في حضرة “آخر الرجال المحترمين”

رؤية – أميرة صلاح 

هو الغائب الحاضر هو العاشق الولهان، هو صاحب البصمة الواضحة التي تركها في نفوس جمهوره العاشق لجميع أدواره في السينما والدراما، وتجسيده لشخصيات الواقع هو الفنان محمد جابر محمد عبد الله، والذي اشتهر باسم “نور الشريف”.

صاحب الكاميرا طوال ٥٠ عامًا اعتبرها أمه وأخته وزوجته، ومصدر الإلهام والوحي الذي يستحضر الفنان بداخله، وكأنها مصباح سحري يسري نوره في أرجاء المكان، فينبعث منه عملاق التمثيل “نور الشريف”.

واليوم الجمعة، الموافق ٢٨ من إبريل الجاري، يحل ذكرى ميلاد الفنان الكبير نور الشريف، الذي رحل عن عالمنا في ١١ أغسطس عام ٢٠١٥، عن عمر يناهز الـ٦٩ عاما.
 
بدأ يتلمس موهبته الفنية وعشقه للتمثيل، فانضم لفرقة التمثيل المدرسية وشارك في الكثير من نشاطاتها. في الوقت ذاته كان لاعب في فريق أشبال نادي الزمالك لكرة القدم، لم يحترف كرة القدم بسبب تغلب حبه للتمثيل، بعد الثانوية العامة دخل إلى كلية التجارة ليتركها بعد سنة ويلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ليتخرج منه عام 1967 بدرجة امتياز وترتيبه الأول على الدفعة.

رشحه المخرج الراحل “نبيل الألفي” لتمثيل دور “روميو” في رائعة شكسبير “روميو وجوليت” بشعبة المسرح العالمي التابع للتليفزيون وقتها، كما تعرف على المخرج سعد أردش الذي أسند إليه دورًا صغيرًا في مسرحية “الشوارع الخلفية”.

وأثناء بروفات المسرحية تعرف على عادل إمام الذي قدمه بدوره للمخرج حسن الإمام ليظهر في فيلم “قصر الشوق” ويحصل عن دوره على شهادة تقدير فكانت أول جائزة يحصل عليها في حياته الفنية.

أثرى الفنان نور الشريف السينما المصرية بأكثر من 160 فيلمًا من أبرزهم:-

فيلم “ثم تشرق الشمس”، “امرأة لكل الرجال”، “بنات في الجامعة”، “زوجتي والكلب”، “الأبرياء”، “المتعة والعذاب”، “ليالي لن تعود”، “ولد وبنت والشيطان”، “صور ممنوعة القصة الأولى”، “شباب في عاصفة”، “مكان للحب”، “من البيت للمدرسة”، “امتثال”، “زواج بالإكراه”، “الخوف”، فيلم “الرغبة والضياع”، فيلم “الحب”.

وقدم 5 أعمال مسرحية “القدس في يوم اَخر”، “يا غولة عينك حمرا”، “الأميرة والصعلوك”، “يا مسافر وحدك”، “كنت فين يا غالي”.

وقدم للدراما المصرية أكثر من 60 مسلسلًا منهم أبرزهم:-

“عمر بن عبدالعزيز”
جسد الراحل نور الشريف، شخصية خامس الخلفاء الراشدين “عمر بن عبدالعزيز”، في مسلسل بنفس الاسم أُنتج عام ١٩٩٤م.

“لن أعيش في جلباب أبي”
نجاح ساحق وانتشار واسع حققهما مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” عام ١٩٩٥م، وجسد “الشريف” خلاله شخصية تاجر خُردة يُدعى “عبدالغفور البُرعي”، ويعتبر من أبرز أدواره على الإطلاق.

“هارون الرشيد”
جسد نور الشريف، شخصية الخليفة العباسي هارون الرشيد، في مسلسل تاريخي بنفس الاسم أُنتج عام ١٩٩٧م.

“الرجل الأخر”
حقق نور الشريف، نجاحًا كبيرًا من خلال مسلسل “الرجل الآخر” عام ١٩٩٩م، وجسد خلال دوره شخصية “مختار العزيزي” رجل الأعمال الثري، الذي يتعرض لحادث يفقده الذاكرة ويتحول إلى “عبدالله” الشخص البسيط الذي يسكن في حارة شعبية ويتأقلم على الحياة بها.

“عائلة الحاج متولي”
اسم آخر ينضم لقائمة أهم الأعمال الدرامية في مشوار نور الشريف، هو مسلسل “عائلة الحاج متولي”، إنتاج عام ٢٠٠١م، وجسد خلاله شخصية تاجر أقمشة يـدعى “الحاج متولي” المتزوج من ٤ نساء، يجمعهن بيت واحد، وتدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي.

“حضرة المتهم أبي”
“عبدالحميد دراز” أستاذ اللغة العربية، هي الشخصية التي جسدها “الشريف” في مسلسل “حضرة المتهم أبي” عام ٢٠٠٦، وناقش المسلسل العلاقة بين الآباء والأبناء، والصراع بين أفكار كل منهما.

“الدالي”
“أنا سعد الدالي، انت مين؟”، جملة شهيرة لدى جمهور الأجزاء الثلاثة من مسلسل “الدالي”، الذي قام ببطولته نور الشريف، وتم عرضه في الأعوام ٢٠٠٧، ٢٠٠٨، و٢٠١١.