“مؤتمر جنيف”.. بصيص أمل لخروج اليمن من عنق الزجاجة

رقية كامل

كتبت – رقية كامل

جنيف – يحمل مؤتمر الدول المانحة حول اليمن في جنيف بصيصًا من الأمل للحد من معاناة المدنيين.

وتحت عنوان “تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن”، استضافت الحكومة السويسرية في مقر الأمم المتحدة بجنيف، اليوم الثلاثاء، مؤتمرا دوليا للإعلان عن التبرعات لمواجهة الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تعتبرها المنظمات الدولية “الأزمة الإنسانية الأخطر في العالم حاليا”.

وانعقد المؤتمر بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووكيله للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، إضافة إلى ممثلي المنظمات الأممية والدولية العاملة في اليمن، والعديد من الدول.

وكانت الأمم المتحدة قد جددت مرارا تحذيرها من أزمة اليمن، مشيرة إلى أن 19 مليون شخصًا، أي نحو ثلثي عدد السكان بحاجة ماسة إلى المساعدات.

وقال “غوتيريس”، إن ما يعانيه الشعب اليمني من أزمات، تجعله في حاجة ماسة للعديد من المساعدات الإنسانية، بسبب ما تواجهه منذ فترة طويلة من حروب، يدفع ثمنها المدنيين.

وألقى الضوء على أطفال اليمن بشكل خاص، مؤكدا أن الأزمة حرمت قرابة 2 مليون طفل من التعليم، موضحا أن الأمم المتحدة عملت على مساعدة 5.8 مليون شخص يمني خلال هذا العام.

وقال “ستيفن أوبراين”، في كلمته بالمؤتمر، إن الصراع اليمني قد تحول بالفعل لأسوأ كارثة إنسانية في العالم، وإن إنقاذ الأرواح وحماية المدنيين يتطلب الدعم المالي للشعب اليمني، لتفادي الأزمة ولإنقاذ  3 ملايين طفل على الأقل من سوء التغذية.

وحث دول المنطقة على تكثيف الدعم للشعب اليمني المحاصر في هذا الصراع، مؤكدا إن الدعم المادي هو السبب الأساسي لعقد المؤتمر.

وقد أكد هذه الحقائق برنامج الأغذية العالمي في اليمن، الذي أبان أن المؤتمر ينعقد في وقت حرج جدا بالنسبة لليمن، مشيرا لخطر تدهور الأزمة في حال عدم توفير الدعم الكافي.

الحكومة اليمنية ودعم الجهود العالمية

وتشارك الحكومة اليمنية الشرعية، ممثلة برئيسها أحمد عبيد بن دغر في المؤتمر، الذي أكد في كلمته إن الحكومة اليمنية تدعم جهود الأمم المتحدة في تخفيف المعاناة على الشعب اليمني، خاصة في تعز التي تعاني من حصار وقصف مستمر لعامين، مؤكدا على ضرورة إيصال المساعدات الفورية للمدينة المحاصرة.

وقال ممثل الحكومة أن الحد الأدنى من المساعدات هو 2.1 مليار دولار، وهو ما ذكرته الأمم المتحدة في تصريحات سابقة إلا إنه لم يتم جمع سوى 6.6 بالمئة من المبلغ المطلوب.

وأكد بن دغر إن الانقلابيون استخدموا الاحتياطي النقدي باليمن لخدمة أهدافهم العسكرية ولتمويل ميليشياتهم.

وقال في كلمته “نقدّر جهودكم المخلصة في تقديم الدعم لشعبنا اليمني، وأنقل لكم تحيات الرئيس عبدربه منصور هادي متمنياً لمؤتمركم هذا النجاح”

وأضاف، إن البنية التحتية تأثرت بما يجري في اليمن، دُمرت بيوت منذ 2013، واستمرت عملية التدمير في 2014، وكان لاحتلال العاصمة في 2014 الأثر الأكبر فيما جرى ويجري.

وقد سعت جماعات إغاثية وإنسانية للوصول بشكل أكبر إلى المحتاجين في اليمن، إلا أن المتمردين الحوثيين عرقلوا وصول هذه المساعدات إلى عدة مناطق يحاصرونها في البلاد.

السعودية والإمارات.. عطاء لا ينتهي

وقد أعلنت السعودية في المؤتمر عن تبرعها بـ 150 مليون دولار، وقال المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية “عبدالله الربيعة”، إن مجموع المساعدات التي قدمتها السعودية لليمن خلال عامين تزيد على 8 مليار دولار، وإن هذه الأموال سيتم تخصيصها للعمل الإنساني بالتنسيق مع الأمم المتحدة إضافة لبرامج الأمن الغذائي و العمل الإنساني ودعم اللاجئين اليمنيين.

وأكد إن هذه المساعدات تذهب لكل أرجاء اليمن بما فيما المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي.

مؤكدا أن المملكة تأمل من الأمم المتحدة أن تمارس ضغوط على الميليشيات التي تعرقل وصول المساعدات لمستحقيها.

ومن جانبها، أعلنت دولة الإمارات عن التبرع بمئة مليون دولار من أجل تمويل العمليات الإنسانية في اليمن، لإنقاذ الأطفال من المجاعة وسوء التغذية ولمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأعلن نائب وزير الخارجية الكويتى خالد سليمان الجار الله، في كلمته بالمؤتمر إن الكويت ستخصص 100 مليون دولار أمريكى للإسهام فى جهود المجتمع الدولى لدعم الاحتياجات الإنسانية باليمن.

وأشاد بما تم وضعه من خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2017 لتلبى الاحتياجات الأساسية فى اليمن والتى تم تحديدها فى وثيقة الاحتياجات الإنسانية المطروحة أمام المؤتمر.

وقال الجار الله أن “هذا المبلغ يكمل أيضا التزام الكويت السابق بمبلغ 300 مليون دولار كقروض ميسرة عبر الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية لتمويل المشاريع الإنمائية فى اليمن وتم الإعلان عنها خلال الاجتماع الوزارى لمجموعة أصدقاء اليمن الذى عقد فى نيويورك عام 2012”.

ربما يعجبك أيضا