رؤية – أشرف شعبان
كشفت مواقع عبرية النقاب عن حالة التأهب التي فرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي لقواته الخاصة في البحر تخوفا من الانتقام الإيراني لاغتيال قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، والعالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.
حالة التأهب القصوى
ونقل موقع «واللا» العبري عن مسؤولين أمنيين بأن إيران تبحث عن طريقة للانتقام على مقتل الإثنين، حيث وجه مسؤولون ايرانيون أصبع الاتهام إلى الموساد الإسرائيلي بالمسؤولية عن اغتيال فخري زاده في إيران.
قوات أسطول الغواصات والسرب 13 الإسرائيلية، كانت على رأس الوحدات العسكرية التي وضعت في حالة التأهب القصوى. كما أن غواصة تابعة لبحرية الاحتلال الإسرائيلي أبحرت مؤخرا تجاه البحر الأحمر، واختفت على مدار عدة أسابيع تحت الماء.
إسرائيل مستعدة لكافة السيناريوهات
اتخاذ قرار نقل الغواصة إلى البحر الأحمر جاء بالتناسب مع التحديات الأمنية في المنطقة، ويشكل رسالة مفادها أن إسرائيل مستعدة لكافة السيناريوهات، حسبما ذكر محللون إسرائيليون.
وذكر محللون أن توجه الغواصة الإسرائيلية نحو البحر الأحمر وخليج عدن يعني توجيه رسالة قوية إلى إيران، مفادها أن تل أبيب جاهزة لكل السيناريوهات.
وحذر وزير الشؤون الاستخباراتية الإسرائيلي ايلي كوهين من التهديدات في منطقة البحر الاحمر، على خلفيات المتغيرات الجيو-سياسية، حيث كتب في وثيقة مفصلة: «أهمية البحر الاحمر الاستراتيجية تتزايد في سياق صراعات النفوذ الدولية والإقليمية، وأنه يشكل فرصة سياسية- استراتيجية لإسرائيل لاقامة وتحسين العلاقات وإنشاء نظام ردع أمام إيران وأذرعها الحوثيين في المنطقة.
الموساد يتابع نشاط زادة منذ 1993
من جانبها كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن جهاز الموساد كان يتابع نشاط العالم الفيزيائي محسن فخري زادة منذ 1993م، وكان حينها يخطو البرنامج النووي الإيراني خطواته الأولى.
التفاصيل جاءت في مقال تحت عنوان «ملف فخري زادة» للكاتب والمحلل الإسرائيلي آرون بيرجمان، محلل الشؤون الاستخباراتية في الصحيفة الذي أكد أن الموساد، في تجنيد مسؤول إيراني مقرب من العالم النووي.
وتمكنت تل أبيب من الوصول إلى كم هام من المعلومات بشأن هذا العالم الفيزيائي والمشروع النووي الإيراني وعلاقته بعبد القدير خان أب القنبلة النووية الباكستانية.
تسجيلات سرية
وشملت هذه المعلومات، “تسجيلات سرية تشمل معلومات بصوت فخري زاده، تتحدث عن بناء خمس رؤوس تفجيرية نووية” ووثائق بخط يده.
وبحسب الصحيفة، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت قد أسمع التسجيل سنة 2008 للرئيس الأمريكي، آنذاك، جورج بوش الابن لإقناعه بضرورة تكثيف الضغوط على طهران بشأن برنامجها النووي الذي بدا، حسب التسجيل الصوتي مثلما قالت “يديعوت أحرونوت”، مشروعا غير سلمي. وهو ما غير الموقف الأمريكي وفتح المجال لتعاون واشنطن وتل أبيب لمواجهة المشروع الإيراني.
تأجيل اغتيال العالم زادة أكثر من مرة
واختير فخري زاده على رأس البرنامج النووي الإيراني لكونه عالما عالي الكفاءة في مجاله، لكن أيضا لولائه الذي لا تشوبه شائبة للنظام الإيراني حيث انخرط في “الحرس الثوري” مبكرا منذ سنة 1979 وكان “الرجل الصحيح في المكان الصحيح” على رأس المشروع النووي.
وبحسب التقرير، فقد اضطر الموساد إلى تأجيل اغتيال محسن فخري زادة أكثر من مرة لأسباب عملية وتقنية وأمنية وسياسية .
وكانت إيران حملت إسرائيل المسؤولية عن اغتيال المهندس النووي الإيراني زاده متوعدة بالانتقام.
اليمن جبهة أخرى
فيما أفادت وسائل إعلام أجنبية مؤخرًا عن شحنة أسلحة كبيرة جدًا غادرت إيران إلى اليمن، شملت، من بين أمور أخرى، طائرات بدون طيار تحمل متفجرات قادرة على أن تصيب أهدافًا بحرية وبرية”.
وكان ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، قد أكد أن «المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية في إسرائيل تخشى أن تصبح اليمن جبهة أخرى في القتال مع إيران، بسبب الخطر الذي يشكله الحوثيون على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر».
وأكد موقع «زمن إسرائيل»، أن «مسؤولين أمنيين إسرائيليين أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء صعود الحوثيين في اليمن، لأن عملية التكثيف العسكري لهم مستمرة منذ سنوات عدة، حيث تقوم إيران بتهريب كميات كبيرة من الأسلحة إلى اليمن عن طريق البحر الأحمر، وإرسال خبراء عسكريين إليها، لتحسين تكنولوجيا إنتاج الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى، لاستخدامها ضد إسرائيل».
إسرائيل تخشى سياسة بايدن
وبحسب الباحث بمعهد القدس للشؤون العامة، ومحرر الشؤون العربية في الإذاعة العبرية، يوني بن مناحيم، فإن «الحوثيين لديهم صواريخ بعيدة المدى قد تضرب مدينة إيلات وبئر السبع والسفن الإسرائيلية المبحرة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، كما أنهم يستخدمون الألغام البحرية والقوارب المتفجرة الصغيرة التي تنفذ تفجيرات انتحارية على السفن الكبيرة».
ونشرت إسرائيل قبل أيام غواصة بحرية لها في البحر الأحمر لتوفير رد عسكري على تهديد الحوثيين في اليمن، ما يشير إلى الخوف الكبير لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من فتح جبهة قتال جديدة ضد إيران في اليمن نفسه”.
وأخيرا يرى يوني بن مناحيم أن إسرائيل تخشى من مهاجمة أهداف إسرائيلية في البحر الأحمر دون موافقة إدارة بايدن، لأن السياسة التصالحية المتوقعة منه ستؤدي لتشجيع النشاطات المعادية لإسرائيل في الشرق الأوسط، الأمر الذي سيجعل اليمن جبهة أخرى يتعين على إسرائيل أن تواجه فيها إيران، رغم المسافة الجغرافية الكبيرة”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=624492