أمطار الصومال.. عودة الأمل والمرض

محمود طلعت

رؤية – محمد عبدالله

عندما تسقط الأمطار، يتجدد الأمل، وتمتلئ النفوس بالتفاؤل، فالمطر نعمة من الله ودليل على قدرته سبحانه وتعالى.

تأتي قطرات الماء من السماء، تحمل معها كلّ الخير، فهي تحيي الأرض من جديد وتزرع فيها حياة جديدة.

في الصومال وبعد أشهر من الجفاف الذي ضرب البلاد وتسبب في سقوط العشرات من القتلى ونفوق عدد كبير من الحيوانات نتيجة جفاف المراعي الذي أجبر الكثير من المزارعين على البحث عن المساعدات في المدن، تسقط الأمطار الموسمية بغزارة غير معتادة لتخفف من خطر انزلاق البلاد لشبح مجاعة واسعة النطاق.

ثلاث سنوات لم تعرف فيها مناطق شمال الصومال هطول الأمطار، ما تسبب في نقص كبير في إمدادات الغذاء والمياه، والقضاء على مساحات واسعة من أراضي الرعي، مما تسبب في نفوق الآلاف من رؤوس الإبل والماعز، وهي الماشية التي يعتمد عليها السكان المحليون للبقاء على قيد الحياة. تأتي الأمطار هذه المرة لتسمح بزراعة المحاصيل وإنبات العشب لعلف المواشي التي تمثل مورد عيش أساسياً لعائلات البدو الصومالية.

بدأ هطول الأمطار على أجزاء من البلاد في الأسبوع الثاني من أبريل/ نيسان، لكن بحلول الأسبوع الماضي كانت قد امتدت إلى أغلب المناطق التي عانت من موجة جفاف على مدار أسابيع عديدة مضت.

موجات  الجفاف التي ضربت الصومال بسبب انحباس هطول المطر، فزحف الجفاف وجلب معه مجاعة شاملة، أدت إلى مخاوف من أن تؤدي إلى تكرار ما حدث عام 2011 عندما سقط 250 ألف صومالي موتى من الجوع.

مساعدات عاجلة

وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن هناك الآن نحو 6 ملايين إنسان في حاجة إلى المساعدات الإنسانية، أي أكثر من نصف سكان الصومال، بمن فيهم ثلاثة ملايين يواجهون أزمة غذائية، كما يتعرض نحو 5.5 ملايين صومالي لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة.

منظمة الصحة العالمية طلبت توفير عشرة ملايين دولار بشكل عاجل، في إطار توسيع نطاق استجابتها لتوفير الخدمات الصحية الضرورية لنحو 1.5 مليون صومالي متضررين من ظروف الجفاف القاسية وأزمة الغذاء المستفحلة.

وفي هذا الإطار دشنت “مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان”، أكبر سد خرساني في الصومال، وذلك لتزويد مدينة هرجيسا، بشمال البلاد، والمناطق المجاورة، بالمياه لري دوائر السقي المتواجدة في المنطقة، وتخزينها للاستفادة منها في موسم الجفاف، في إطار مواجهة الأزمة التي تطل بوجهها من وقت لآخر.

الأزمة الإنسانية في الصومال وبحسب خبراء لن تبقى محصورة بالتسبب في موت الصوماليين، بل يمكن أن يتردد صداها أمنياً، فالنزوح الداخلي والانهيار الاقتصادي يهددان بزعزعة استقرار الحكومة الجديدة، وخلال المجاعة الكبرى التي ضربت البلاد عام 2011 وصلت المساعدات الدولية متأخرة جداً، وعندما أعلن رسمياً عن حدوث المجاعة كان أكثر من نصف الـ250 ألفاً الذين ماتوا ، وهو ما يجب تجنبه هذه المرة.

مخاوف تفشي الأمراض

في الوقت نفسه تجلب الأمطار البرد وتنشر الأمراض وهو ما يمثل خطرًا مزدوجًا على الناس والحيوانات الذين انخفضت مناعة أجسامهم جراء الجفاف المستمر. ويقول هرسي يوسف باري رئيس بلدية مدينة جالكعيو عاصمة إقليم جلمدج الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي “قتلت الأمطار المواشي الضعيفة”. وأضاف “الآن بات لدى الناس وما تبقى لهم من ماشية ماء لكن من دون غذاء أو ملجأ. وعندما يسقط المطر تنتشر الأمراض جراء ضعف الأوضاع الصحية”.

منظمة الصحة العالمية قالت في الشهر الماضي إن 25 ألف شخص أصيبوا بالكوليرا وتوقعت أن يتضاعف هذا العدد بحلول الصيف، بعد أن قتل المرض حتى الآن أكثر من 500 شخص.

https://www.youtube.com/watch?v=f1RqjRYmSl0
https://www.youtube.com/watch?v=e9Dj7t61fBM

ربما يعجبك أيضا