قوى خفية تصنع المعجزات.. هل هناك ماورائيات يدعمها العلم؟

كتبت – علياء عصام الدين 

لقد أفصحت لي الحياة بسرها قائلة: إنه محكوم علي دائما أن أتفوق على ذاتي واكتشف خباياها، «الإنسان» هذا اللغز المحير في الكون الفسيح، كيف عساه أن يخرج قواه اللامحدودة ليستحق بحق أن يكون خليفة الأرض؟

 في ظل السيل العارم من الماورائيات والأفكار الميتافيزيقية المتعالية على الطبيعة والتي لا نجد لها أساسًا علميًا او تفسيرًا موضوعيًا، ويقف منها العقل موقف الحائر المتجهم، أثبتت أكبر تجارب الفيزياء إلا أن أكثر الظواهر اللامفهومة تعود إلى أسس علمية تدور حول حكمة مفادها أن لأفكارنا ولنوايانا  قوة يمكن أن تظهر بصورة كبيرة في العالم الفيزيقي بشكل يسمح لنا بالمشاركة في خلق هذا العالم.

إن المقدمة التي تؤكد أن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تفسير الظواهر غير الطبيعية هي أنها تحدث خارج المكان والزمان إحدى المقدمات الأكثر نجاحًا في يومنا الحاضر.

ظل الحديث عن القدرات الخارقة والمفارقة للطبيعة “مرفوضًا” في مجتمعات التقنية وعصر المعلوماتية إلى وقت ليس ببعيد فكانت يتم تهميش العلوم الهامشية أو الزائفة – غير القابلة للتأكد أو الإثبات- وسرعان ما يتم إحالتها للرفض والاستبعاد.

حتى بدأ العلماء في جامعة “برنستون” وغيرها من الجامعات العالمية بسبر أغوار الماوراء في محاولة لإيجاد تلك النقاط التي يتلاقى عندها العلم مع الماورائيات والواقعي مع الميتافيزيقي للكشف عن قدرة الإنسان بقواه على التحكم في مصيره وتغيير الكون من حوله.
محاولة ملهمة قام بها العلماء للبحث عن تفسيرات للظواهر الغريبة والقدرات التي تفوق الحس البشري في سبيل صناعة المعجزات.

العقل وقواه الخفية

من خلال الأبحاث المتكررة توصل العلماء إلى أن القدرة على تحريك الأشياء بقوة العقل ممكنة وهي أمور قابلة للقياس في المختبرات دون أن تقع المجموعات العلمية تحت دائرة الشك في تورطهم في عالم الروحانيات وما وراء الطبيعة حيث توصلوا إلى إمكانية دراسة القدرات ما المجاوزة للحس مثل القدرة على تحريك الأشياء من خلال التركيز العقلي أو ما يسمى بـ Mind Over Matter ، أثر العقل في المادة .

إن مصطلح أثر العقل في المادة بدأت منذ ستينات القرن الماضي وهي تشير إلى القدرة على تحريك الأشياء باستخدام قوة العقل أو ما يعرف بـ” السيكوكينسيز”، فمن خلال التركيز والتفكير الإيجابي يمكن أن يتحمل الإنسان الألم كأن يلامس جسده النار دون أن يحترق.

بعد 25 عامًا من الاختبارات المتواصلة حول ما إذا كان العقل البشري قادرًا على التأثير في عملية عشوائية صرفة بطريقة تجبر الأشياء على ظهور نتائج معينة، تبين أن للتركيز الذهني أثر على العمليات من هذا النوع وبالتالي أثبتت الأبحاث في “برنستون” أنه يمكن للعقل البشري أن يؤثر على الآلات في الاتجاه الذي يختاره، ودعمت هذه الدراسات دراسة مؤسسة “الوعي العالمي” التي أجريت مؤخرًا وأظهرت أن هناك ردة فعل إنسانية عالمية سواء كانت فرحًا كبيرًا أو حزنًا شديدًا تؤثر على نتائج الآلات والمحركات العشوائية التي تسجل نتائج الاختبارات على سبيل المثال الموجة السلبية التي اجتاحت امريكا عقب هجمات 11 سبتمبر 2001.

من هذه التجارب يمكن تفسير ظواهر عديدة تندرج تحت ما عرفناه بـ” الحاسة السادسة” من ضمنها التخاطر عن بعد أو تأثير عقل على عقل آخر ، كذلك تأثير العقل في صحة الجسم وتقديم برهان مقبول للحسد أو العين أي تأثير ” الطاقة السلبية” الموجهة من عقل إلى جسم آخر .

الحب أقوى من الشر 

الحب يصنع المعجزات ليست مجرد مقولة عاطفية لا أساس لها من الصحة، فقد أثبتت دراسات مختبر برنستون أن للصلة العاطفية تأثير كبير في التحكم في الواقع الخارجي وتحريك الآلات بغض النظر عن مسافة الأشخاص موضع الاختبار قربهم وبعدهم عن جهاز قياس التأثير وتوصلت النتائج إلى أبعد من ذلك عندما أثبتت أن مشاعر “الحب” من شانها أن تخلق نوعًا من الصدى الذي يتحكم بعشوائية المحيط الفيزيائي بحيث يجعله أكثر تنظيمًا وهكذا تتأكد مقولة “الحب أقوى من الشر”، يمكن وفقًا لذلك أن نفسر القوة الشفائية للصلوات.



النوايا وتغيير الكون

قد يضحك البعض إذا ما حدثتهم عن النوايا الحسنة وقدرتها على تغيير مسارات الواقع بكل تفاصيله، إلا أن الرغبة المشبعة بالعواطف والشحنات الشعورية والتي تدعم نوايا الإنسان لها تأثيرات خيالية على المحيط الفيزيائي.

بالاعتماد على التجارب العلمية تمكنت الباحثة “لين ماكتاجارت” مع لفيف من الفيزيائيين في الجامعات والمراكز البحثية بفحص قدرة النية على إحداث تغيير في العالم المحيط، تمكن مشروع “تجربة النوايا” بإجراء اختبارات بالاشتراك مع علماء من جامعات أريزونا وبنسلفانيا وكاليفورنيا وسان بطرسبرج وأثبتت الدراسات كيف كان لتركيز العقل الجمعي والنوايا في وقت واحد على موضوع محدد أثر على وتيرة النباتات وتغيير الخصائص الجزئية في المياه والكائنات الحية.

كانت نتائج التجارب التي رافقت فترة الحرب الباردة مذهلة حيث أظهرت مثلًا أن البذور تنمو أسرع وبشكل صحي من إن كانت تستقبل “نيّة حسنة” من البشر، كذلك أثبتت التجارب قدرة النية الذهنية على التأثير على تركيز الضوء في الماء وكذلك أشكال بلورات الماء، فقد تمكن الباحث الياباني “ماسارو إيموتو” من التوصل إلى نتيجة مفادها أن بلورات المياه تأخذ أشكالًا إما جميلة أو بشعة اعتمادًا على كلام أو أفكار الشخص إن كانت سلبية أو إيجابية، ويتم ذلك عبر توجيه كلام أو أفكار من الشخص إلى قطرات الماء قبل تجميدها لحظيًا وتفحص النتائج تحت المجهر.

ويمكن لهذه التجارب تفسير تأثير تلاوة الآيات القرأنية مثلًا على المياه أو ما يسمى بالرقية الشرعية في الدين الإسلامي.
لا يمكن تجاهل أثر “النية” في الشفاء من الأمراض المستعصية فالرغبة في الحياة كان لها أثر كبير وملموس في عمليات الشفاء من السرطان حيث أظهرت التجارب أنها تؤثر في كل العمليات العصبية والبيولوجية في الجسم.

الأبعد من ذلك استطاعت تجارب النوايا إثبات قدرة “الضمير الجمعي” على تخفيف مستويات العنف في منطقة تعاني من الحروب المزمنة، فقد أجريت تجارب مثيرة للجدل كان موضوعها تحقيق السلام بناء على نية المشاركين هدفت لتخفيض معدلات العنف في شمال سيريلانكا التي عانت حروبًا أهلية ما يزيد عن 25 عامًا وبالفعل تمكنت التجربة في أسبوعها الثاني وبعد تصاعد كبير للعنف في الأسبوع الأول للتجربة من تسجيل انخفاض غير مسبوق لمعدلات العنف حتى انتهى النزاع بتوقيع اتفاقية سلام دائمة في العام نفسه.

 بعد تطوع أكثر من 10 آلاف شخص من 65 دولة للتركيز على دعم نوايا السلام في سيرلانكا استخلص المشرفون على التجربة أننا بحاجة لمزيد من تجارب السلام لأن ما حدث لا يمكن أن يكون مصادفة.

هكذا تمكنت التجارب العلمية من تفسير اتحادنا مع الكون وقانون الجذب وكيفية تأثير نوايانا الخاصة على مسار حياتنا وكيفية صناعة ذواتنا، وكيف يصبح مصيرنا حرفيًا من نسج عقولنا وقلوبنا ونوايانا.
 

ربما يعجبك أيضا