندي شعب مسالم جدا ويحب الخير ومساعدة الأجانب كثيرا

وأكمل لقد صورت الشقق الثلاثة التي أغلقت بألواح الخشب الكبيرة من الامام والخلف، وتم إرسال  العوائل  الثلاثة إلى أماكن مجهولة، سوف  يتم نقلهم لمساكن دائمة بمناطق مختلفة لعدم الصدام مجددا

وطلب المهداوي من الجميع ضبط النفس وعدم اثارة الفتنة من جديد

ربما يعجبك أيضا