بالمستندات.. المقاومة الإيرانية تكشف توسع نشاط طهران النووي في مؤتمر بأمريكا

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي
واشنطن – كشفت المقاومة الايرانية اخطر معلومات موثقة من مصادرها الخاصة داخل إيران عن توسع الملف النووي الايراني وقد كشفت النقاب عن الحالة البنيوية لإنتاج القنبلة النووية للنظام الإيراني، خلال مؤتمر صحفي عقد بواشنطن من ساعتين تقريبا، وقد أعلنت انها حصلت علي المعلومات شبكة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل البلاد عن أن هيكلية مؤسسة التخطيط أو بتعبير آخر فان العقل المدبر لمشروع القنبلة النووية لنظام الملالي، والتي هي المسؤولة عن التخطيط للقنبلة النووية، بقت على حالها بعد الاتفاق النووي المعروف بالاتفاق الشامل المشترك، وهذه المؤسسة تواصل نشاطاتها على قدم وساق حيث تبين لحد الآن أن نشاطاتها توسعت في بعض المجالات، كما تكشف معلومات عن موقع جديد يرتبط بالمشروع النووي بقي مخفيا وبعيدًا عن أنظار مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).

موقف مؤسسة هندسة السلاح النووي
المؤسسة المعنية بهندسة السلاح النووي داخل النظام الإيراني هي «منظمة الأبحاث الدفاعية الحديثة» المعروفة بالفارسي «SPND». هذه المنشأة تتكون من 7 مجموعات فرعية تبحث كل واحد منها في مجال خاص للحصول على السلاح النووي، وتبيّن خلال تحقيق استمر عدة أشهر من داخل النظام منها في قوات الحرس ووزارة الدفاع و«سبند» وتلقي تقارير عن 7 مجموعات فرعية في منظمة «سبند» أن هذه المجموعات السبع تواصل بحوثها في مجالات مختلفة تتعلق بصنع القنبلة النووية مثلما كان عليه قبل الاتفاق النووي. وفي بعض الأقسام تم اتخاذ اجراءات جديدة لغرض التمويه واخفاء الأهداف الحقيقية للأبحاث، وكانت المقاومة الإيرانية قد كشفت في تموز 2011 عن وجود منظمة «سبند» وبعد ثلاثة أعوام وفي 29 اغسطس2014، تم وضع هذه المؤسسة في قائمة العقوبات الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية تنفيذا للقرار التنفيذي رقم (13382). 

آخر موقف سبند
محسن فخري زاده مهابادي المعروف بالدكتور حسن محسني، هو الرجل المحوري في منظومة صنع القنبلة النووية للنظام وهو عميد في الحرس الثوري وهو رئيس مؤسسة «سبند» أيضا. فهذه المؤسسة تعمل منذ آخر تغييرات حصلت فيها في ولاية حسن روحاني، بشكل مباشر تحت اشراف عميد الحرس حسين دهقان وزير الدفاع في حكومة حسن روحاني. جميع منتسبي وخبراء مؤسسة «سبند» مازالوا يواصلون نشاطاتهم ولم تتغير هيكلية هذه المؤسسة، والموقع المركزي لهذه المؤسسة في «مبنى نور» في طهران شارع «لنكري» بالقرب من وزارة الدفاع. ومكتب عمل محسن فخري زاده يقع في هذا المبنى.

موقف منظومتين محوريتين في مؤسسة سبند.. تطوير الأعمال في منظومة “متفاض”
هناك منظومتان من المجموعات السبع التابعة لمؤسسة سبند لهما دور محوري:
الجهة التي تعمل على صنع المواد شديدة الانفجار أي المواد التي تعمل كصاعق للقنبلة النووية هي مركز أبحاث تقنية الانفجار والضربة (المسماة بـ ”متفاض“)

الجهة التي تعمل على التخصيب واليورانيوم المخصب – مجموعة ”فخار مقدم“
الجهة التي تعمل على البحث فيما يخص صاعق القنبلة النووية وصناعته هي مركز أبحاث تقنية الانفجار والضربة ”متفاض“. يديرها في الوقت الحاضر شخص باسم المهندس محمد فردوسي. انه يعمل منذ عام 1986 في وزارة الدفاع. انه خبير في الانفجار القوي. كما انه يعمل متزامنا كرئيس لمجلس ادارة جمعية الانفجار القوي في جامعة مالك اشتر التابعة  لوزارة الدفاع، وكشفت المقاومة الإيرانية في سبتمبر 2009 عن مركز ”متفاض“ وموقع اختباره الواقع في منطقة خُجير العسكرية شرق طهران. يقع الموقع في طريق خُجير العسكري باتجاه صناعة بارتشين العسكري بجوار قرية باسم “سنجريان”، ولكن التحريات الأخيرة تؤكد أن متفاض تجري اختباراتها في موقع آخر كان مخفيا عن أنظار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. 

“مركز الأبحاث” – موقع سري متفاض تم رصده مؤخرا
تكشف المعلومات الجديدة عن موقع جديد يعرف في أدبيات داخلية في “سبند” باسم “مركز الأبحاث” أو الأبحاث، وهو الموقع الرئيس للاختبارات والنشاطات لمنظومة متفاض، بعد توقيع الاتفاق النووي في 2015، نقل النظام القسم الأعظم من النشاطات التي كانت تجري في موقع متفاض في “سنجريان” والمنتسبين العاملين في الموقع، الى مؤسسة الأبحاث داخل بارتشين وتقلصت النشاطات في موقع سنجريان وذلك للحؤول دون الكشف عن نشاطات موقع متفاض. وحاول النظام جاهدا لحد الآن إخفاء هذا المركز المهم “مركز الأبحاث” عن الهيئات الدولية. وسبب نقله إلى بارتشين كان يعود إلى أن تقديرات المسؤولين للنظام هي أن امكانية وصول الوكالة الدولية من جديد إلى بارتشين ضعيف جدا وهذا يشكّل مظلة حماية جيدة لنشاطات النظام في هذا المجال، ويقع مركز الأبحاث في منطقة بارتشين العسكرية الواسعة بمساحة قرابة 50 كيلومتر جنوب شرق طهران وهي منطقة عسكرية تحت سيطرة وزارة الدفاع. في بارتشين هناك 12 صناعة عسكرية وصاروخية خصصت وزارة الدفاع لكل واحد منها تشفيرة خاصة باسم “مشروع واحد الى 12” ، مركز متفاض يقع في “مشروع 6″لصناعة بارتشين العسكرية باسم مشروع “الكيماوي” “زين الدين”، مساحة المشروع 200 هكتار وهي منطقة مسيجة ومحمية.
ولغرض التمويه والتستر على الأهداف الحقيقية لمركز الأبحاث، يتم العمل في مشروع 6 على تفجيرات تقليدية وكذلك اختبارات لتفجير الصواعق. التفجيرات التقليدية هي غطاء لاختبارات متفاض وسبند. مشروع 6 المعروف بصناعة “زين الدين” هو جزء من الصناعة الكيماوية لمجمع بارتشين، عنوان موقع مشروع 6 بارتشين حيث يقع مركز أبحاث متفاض هو: نهاية طريق ”بابايي“ السريع ، طريق خُجير العسكري- بارتشين، بعد العبور من النفق في الجناح الجنوبي لسد مالمو. حين الدخول من بوابة الحرس في بارتشين مشروع 6 يقع في الجانب الأيسر.

ووفق المعلومات فان خطة الموقع الاحتياطي لموقع سنجريان لموقع متفاض تمت في عام 2005 من قبل عميد الحرس علي حسيني تاش نائب وزير الدفاع آنذاك، وفي بداية عام 2005 تم بدء العمل على بناء أنفاق لنشاطات مركز متفاض في مشروع 6 في بارتشين، شركة “بارس گرما” للعمران والصناعة وهي شركة قديمة لصناعة الدفاع شيّدت هذه الأنفاق، المدير التنفيذي للشركة في الوقت الحاضر هو “مجتبى قنبري”.

أحد المديرين الذي عمل مباشرة في بناء الأنفاق في سبند في مشروع 6 في موقع بارتشين هو المهندس عباس رشيد بور من شركة “بارس گرما” الذي كان مديرًا لمشروع 6 متفاض. استغرقت عملية البناء للمشروع 4 سنوات وفي عام 2009 تم تسليم المنشأة الى صاحب العمل أي “سبند” قسم متفاض.

وخلال العامين الماضيين فان القسم الأعظم لنشاطات متفاض منها القسم الأعظم لنشاطات موقع سنجريان، تم نقلها إلى مشروع 6 في صناعة زين الدين في بارتشين حيث لها قاعات وهياكل معدنية وورش مختلفة. مركز الأبحاث يقع وسط مشروع 6. ويتم دخول الموظفين عبر بوابة مشروع 6 ولكن المركز هو موقع مستقل ومغلق. 
يذكر أن المخزن المتعلق بالانفجار الشديد فيما يخص المشروع النووي وبالتحديد صاعق التفجير، هو ضمن مسؤولية متفاض وكانت هذه المؤسسة تتابع الاختبارات بمساعدة متخصصين من اوكرانيا. موقع مخزن الانفجار الشديد والاختبارات الأولية للانفجار النووي حيث تم تطهيره في عامي 2013 و 2014 كان في جنوب مجمع “مركز الأبحاث” على بعد 700 متر. 

حماية شديدة للمعلومات تجنبا لعدم الكشف عن مركز الأبحاث
ولغرض عدم الكشف عن مركز الأبحاث لصناعة زين الدين يتم السيطرة على حماية المعلومات من قبل ضباط حماية المعلومات للحرس. آمر حماية المعلومات في هذا القسم هو عميد الحرس مصطفى سيري رئيس حماية المعلومات في سبند.

سيري كان منذ عام 1999 من المسؤولين لحماية المعلومات في وزارة الدفاع. وبسبب أهمية بالغة لحماية المعلومات في سبند لوزارة الدفاع، تم نقل عميد الحرس مصطفى سيري إلى رئاسة حماية المعلومات لمؤسسة سبند قبل سنوات. إنه وظف عددًا من الأفراد الموثوق بهم بينهم أعداد من أقاربهم في عمل حماية المعلومات عن متفاض وسبند.

الكشف عن هوية بعض المنتسبين والخبراء في متفاض
أسماء عدد من منتسبي متفاض وهم:
محمد فردوسي (مهندس) رئيس مركز الأبحاث للتفجير والضربة (متفاض) مركز الآبحاث في مشروع6، عميد الحرس مصطفى سيري   رئيس حماية المعلومات في موقع سبند ومركز الأبحاث في زين الدين، داور زني  رئيس قسم السلامة والصحة في متفاض في مشروع6 (زين الدين)، مسعود صديقي ديواني  من خبراء قسم الأبحاث في متفاض، علي رضا مولاي  من خبراء قسم الأبحاث في متفاض، حيدري  من خبراء قسم الأبحاث في متفاض، خسروي  من خبراء قسم الأبحاث في متفاض، مهدي بور من خبراء قسم التصنيع في متفاض
رضا ابراهيمي  من خبراء قسم التصنيع في متفاض، مجتبى داداش نجاد  من خبراء قسم الفحص في  متفاض، خسرو کشن زارع  من خبراء  مركز تقنية التفجير والضربة (متفاض)، كريمي  المدير الاداري والمالي في متفاض، آجيني  حماية المعلومات في المكتب المركزي في متفاض، محمدي سوري  من خبراء مركز الأبحاث في مشروع6 زين الدين، علي رضا سوري  من خبراء مركز الأبحاث في مشروع6 زين الدين

الجزء الثاني البالغ الأهمية من المجموعات الفرعية لمؤسسة سبند هو ما يتعلق بالأبحاث الفيزيائية
مجموعة “فخار مقدم” الخاصة للأبحاث الفيزيائية لموقع سبند تواصل نشاطاتها على قدم وساق. فهذه المجموعة لها مكتب في مبنى نور ومكتب في موقع موجده. رئيس هذه المجموعة هو «فروغي زاده» الذي مكتبه في مبنى نور. أحد المختبرات لهذه المجموعة يقع بالقرب من مبنى نور. وكان أحد الخبراء في هذه المجموعة يدعى «الياسي» الذي هو المنسق في الأبحاث لمنظمة سبند مع جامعة مالك أشتر. وكان هناك خبير آخر” آرزووجي “
(AREZOVAJI ) وهو الرابط العلمي للتقنية الحديثة – مجموعة فخار مقدم.  وأحد الخبراء في سبند الذي هو رئيس معرفة وتظهير الغازات شخص يدعى هاشمي.

سائر المراكز النشطة في سبند في الوقت الحاضر
تؤكد هذه المعلومات، أنه إضافة إلى المراكز أعلاه، لمنظمة سبند مراكز سرية واسعة. بعض من مختبراتها تقع داخل مدينة طهران وبعضها الآخرى في أطراف مدينة طهران. كما لهذه المؤسسة مراكز أطراف مدينة كرج.

ضرورة تفتيش مراكز سبند العسكرية النووية
لمنظمة سبند مراكز سرية عديدة. في الماضي كان هناك ما يقارب 15 موقع وشركة وهمية مملوكة لمؤسسة سبند تم الكشف عنها من قبل المقاومة الإيرانية، وفيما يلي بعض أهم أقسام سبند حيث تم رصدها لحد الآن:
مبنى نور واقع في شارع «لنكري» شمال طهران حيث مركز منظمة سبند
موقع موجده في شارع «باسداران» شارع موجده حيث كان مركز سبند السابق ولكن تم نقل بعض نشاطاته إلى خارج الموقع
موقع متفاض في قرية سنجريان بالقرب من نهر جاجرود
مركز الأبحاث في مشروع 6 بارتشين
موقع  خُجير حيث يتابع جزءا من النشاطات المتعلقة بصناعة الرأس النووي في صناعة نوري بشفرة 8500
للاطلاع على الناشطات السرية للنظام، إضافة إلى تفتيش مركز الأبحاث والسيطرة الكاملة عليه من قبل الوكالة الدولية يجب تفتيش ورصد سائر المراكز المرتبطة بمنظمة سبند مما يساهم في الكشف عن أبعاد النشاطات السرية العسكرية النووية للنظام.
نظام الملالي وبفرض إرادته بأن المراكز العسكرية هي خارج إطار التحقيقات للوكالة الدولية، فهو قد خلق حماية لمشاريعه للسلاح النووي ومنع من الكشف عن الأبعاد والطبيعة الحقيقية لبرامجه للأسلحة النووية ولم يتم أي تفتيش جدي للمراكز العسكرية للنظام بهذا الصدد. وصرح اللواء حسن فيروزآبادي الرئيس السابق للقوات المسلحة للنظام في مقابلة مع وكالة أنباء تسنيم الحكومية في نوفمبر الماضي أن النظام لم يسمح بتفتيش المراكز العسكرية.
كما ان عدم الوصول إلى الخبراء الكبار في مشاريع السلاح النووي للنظام منهم فخري زاده قد حال دون وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى الحصول على الأبعاد الحقيقية للطبيعة العسكرية للبرنامج النووي للنظام. نظام الملالي منع أكثر من عقد وصول الوكالة الدولية إلى أفراد من أمثال فخري زاده. 

إجراءات ضرورية

وقد قالت مريم رجوي زعيمة  المقاومة الإيرانية انها قد حذرت مرات عدة منها في 24 نوفمبر 2013 مباشرة بعد الاتفاق النووي بين 1+5 و نظام الملالي:
” كان بإمكان القوى الدولية الاجهاض  على مشروع النظام لتصنيع القنبلة بصورة نهائية في هذه الجولة من المفاوضات ذاتها، إن  تصرفت بصرامة وبعيدة عن التحفظات الاقتصادية والسياسية. مؤكدة: ان التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن،  خاصة الإيقاف الكامل لعملية التخصيب، القبول بالمعاهدة الإضافية، وحصول مفتشي الوكالة  الدولية للطاقة النووية على حرية الزيارات للمواقع والمنشآت النووية المشبوه فيها، من  مستلزمات التخلي عن القنبلة الذرية”.

نظرًا إلى النقاط أعلاه، ولكي لا يواجه المجتمع الدولي نظامًا متطرفًا حاكمًا في إيران مزودًا بسلاح نووي، وتقول المقاومة  الخطوات التالية هي من الضروريات الحتمية التي يجب العمل بها وهى:
1.  يجب وضع حد لمشروع تخصيب اليورانيوم في إيران بالكامل حسب ما نص عليه قرارات عدة صادرة عن مجلس الأمن الدولي. إن مشروع التخصيب لا يهدف إلا الحصول على الوقود الضروري لصنع القنبلة النووية.
2.  يجب تفكيك برنامج التسليح النووي بالكامل. لا سبب لحفظ مؤسسة سبند والمجموعات التابعة لها منها مفاض. فهذه المؤسسات لا هدف لها سلمياً ولا تتابع توفير الطاقة. بل عملها المضي قدما للحصول على السلاح النووي.
3.  فرض السيطرة المطلقة والتامة على كل الجوانب النووية الإيرانية والوصول الدائم ودون رادع ومباشر إلى جميع مواقع النظام وجميع النقاط المذكورة أعلاه والوصول المباشر إلى جميع الخبراء النوويين للنظام والمقابلة مع جميع المتخصصين الكبار بينهم فخري زاده ومن يعمل  تحت مسؤوليته
4.  يجب متابعة جميع الأسئلة المطروحة فيما يتعلق بالأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي حتى الكشف والوضوح عن جميع أبعاد برنامج السلاح النووي الإيراني والإجابة عليها.

ربما يعجبك أيضا