مؤتمر دافوس في الأردن.. السياسة تطغى على الاقتصاد

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمان – لم يعد المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “مؤتمر دافوس” مؤثرا في الحياة الاقتصادية العالمية كما بدأ، فقد طغت السياسة ومكافحة الإرهاب والتطور على مجمل فعاليات المؤتمر وجلساته التي انطلقت أمس السبت بمنطقة البحر الميت في الأردن.
 
ولم يحظ المؤتمر هذا العام، بذلك الزخم المعتاد في كل مرة، من حيث التوقيع على اتفاقيات والإعلان عن أخرى جديدة، كما لم يضع صناع القرار ورجال الأعمال رؤية واضحة أو صريحة للخروج من الوضع الاقتصادي البائس.
 
وانطلقت أعمال المنتدى، بمشاركة ملوك ورؤساء دول وأكثر من 1100 شخصية من رجال الأعمال والسياسيين من أكثر من 50 دولة حول العالم.
 
وحمل المؤتمر الذي افتتحه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني شعار “تمكين الأجيال نحو المستقبل”.
 
لكن اللافت في كلمات رجال السياسة والأعمال والذين حضر مراسل “رؤية ” في عمّان، معظم جلساتهم، أنها تركزت على السياسة ودحر الإرهاب، كطريق يبدو من وجهة نظرهم أنه الحل الوحيد للنهوض بالاقتصاد المتدهور لدول المنطقة.
 
وقدم المشاركون من الدول الأوروبية في المؤتمر، دليلا على ذلك، عندما كانت كلماتهم تذكر الحاضرين بما آلت إليه الصراعات الدينية في أوروبا قبل عقود، وكيف أصبح الاتحاد الأوروبي اليوم قويا ومتماسكا، بفضل المصالحات التاريخية والسلام الذي تبناه أبناء القارة، لقناعتهم أن ذلك النزاع لم يكن ليبني بلادهم بل كان سببا في دمارها.
 
التكنولوجيا والشباب العربي
 
في الكلمة الرئيسية لحفل الافتتاح، التي ألقاها ولي عهد الأردن الأمير الحسين، شدد فيها على أن ” شباب منطقتنا لا يكتفون فقط بتبني التكنولوجيا وتطويعها. فهم أكثر من مجرد مستهلكين”.
 
وأضاف أن الشباب العربي وخاصة الأردنيين منهم ” ابتكروا حلولا وخدمات تواكب عصرنا الحديث، وأنتجوا محتوى عربياً جديداً على شبكة الإنترنت، وأبدعوا أفكارا جديدة لخدمة منطقتنا وعالمنا”.
 
وشهد المؤتمر بعد ذلك، مناقشات كثيرة حول تأثير التقدم التكنولوجي على فرص العمل وتحقيق الوظائف للشباب، والنهوض بواقعهم، بما يعزز آمالهم وتطلعاتهم.
 
وقدم ممثلون عن إحدى وعشرين شركة أردنية ناشئة من بين أفضل 100 شركة ناشئة في المنطقة اختارها المنتدى، كلمات حول مشاريعهم، وأعربوا عن تطلعهم لتبني أفكارهم وأعمالهم الريادية من قبل شركات عالمية.
 
لكنها أيضا “التكنولوجيا” بحسب خبراء ورجال أعمال شاركوا في جلسات المنتدى، ستؤدي مستقبلا إلى فقدان الشباب العديد من الوظائف التي بات من السهولة الاستغناء عن الأيدي العاملة فيها نتيجة الإحلال التكنولوجي.
 
ويجمع هؤلاء على أن البطالة بين، ستكون التحدي الأبرز خلال السنوات المقبلة، وهو أيضا ما يتحدث عنه السياسيون لكنهم أيضا لا يلتفتون لوضع حلول للحد من تداعيات هذه المعضلة التي تتنامى.
 
استثمار الفرص
 
غالبية الكلمات التي ألقيت خلال أعمال مؤتمر دافوس، ركزت على استثمار الفرص وحسن إدارتها، لكنها أيضا كانت مشروطة بالقضاء على الإرهاب أولا.
 
ويبدو ذلك جليا في كلمة ولي العهد، التي ذكر فيها ” إذا ما أدى كل منا واجبه، فسوف نتمكن من استثمار فرصة لن تتكرر لدى جيلنا في قيادة التغيير الجذري في هذه المنطقة، وفي المحصلة القضاء على التطرف”.
 
والدعوة ذاتها أطلقها المشاركون في المنتدى على امتداد جلساته.
 
ولم يغب الحديث عن إعادة الإعمار في كل من سوريا والعراق، وكان إنهاء ” الصفحة العسكرية ” التي فتكت بحضارة البلدين شرط البدء فيها، وهو ما أكده الحضور العراقي في المنتدى والذي ظهر بقوة للتأكيد على أهميته مستقبلا.
 
ويرى صحفيون ومراقبون يشاركون في مؤتمر دافوس الحالي، وسبق وأن شاركوا بأعماله في الدورات الماضية، أن المنتدى خرج عما انطلق لأجله منذ إعلانه، وبدأ يتحول لملتقى يستعرض فيه السياسيون أفكارهم فيما يبقى أهل الاقتصاد بعيدا.
 
ولا يتوقع بحسب مراقبين التقتهم “رؤية” على هامش المؤتمر الذي تنتهي أعماله اليوم، أن يخرج باتفاقيات كبيرة أو مخرجات يمكن البناء عليها لغد أفضل، على الأقل بعكس ما كان في السابق.

ربما يعجبك أيضا