دوائر الجن تترك بصمتها على صحراء ناميبيا

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

بمجرد أن تقع عينيك على مصطلح”دوائر الجن” تحضر في ذهنك صورة مخلوقات غريبة نسمع عنها ولا نراها ولكن فى الحقيقة أن “دوائر الجن” ماهي إلا بقع أرضية تظهر وتختفي في الصحراء الرملية في ناميبيا جنوب غربي قارة إفريقيا لا يعرف أحد سبباً واضحاً لها.

ناميبيا هى دولة تقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة أفريقيا على ساحل المحيط الأطلسي,يحدها من الشمال أنجولا وزامبيا، ومن الشرق بوتسوانا ،ومن الجنوب جنوب أفريقيا.

دوائر غامضة

أما عالم الأحياء بجامعة فلوريدا ” والتر تسشينكل” كان له محاولة في حل لغز هذه الدوائر حيث يرى أن هذه الدوائر تتشكل فقط في التربة الرملية المحجره وأنها لا تتشكل في الكثبان الرملية ، حيث تترسب الرمال عن طريق المياه ، كما اشتبه فى ان الدوائر هي نتاج طبيعي وانها نوعا من التنظيم الذاتي من قبل النباتات.

 واضاف: “هناك بعض النماذج الرياضية التي تقوم على فكرة أن النباتات تعمل على سحب الموارد الغذائيه من التربه من حولها نحو نفسها، ولديها ردود فعل إيجابية على نمو النباتات الأخرى من حولها وتحديد موقعها ، ولذلك يكون لها تأثير سلبي على النباتات الواقعه على مسافة ابعد”.

وأشارإلى أن محاكاة الكمبيوتر على أساس هذا الحساب يمكن أن تنتج تلك المناظر الطبيعية كحقول دوائر الأشباح فى ناميبيا لكن حتى لو كان هذا الافتراض على الطريق الصحيح، فليس هناك تفسير عن كيف يمكن للنباتات خلق هذا النمط الغريب والمعقد من اسلوب المعيشه،ولماذا وكيف تسحب النباتات المغذيات من التربة حولها؟” ، كل هذه الفرضيات وغيرها سبق استبعادها ومع عدد قليل من الناس الذين يدرسون تلك الدوائر وقلة التمويل المالى فعلى الأرجح سوف تظل هذه الدوائر الجنية لغزا وقال”لست قلقا جدا فهذا اللغز لن يتم حله في أي وقت قريب واستمرار الغموض يجعل هذه الدوائر مثيرة للأهتمام اكثر من أي وقت سابق”.

أساطير

وبينما العلماء مشغولون في تفسير  تلك الظاهرة يكون السكان الأصلين مشغولين ببعض الخرافات فمنهم من يقول أن هناك تنين يعيش أسفل القشرة الأرضية وينفث الدخان باستمرار تحت الأرض ما يؤدي إلى احتراق الغطاء النباتي على سطح الأرض بهذه الطريقة، ومنهم من يؤمن أن دوائر الجن تشكلت بسبب آثار أقدام الآلهة في المكان ولا مجال للنقاش في هذه الظاهرة ، وراى آخر أنها من صنع كائنات فضائية ، وحتى يومنا هذا يظل الخلاف بين علماء الجيولوجيا والبيئة عن المسؤول الأول عن تشكيل دوائر الجن، ولكن الحقيقة التى لاتقبل الشك انها ليست آثار أقدام الآلهة.


في صحراء ناميبيا تتشكل دوائر بقطر 2-15 مترا وتمتد إلى حوالي 2400 كيلو متر داخل أنجولا ، دوائر عارية من العشب، تتشكَّل في أماكن الغطاء العشبي خاصةً في المراعي الصحراوية الرملية ، أثارت هذه الدوائر علماء الجيولوجيا والبيئة منذ عام 1971م، لكن في تلك الفترة، لم يستطع أحدٌ منهم العثور على تفسير منطقي لما يجري في الصحراء، خاصةً أنها تتشكل لسنوات ثم تختفي دون سببٍ محدد.

ومع تعدد الفرضيات والأسباب، لم يكن هناك تفسير منطقي واحد للظاهرة حتى وقتٍ قريب، عندما درس عالم الأحياء الألماني” نوربرت جورجنز” من جامعة هامبورج كل الفرضيات والخرافات السابقة، وأثبت أن السبب في تشكل هذه الدوائر يعود إلى النمل الأبيض الذي يسكن المنطقة حسب دراسته ، وبعد الفحص والاختبارات، تبيَّن أن النمل الأبيض يعيش بنسبة 80 – 100% في هذه الدوائر الغريبة، وكانت هذه الحشرة الوحيدة التي تعيش في الدائرة ، وحسب الدراسة، فإن أن النمل الأبيض يعمل على تشكيل هذه الدوائر الجرداء من أجل السماح بترشيح المياه من التربة، ما يسمح للتربة أن تبقى رطبة في الظروف الجافة ويحصل على قوته من الطعام والماء في المكان شديد الجفاف.

لكن العديد من الدراسات اللاحقة نفت دراسة العالم “جورجنز” وادَّعت بطلانها بسبب صور الحفريات التي نفت مسؤولية النمل الأبيض عن هذه الدوائر.

آخرون اعتبروا السبب نبات “فربيون دامارا”، كونه يُفرز سمومًا قد تُسبب تآكل الغطاء النباتي، آخرون يجدون أن السبب هذ التربة المشعة أو النمل الأبيض في المنطقة.

علماء آخرون مثل العالم “والتر آر”، ادَّعى أن فرضية “جورجنز” خاطئة لأن النمل الأبيض لا يبني أعشاشًا له على سطح الأرض، إنما يعيش داخل الرمال الصحراوية وليس فوقها ، بالإضافة إلى أن مناطق أخرى في صحراء ناميبيا والصحراء الأسترالية وُجدت فيها دوائر الجن لم يُعثر بها على أي أثر للنمل الأبيض، ما يعني أن مسؤولية النمل الأبيض عن الظاهرة مشكوكٌ في صحتها.

ورجح الباحثون، في وقت سابق، أن تكون تلك الدوائر التي ينمو النبات على حاشيتها، ناجمة عن إشكالات المياه وانبعاثات الغاز والإشعاعات وتسمم التربة.

أما مهووسون بنظرية المؤامرة في تفسير دوائر الجن، فرجحوا أن تكون كائنات فضائية قد ساهمت في الظاهرة، لاسيما وأنها ظهرت في مناطق محدودة من العالم.

لغز ليس له تفسير

ربما يعجبك أيضا